تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[معالم في طريق طلب العلم الشرعي]

ـ[محمد العزام]ــــــــ[29 - 02 - 08, 04:15 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه

أما بعد ..

فإن الله تعالى شرع الدين وخلق الإنسان وأرسل الرسل وخلق الموت والحياة لينظر أينا أحسن عملاً، فالعمل والنتائج والخواتيم هي المعتبرة في الأمر كله ..

ومن ذلك ما يتعلق اليوم بمنتدانا هنا في طلب العلم الشرعي، فالغاية هي العمل بما نعلم وما نتعلم وما نطلب من العلم ..

وأذكر هنا بعض المعالم في هذا الطريق العظيم الذي يرفع الله به المخلصين من الناس ..

يختلف طلب العلم وطرقه وكتبه وشيوخه اختلافاً بيناً باختلاف الطالب وبلده وجنسه وظروف معيشته وحياته، فالطالب في السعودية يختلف عن طالب العلم في سوريا ومصر، من ناحية الإمكانية المادية في شراء الكتب والمراجع، والمذهب السائد في البلاد، وغيرها ..

يحدثني أحد الإخوة من العراق أنهم كانوا يقرأون الكتب ويتدارسونها تحت المطر ... قد نستغرب ذلك ونحن في حالنا الذي نحن عليه من التيسير والراحة، ولكنني سألته عن ذلك كيف يكون؟

أخبرني أنهم كانوا قلة قليلة فلا يستطيعون إقامة الدروس في المساجد بسبب الأوضاع المعروفة هناك، وأما البيوت فيمنع من الدروس والمدارسة فيها اختلاف المشارب داخل العائلة الواحدة وفساد الأب مثلاً أو الخوف من التجمعات في المنازل وهكذا مما يثير الإشفاق لمثل هذه الأوضاع.

فيخبرني الأخ أنه درس فتح المجيد في أحد شوارع الحارة ذهاباً وإياباً وهم يختلسون اللحظات الهادئة ليتمكنوا من استيعاب الموضوع ...

ـ[محمد العزام]ــــــــ[04 - 03 - 08, 10:47 م]ـ

طلب العلم فريضة على كل مسلم

وذلك الفرض يختلف بين الناس بحسب طاقتهم وحاجتهم،

فطاقة كل إنسان تختلف عن الآخر فمنهم من يكرمه الله تعالى بما يجعله إماماً للدنيا في العلم كما في الحديث الشريف "فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير"

ومنهم من يكون ناقلاً للعلم فقط، كما في الحديث "منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا" ..

والطاقة طاقة تحمل وطاقة فهم وطاقة مادية، وهمة النفس وسعة الوقت، فمن جمعها حاز الكثير، وينبغي للإنسان أن يعمل على توفير ما أمكن من هذه الطاقة، فمنها ما يقوم الإنسان بتوفيرها واكتسابها مثل المال وسعة الوقت، ومنها ما هي موهبة من الله تعالى، وحتى هذه التي هي موهبة من الله تعالى يستطيع الإنسان أن يجتهد في الحصول عليها، فمن مواهب الله تعالى ما يهبها العبد إذ يرى منه همة ورغبة في الحصول عليها، كما في قوله تعالى:

"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير