تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وصية الشيخ محمد صالح العثيمين إلى طلاب العلم]

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[25 - 02 - 08, 07:59 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه وصية من وصايا الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى، قطفتها لكم من كتابه - القول المفيد على كتاب التوحيد - وكما تعلمون ... فالوقت أقصر من ذلك، وكل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، ومما ينبغي لي أن أذكّر به إخواني أن قراءة هذه الوصية وبما تعنيه عباراتها وكلماتها وحروفها، ينبغي لمن قرأها أن يعتبر بحال من سبقه، وأن يحذر من القواطع والمليهات ..

فيا طالب العلم لإني أحبك في الله ....... لا يغرنك جمال ناطحة السحاب وتصميمها الجميل ...

ويا طالب العلم لإني أحبك في الله ولله ..... لا يغرنك حال الناس اليوم وما هم عليه من الباطل ...

ويا طالب العلم وبما أني أحبك في الله ..... عليك الجد إن الأمر جد .... وليس كما علمت ولا ظننتا

وبادر فالليالي مسرعات ... وأنت بمقلة الحدثان نمتا

ويا طالب العلم أحبك في الله ......... حال الكفار هنا في البرازيل مزرية، قبل أيام كلمنا أحدهم بخصوص ما يدعونه من ألوهية المسيح، وكان مما قال (( eu acho nao )) -- أنا أعتقد كلا --

قال: لا ينبغي لمن تصيبه العوارض البشرية أن يتخذ المسيحَ إلها يعبد من دون الله .....

فأحمد الله على هذه النعمة - نعمة الإسلام - وإعتبر بحال القوم، فإنا رأيناهما صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ......

والأن يا طالب العلم أرعني سمعك وبصرك وقلبك ووقتك .............

وفيه أناس أيضاً أشركوا بالله في محبة غيره، لا على وجه العبادة الشرعية، لكن على وجه العبادة المذكورة في الحديث، وهي محبة الدرهم والدينار والخميصة والخميلة، يوجد أناس لو فتشت عن قلوبهم، لوجدت قلوبهم ملأى من محبة متاع الدنيا، وحتى هذا الذي جاء يصلي هو في المسجد لكن قلبه مشغول بما يحبه من أمور الدنيا.

فهذا نوع من أنواع العبادة في الحقيقة، لو حاسب الإنسان نفسه لماذا خلق؟ لعلم أنه خلق لعبادة الله، وأيضاً خلق لدار أخرى ليست هذه الدار، فهذه الدار مجاز يجوز الإنسان منها إلى الدار الأخرى، الدار التي خلق لها والتي يجب أن يعنى بالعلم لها، يا ليت شعري متى يوماً من الأيام فكر الإنسان ماذا عملت؟ وكم بقي لي في هذه الدنيا؟ وماذا كسبت؟ الأيام تمضي ولا أدري هل ازددت قرباً من الله أو بعداً من الله؟ هل نحاسب أنفسنا عن هذا الأمر؟

فلا بد لكل إنسان عاقل من غاية، فما هي غايته؟

نحن الآن نطلب العلم للتقرب إلى الله بطلبه، وإعلام أنفسنا، وإعلام غيرنا، فهل نحن كلما علمنا مسألة من المسائل طبقناها؟ نحن على كل حال نجد في أنفسنا قصوراً كثيراً وتقصيراً، وهل نحن إذا علمنا مسألة ندعو عباد الله إليها؟

هذا أمر يحتاج إلى محاسبة، ولذلك، فإن على طالب العلم مسؤولية ليست هينة، عليه أكثر من زكاة المال، فيجب أن يعمل ويتحرك ويبث العلم والوعي في الأمة الإسلامية، وإلا انحرفت عن شرع الله.

قال ابن القيم رحمه الله: كل الأمور تسير بالمحبة، فأنت مثلاً لا تتحرك لشيء إلا وأنت تحبه، حتى اللقمة من الطعام لا تأكلها إلا لمحبتك لها.

ولهذا قيل: إن جميع الحركات مبناها على المحبة، فالمحبة أساس العمل، فالإشراك في المحبة إشراك بالله.

رحم الله الشيخ رحمة واسعة .......

وصلى الله وسلم علي نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم ..........

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير