تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أيُنقص الدين من أطرافه وأنت تنام قرير العين، هانىء النفس، مرتاح الضمير؟! أترضى بالدنيَّة في دينك وبك رمق من عيش، أو بين جوانحك عرقٌ ينبض بالحي

جزاك الله خيرا اخي الحبيب فلقد كنا و الله في حاجة لمن يذكرنا فقد نسينا او تناسينا و شغلتنا كلمة طالب علم و ما علمنا حقيقتها و لا أعطيناها حقها ولا اخرجنا زكاتها فإلى الله المشتكى من انفسنا، و نسال الله الله أن يجنبنا الرياء و العجب و اتباع الهوى

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 10 - 05, 03:21 ص]ـ

جزاك الله خيرا يا اخي الاعتصام ..

وقد اعجبتني كلمة احد الدعاة حيث قال ((إنه لم يكن في التاريخ الاسلامي حركة علمية ومؤلفات شرعية وعلماء مثلما كان في بغداد ومع ذلك لم تنفعهم عندما غزاهم التتار عام 656 لا كتبهم العلميه ولا مؤلفاتهم الشرعية لما تركوا التطبيق العملي والجهاد في سبيل الله تعالى لتكون كلمة الله هي العليا ولينتشر التوحيد والنور في انحاء الأرض وليعتق العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد)).

هذا كلام مجمل وموهم أسوأ الإيهام وأقبحه وبيانه:

إن منطوق هذا الكلام هو أن الاشتغال بالعلم الشرعي تعلما وتعليما ودرسا وتدريسا وشرحا وتأليفا،وترك التطبيق العملي والجهاد هو الذي أدى أو سهل الهزيمة من التتار.

والحقيقة أن هذا الكلام من أبطل القول وأقبحه وهو مبني على عدم تصور لواقع المسلمين وتاريخهم عموما وواقعهم وتاريخهم في زمن الانكسارات خصوصا.

وليعلم هذا القائل أن الحركة العلمية لم تتوقف في حياة المسلمين يوما ما ومهما كانت الهزائم والانكسارات، أما حديث المتكلم عن التطبيق العملي فهو محض افتراء من أين له أنهم لم يطبقوا عمليا،بل لقد ملأوا طباق الأرض علما وعملا،ولكن الجهاد المسلح ليس وظيفته إلا في أضيق الحدود وإنما واجبهم الذي أمرهم الله به فهو جهاد الكلمة بالنصح والتذكير والتعليم وانذار أقوامهم، أما وقد أدوا واجبهم ونحن على ذلك من الشاهدين فعلام يحملهم المتكلم خطأ غيرهم.

وإنا لسائلوا صاحب هذا القول المعيب:

أخبرنا بالله عليك كيف انتصر المسلمون بعد ذلك على التتار؟

هل تركوا الاشتغال بالعلم الشرعي تعلما وتعليما ودرسا وتدريسا وشرحا وتأليفا،وتفرغوا للجهاد فحسب حتى انتصروا؟

إن قال نعم فقد نادى على نفسه بالجهل بواقع الأمة وقتها.

وإن قال لا فقد أبطل أصل قوله.

يا أحبتي:

إني لأزعم أن المعركة الأساسية بيننا وبين أعدائنا هي معركة العلم والمعرفة، وقد أدركوا هم هذه الحقيقة جيدا.

لقد حاول الصليبيون على مدار تسع حملات هزيمة المسلمين فما استطاعوا،وحينها فكر قادتهم وعلماءهم فأدركوا أنه يستحيل عليهم هزيمتنا في معركة السلاح قبل أن يهزمونا في معركة العقل والعلم والمعرفة.

ومن يومها أطلقوا جهازهم الاستشراقي في ديارنا يمتصون علومنا ويبثونها في أقوامهم،ثم أطلقوا جهازهم الاستعماري لإكمال المهمة، حتى استوت لهم معارفنا على سوقها فأسسوا عليها نهضتهم ثم بدأوا يهاجموننا في ديارنا، فأخطأنا نحن خطأهم وفزعنا أول ما فزعنا إلى السلاح، وهونا أول ما هونا من شأن العلم والعلماء، فصرنا أضحوكة لأصحاب العقول النيرة المستبصرة.

يا أحبتي/

من أين خرج صلاح الدين؟

لقد خرج من حلق العلم بالجامع الأموي بدمشق.

هل كان صلاح الدين بطلا فلتة خرج من مجتمع جاهل؟

لا والله بل هو نبت القرن الخامس الهجري،وهو قرن ملؤه النهضة الأدبية والعلمية والفكرية،ولن يخرج البطل أبدا من مجتمع جاهل يائس أكثر المسلمين فيه متلبسون بالشرك الأكبر والأصغر.

والخلاصة:

أن الاشتغال بالعلم لا علاقة له بالجهاد ونحوه فهذا باب خير وهذا باب خير وكل على ثغر فمن رزقه الله الجمع بين الحسنيين فبها ونعمت وإلا فكل على ثغر،والعلم وأهله هم مفتاح نهضة الأمم ورقيها؟.

زدمتم للمحب/أبو فهر.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 10 - 05, 03:28 ص]ـ

جزاك الله خيرا يا اخي الاعتصام ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير