تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الداعية لا يكون ممن يسير مع نزغات نفسه بل هو يجاهد نفسه ويلزمها صراط الله المستقيم "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى،فإن الجنة هي المأوى" والنفس كما قال الله:"إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي" فانقلها إلى النفس اللوامة "ولا أقسم بالنفس اللوامة" وارجع عن خطئك فيها لما تلومك في الحق؛عندها ستتحول إلى النفس المطمئنة التي قال الله فيها:" يا أيتها النفس المطمئنة،ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".

أخي الداعية هل تأمن على نفسك من الفتنة؟

لا تظن نفسك أفضل أهل الأرض بل اعتقد أن كل مسلم أفضل منك حتى لا تصاب بالعجب؛فإنه مرض قاتل وحتى لا تصاب بمرض الجمود عن الرقي في الإيمان ظنا منك أنك وصلت مرتبة ما وصلها الأولون ولا الآخرون،واعلم أنك معرض للفتنة والانتكاس؛فأكثر من الدعاء الذي كان يدعوا به محمد صلى الله عليه وسلم "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" بل أكثر من تلاوة هذه الآية "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هدينا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب".

ماذا أفعل عندما أقصر في الدعوة إلى الله؟

أولا يجب عليك أن تعلم أن الله يحبك إذ هداك و وفقك لأن تكون داعية فموقعك الذي تملؤه الآن هو موقع الأنبياء كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ولكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر " فهل ترضى على نفسك أن تفرط في أجر هو كأجر الأنبياء ولو ليوم واحد بل لساعة واحدة ثم لما قصرت هل تصورت سؤال الله لك يوم تلاقيه عن هذا التقصير ماذا ستقول لله؟ وماذا سيقول الله؟ ثم هل تأملت حال ذلكم الرجل الذي منعته خشية الناس من قول الحق فيقول له الله "ما منعك أن تقول كلمة الحق في موضع لي فيه مقال؟ فيقول الرجل:خشية الناس. فيقول الله: إياي أحق أن تخشى،خذوه إلى النار".

ما هو سر نجاح الدعوة؟

إنني أجزم أن سر نجاح الدعوة أخي الداعية هو الإخلاص، والإخلاص لا يكون عملك لأجل مصالح شخصية ولا غايات ذاتية،بل يكون الهدف الأوحد منه هو مرضاة الله سبحانه وتعالى، وتأمل معي في هذا الحديث إذ يقول فيه صلى الله عليه وسلم:" إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه " إذن فأنت ترى معي أن الله تعالى لا يقبل عملا ليس لله خالصا، و واعجباه كيف سينجح الله عملا لا يقبله ولا يرضاه؟

هل تقتصر الدعوة على الوعظ في المساجد؟

يظن الكثيرون من الناس أن الدعوة تقتصر على الوعظ في المساجد وهذا خطأ جلل،فالدعوة تكون في كل شيء تكون في قولك وغي فعلك وفي مشيك وفي حركاتك وفي سكناتك وفي تجارتك وفي بيعك وفي شرائك،وإلا فكيف دخل الإسلام في الصين إنه لا مناص من القول إنه دخل بالمعاملة الطيبة والأمانة في التجارة،إذن فلا جرم أن يكون:" الدين المعاملة " والمعاملة تشمل الحياة كلها،فالدعوة تشمل الحياة كلها.

ماذا تريد من تبليغ الدعوة؟

ستفشل إن كنت مريدا للوجاهة،ستفشل إن كنت مريدا للأنصار،ستفشل إن كنت مريدا لوجوه الناس أن تنصرف نحوك،ستفشل إن كنت تريد غرضا من أغراض الدنيا.

وستنجح إن أردت وجه الله وأردت الخير للناس ولا بد عليك أن تضع نصب عينيك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال في الأعرابي:"صدق الله فصدقه الله " وأنت إن صدقت في نيتك وعملك سيصدق الله في آثار وثمار هذا العمل الدعوي لتبلغ دعوتك الآفاق ويهتدي بسببك المئات والمئات.

هل تصلح لأن تكون داعية؟

إن الداعية لا يصلح أن يكون داعيا إن كان يتصف بالخجل والحياء فيما لا يجوز فيه الحياء ولقد قيل:"إن العلم لا يناله مستحي ولا مستكبر" فلا بد في الداعية أن يكون جريئا وشجاعا كما قال الله ليحيى عليه السلام:" خذ الكتاب بقوة" وكما قال الله عز وجل في صفة من يحبهم من الناس بأنهم "و لا يخافون لومة لائم " وكما وصف رسله بقوله:" الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله " وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ".

كيف أحصل على قوة أبلغ بها دعوتي؟

لا بد للداعية أن يتصف بالشجاعة والجرأة والقوة؛ولكن كيف يحصل الداعية على هذه الأشياء؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير