طَالِبُ العِلْمِ ... بين عِزّةِ الحَقِّ .... وتزلّفِ الخّلقِ
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[24 - 02 - 08, 07:17 م]ـ
طالب العلم بين عزة الحق وتزلف الخلق
الحمد لله رافع قدر العلماء، وناصر أصحاب العلم الأوفياء، ومجزل لعباده كبير العطاء، وأصلي وأسلم على خير الأولياء، وصفوة الصفوة الأتقياء، محمد سيد الشرفاء، وأمين الله على وحي السماء، وهادي الخلائق جمعاء، وعلى أتباعه الفضلاء، أهل الشيم والمناقب العلياء .. أما بعد:
فإن مما أكرم الله به صفوة عباده أن شرفهم بالعلم، ورفع قدرهم به، فلولا فضله سبحانه ثم هذا العلم لما استحقوا هذا المنزلة الشريفة، والدرجة الكريمة المنيفة.
ومَنْ كان هذا حاله فحري به ان يتخلق بأخلاق العلماء، وأن يتأدب بآدابهم.
ألا ومن تلك الآداب العزة بهذا العلم أينما ذهب، فيكون طالب العلم عزيز النفس به، مرتفعا بنفسه رفعة أصحاب الهدى، أشم الأنف من غير كبر بادٍ عليه، ولا هو يخفيه.
فما أجمل طالب العلم أن يُعرف بين الناس بسمته ودلّه، إذا رآه الناس ذكروا ربهم، وإذا رآه الخلق عرفوا ما لهم وما عليهم من حقوق خالقهم.
فتكون لطالب العلم شخصية لا يخشى تعيير الغافلين، ولا شماتة المحرومين.
ميزه الله بلباسه المستقيم، وعلامات السنة على وجهه ومظهره بادية.
فلا الأحوال المختلفة، ولا المناسبات العامة، ولا المحافل الكبيرة تغير حاله.
ليس بذي وجهين ..
إن لاقيت يمانيا فذو يمن .. وإن لاقيت معدياً فعدنان
فما ضرّك يا طالب العلم أن تكون فريداً بالسنة إذا اختلطت بأقوام هم عنها بعيدون.
وما الذي سيُسلب منك إذا كان الخلق في صدرك سواء فلا تزلّف لأصحاب جاه ولا دنيا.
أنت أنت يا طالب العلم ...
{أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه} آمنت بالله.
{كمن متعناه متاع الحياة الدنيا} لا والله يا رب لا يستوون.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[24 - 02 - 08, 07:45 م]ـ
((العبد المطلق))
وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثر على غيره , بل غرضه تتبع رضاة الله تعالى أين كانت. فمدار تعبده عليها. فهو لا يزال متنقلا في منازل العبودية , كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها , واشتغل بها حتى يلوح له منزلة أخرى. فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره: فإن رأيت العلماء رأيته معهم , وإن رأيت العباد رأيته معهم , وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم , وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم , وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم , وإن رأيت أرباب الجمعية وعكوف القلب على الله رايته معهم.
فهذا هو العبد المطلق , الذي لم تملكه الرسوم , ولم تقيده القيود , ولم يكن عمله على مراد نفسه , وما فيه لذاتها وراحتها من العبادات. بل هو على مراد ربه ولو كانت راحة نفسه ولذتها في سواه.
فهذا هو المتحقق بإياك نعبد وإياك نستعين حقا , القائم بها صدقا. ملبسه ما تهيأ , ومأكله ما تيسر , واشتغاله بما أمر به في كل وقت بوقته , وجلسه حيث انتهى ووجده خاليا , لاتملكه إشارة , ولا يتعبده قيد , ولا يستولي عليه رسم , حر مجرد , دائر مع الأمر حيث دار , يدين بدين الأمر أنى توجهت ركائبه , ويدور معه حيث استقلت مضاربه يانس به كل محق , ويستوحش منه كل مبطل , كالغيث حيث وقع نفع , وكالنخلة لا يسقط ورقها وكلها منفعه حتى شوكها. وهو موضع الغلظة منه على المخالفين لأمر الله , والغضب إذا أنتهكت محارم الله.
فهو لله وبالله ومع الله , قد صحب الله بلا خلق , وصحب الناس بلا نفس. بل إذا كان مع الله عزل الخلائق من البين وتخلى عنهم , وإذا كان مع خلقه عزل نفسه من الوسط وتخلى عنها
((فواها له))!!!. ما أغربه بين الناس , وما أشد وحشته منهم , وما أعظم انسه بالله وفرحه به. وطمأنينته وسكونه إليه!! والله المستعان وعليه التكلان. أنتهى كلامه رحمه الله.
بدائع التفسير ص 52
دار ابن الجوزي
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[24 - 02 - 08, 07:48 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل المبارك عن الإمام شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله برحمته الواسعة
ـ[عبد المتين]ــــــــ[25 - 02 - 08, 06:25 ص]ـ
فطوبى للغرباء ....
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[25 - 02 - 08, 10:47 م]ـ
أنقل لكم وصية الشيخ الألباني رحمه الله
وصية العلامة الألباني لعموم المسلمين
¥