تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بدأ يتكلم وقال: بعض الناس يجلس في سواليف ومشاغل حتى تفوته الصلاة، ـ يقول سماحته ـ فعرفت أنه يعنيني بذلك الكلام، فلم أتأخر بعدها أبداً، وذلك الموقف الذي حصل لي لن أنساه أبداً).

نحن نشتكي من حالنا نحن ـ أنا وأنت ـ من تأخرنا لحضور الصلاة، وكيف الحال وطلبة العلم والعلماء في بعض الأحيان يحصل منهم هذا الشيء، وليت الشاغل قراءة في كتب، ودراسة لمسائل مهمة‍‍!!

* الشيخ رحمه الله كان عنده شيء يسميه العلماء: عبادة الوقت، يعني العبادة التي في هذه الدقيقة يؤديها ولا يؤدي معها شيء، يقدم ويؤخر المهم أن يمشي حسب الأولويات، إذا كان الأذان أوقف جميع الأعمال، إذا أذن وهو في المكتب يوقف جميع الأعمال، في الدرس إذا أذن أوقف الدرس.

* كان في مكتبه ـ رحمه الله ـ فأذن، فأوقف الدرس لإجابة المؤذن، فما أن انتهى المؤذن إلا وأحد الكتاب عنده يقول: يا شيخ المسألة كذا وكذا، فقال: أنت ما تجيب المؤذن؟ ما سمعت المؤذن؟ أنت تعمل وقت الأذان؟

* * * *

- 9 -

* الحرص على اتباع السنة *

* في أحد الأيام ــ وإن كان فيه نوع من الفكاهة ــ قُدم للشيخ كأس عصير، فشربه، فلما شربه أعطوه الكأس الثاني، قال الشيخ لا أجد له مسلكاً، فأصروا على الشيخ، فشربه، فلما شربه قال: صبّو ثالث.

يريد أن يوتر حتى في شربه رحمه الله تعالى.

* وفي مرضه الذي مات فيه، إذا أرادوا أن يلبسوه الحذاء والجوارب، فإن غلطوا وألبسوه اليسار رفض وأبعد رجله، حتى يبدأوا باليمين.

* * * *

- 10 -

* الحرص على النصيحة *

* يقول أحدهم: صليت بجوار الشيخ، فلما انتهينا من الصلاة، قال لي بعد السلام والإحتفاء: كأني أحس أنك تسابق الإمام وهذا يبطل الصلاة، لعلك تعتني وما تسابق الإمام.

* وآخر يقول: صليت بجوار الشيخ، وكان الشيخ يصلي تحية المسجد، وكنت أنا صليت قبله، وجلست أقرأ بصوت مرتفع، فلما سلم قال لي: ما شاء الله قراءتك جيدة، هل تحفظ القرآن؟ قلت: لا، لا أحفظ القرآن، قال: لا، لا ينبغي لمثلك أن لا يحفظ القرآن، احفظ القرآن يا ولدي، قال: فبدأت منذ ذلك الوقت حتى حفظت القرآن، وكان الشيخ يدعو لي، وأطال الدعاء بأن أحفظ القرآن، وكان يقول: اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل .. - يدعو لي -.

* وأحدهم يقول: كنت أقرأ وأخطئ، فقال لي الشيخ: لا .. صوّب قراءتك، وكان يصوّب لي، ثم قال لي: اقرأ على أحد وصوّب قراءتك، لا تستمر هكذا.

* في مرة قال لأحد جلسائه: هل لك حزب تقرأ في القرآن؟ قال: لا .. أحياناً أقرأ وأحياناً أطيل القراءة وأحيانا ...... ، قال الشيخ: لا، اجعل لك حزباً، أتعلم أنك إذا قرأت جزء كل يوم تختم القرآن في كل شهر مرة، وإذا قرأت جزئين تختم القرآن في الشهر مرتين .. وهكذا، فاجعل لك حزب ولا تترك الأمر هكذا.

* * * *

- 11 -

* كرمه *

الحقيقة في كرم الشيخ لا أدري من أين أبدأ وإلى أين أنتهي!! فالشيخ كرمٌ كله، وحياته كلها كرم، وهذه الميزة من أبرز الميز عند الإمام رحمه الله تعالى.

ولا تظنوا أن الشيخ أصبح كريماً، بل الشيخ كان كريماً، ولا يزال كريماً إلى أن توفاه الله عز وجل. تصوّر من صغره ـ رحمه الله ـ وهو كريم! وكرم أصيل! كرم حاتمي غير متكلف!! وفي صغره ـ رحمه الله ـ له قصص في الكرم، وهو لا يزال صغير جداً.

* حدّث عنه الشيخ: محمد ابن باز ـ أخوه الأكبرـ، حدّث بأن أخاه وشقيقه سماحة الإمام عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ كان يطلب من والدتهم أن تزيد في الغداء والعشاء، ثم يأخذه معه لطلبة العلم.

يقول أخوه محمد: قلنا له لماذا تقوم بذلك باستمرار؟ دائماً أنت تطلب من الوالدة أن تزيد في الغداء والعشاء وأنت تعرف حالنا .. حال ضعيفة وفقراء!!

يقول: كان الشيخ يقول لنا إن الله كريم وسيبسط لنا في الرزق.

* هناك قريب للشيخ، اسمه: سعد بن حسين، هذا يقول الشيخ عنه إنه يكبرني بعشر سنوات، ويقول ـ أي سعد ـ: أن الشيخ كان يحضر درس الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم، فإذا انصرف من الدرس وهو في الطريق يأخذ معه من لقي، من طلبة العلم، والغرباء، والفقراء، والمساكين، ثم يذهب بهم إلى البيت، وما وجد قدمه لهم. هذا وهو في أول الطلب!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير