تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو ياسر الجنوبي]ــــــــ[01 - 03 - 08, 12:42 ص]ـ

* منهج واضح في الحق

منذ الصغر *

* حدّث ـ رحمه الله ـ عن نفسه فقال: (بحمد الله أنني منذ عرفت الحق في شبابي وأنا أدعو إليه، وأصبر على الأذى في ذلك، ولا أحابي أحد في ذلك، ولا أداهن. أقول الحق وأصبر على الأذى فإن قبل الحق فالحمد لله، وإن لم يقبل فالحمد لله، هذا هو الطريق الذي رسمته لنفسي قَبِلَهُ من قبله وردّه من ردّه، ما دمت على بصيرة، ما دمت على علم فيما أعتقد، فأنا أقول الحق وإن خالفني من خالفني من الناس، فلهم اجتهادهم، والله يعطي المجتهد أجرين إن أصاب، وأجرا واحدا إن أخطأ).

هذا كلامه رحمه الله عن نفسه، فتأمل أنه ـ رحمه الله ـ يتوخى الحق، والحق لا يعرف إلا بالدليل من الكتاب والسنة، وهذا هو المنهج النبوي، يقول الله عز وجل: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن} الآية، فالدعوة إلى الله عز وجل قوامها العلم، أدعو إلى الله على بصيرة.

ثم إن الشيخ ـ رحمه الله ـ قال: " وإن خالفني من خالفني فلهم اجتهادهم " فهو رحمه الله لا يحط من أقدار المخالف، بل يضع المخالف دائرا بين الأجر والأجرين، إن أصاب أو أخطأ، فهو لا يتكلم بحقه ولا يتنقصه ولا يقع فيه، بل هو يترحم عليه ويعده مجتهداً، حتى وإن تكلم ذلك المجتهد في حق الشيخ.

* ألقى الشيخ محاضرة، فقيل له في المحاضرة: إن الشيخ فلان يقول عنك إنك مبتدع، فقال الشيخ ـ رحمه الله ـ: هو مجتهد هو مجتهد، السؤال الذي بعده. ما زاد على ذلك رحمه الله.

ـ[أبو ياسر الجنوبي]ــــــــ[01 - 03 - 08, 12:45 ص]ـ

* من منهجه العلمي أنه يقول:

لا أدري *

وهذا منهج نبوي، فقد قالها محمد صلى الله عليه وسلم!!

لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم أي البقاع أحب إلى الله؟ وأي البقاع أبغض إلى الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا أدري حتى يأتي أخي جبريل فأسأله.

فقول العالم لا أدري تزيد من مكانته، ويفتح الله عليه فتوحاً لم تكن بالحسبان، لأنه وكل العلم إلى عالمه، والشيخ رحمه الله مع سعة علمه واطلاعه يقف عند المسائل التي لا علم له بها.

* سئل ـ رحمه الله ـ عن رجل قرأ في الصلاة " آية الدَّيْن " فقسمها بين الركعتين، فتوقف الشيخ، ثم قال: لأول مرة أسأل عن هذه المسألة.

ثم قال: إن قرأها فلا بأس، لكن الأولى أن يقرأها في ركعة واحدة.

فعلى كثرة المسائل والفتاوى التي تعرض عليه، يعترف ويقول على مسامع الطلبة ببساطة: أنا أول مرة تمر علي هذه المسألة.

الشاهد قوله: لأول مرة تعرض علي هذه المسألة، بعكس المتعالم الذي كل شيء يعلمه وعلى اطلاع بكل شيء، أما الشيخ رحمه الله تعالى فكان العالم الحق الذي يخشى الله عز وجل، هكذا نحسبه والله حسيب الجميع.

* حصل كثيرا جداً أن يقول الشيخ: هذه المسألة تحتاج إلى مراجعة، فيحيل هذه المسألة إلى بعض طلبة العلم في الدرس فيقول: يافلان هل تبحث لنا المسألة ولك منا الدعاء؟ فيقول الطالب: نعم، ثم يأتي بالبحث ويقرأه على الشيخ، ثم يعلق عليه رحمه الله. وقد صدر في ذلك أجزاء حديثية مما قرأ على الشيخ مما أمر ببحثه.

* جاء رجل واستفتى الشيخ رحمه الله أثناء الدرس، وكان الشيخ يفتي الذين خارج الدرس حتى أثناء الدرس؛ يقول: هم أصحاب حاجات، يعني لا علاقة لهم بالدرس، فهذا الرجل استفتى الشيخ، فقال الشيخ: لا أدري، لا أعرف.

فقال الرجل: أنت تقول لا أعرف.

قال الشيخ: أذّن في الآفاق أن ابن باز لا يعرف.

ـ[أبو ياسر الجنوبي]ــــــــ[01 - 03 - 08, 12:47 ص]ـ

* المزاح والبكاء *

للشيخ مزاح كثير، وعنده دعابة ومرح رحمه الله تعالى.

* إذا جاء أحد إلى الشيخ في بيته، قال له ـ أي الشيخ ـ: العشاء معنا، فإذا قال أنا يا شيخ لا أستطيع، قال: أنت تخاف من زوجتك؟! تعشى معنا.

* زوج حفيدة الشيخ جاء إليه وقال: يا شيخ نريدك تأتي إلى بيتنا، ونستضيفك. قال الشيخ: لا مانع، إذا تزوجت مرة ثانية نأتي إلى الوليمة إن شاء الله تعالى.

فذهب هذا وأخبر حفيدة الشيخ، وقال الشيخ يقول نأتي إليكم إذا تزوجت. فأخذت الهاتف وتكلمت مع جدها الشيخ وقالت: كيف يا شيخ …؟ فقال: نحن نمزح معه، لا نريده يتزوج، نأتي بغير زواج.

* الشيخ إذا جلس يسجل نورٌ على الدرب، يخلع شماغه وطاقيته، ويقول: من يحمل الأمانة؟ فإن قال أحد الجالسين: أنا، قال: خذ.

* في أحد المرات كان عنده أحد الأخوة وكان الشيخ يريد أن يسجل " نورٌ على الدرب"، وكان الشيخ يريد هذا أن يخرج، لكن بأدب، فقال: يا هذا نحن نريد أن نسجل حلقتين متواصلات وأظن يطول عليك، قال: لا إن شاء الله أجلس وأستفيد، قال الشيخ: أخاف تكح، تعرف التسجيل ما فيه كح ولا شيء، قال: لا إن شاء الله ما فيني كحة، قال الشيخ: لا الكحة تجيك، قال: ففهمت وخرجت.

إذا كان الشيخ يمزح، فالشيخ يبكي رحمه الله تعالى؛ وعدة مرات ينتهي الدرس وينقطع بسبب البكاء.

* لما قرأ عليه الشيخ ابن قاسم في زاد المعاد قصة عائشة رضي الله عنها في الإفك الذي حصل لها، بكى الشيخ وانقطع الدرس بالبكاء.

* عند قول أبي بكر - في حادثة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم -: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، بكى الشيخ بكاء شديداً.

* عند ذكر مآسي المسلمين كان يبكي، وإن كان على الطعام أو في الدرس، كان رحمه الله تعالى صاحب بكاء.

أيها الأحبة الكرام ... تأملوا في مزاح هذا الإمام وفي بكائه، تجد أنه يبكي في موطن البكاء، ويمزح في مواضع المزح.

الشيخ عبد الرحمن بن سعدي ـ رحمه الله ـ له قاعدة في المزاح , يقول: المزاح كالملح في الطعام، إن زاد ضر، وإن نقص يفسد الطعام.

لا تمازح كل أحد، المزاح دعوة إلى الله عز وجل، وشيخ الإسلام ابن تيمية له كلام جميل حول المزاح متى يكون، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: النبي صلى الله عليه وسلم لم يمازح كبار المجاهدين ـ كبار المهاجرين والأنصار ـ وإنما مازح النساء، الضعفة، المساكين، الصغار، والأطفال، كان يمازحهم لأنهم يحتاجون إلى المزاح، وكلامه رحمه الله موجود في كتاب الاستقامة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير