ومثاله أيضاً ما رواه الترمذي في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم (237)، قال: حدثنا عباس بن محمد الدُّوري، قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هريرة، قال: قالوا: يا رسول الله، إنك تداعبنا. قال: ((إني لا أقولُ إلا حقاً)).
وهذا حديثٌ حسنٌ لذاته من أجل أسامة بن زيد الليثي فهو خفيف الضبط، وهو صدوقٌ حسن الحديث.
أما الحسن لغيره فمثاله: فمثاله ما رواه الترمذي في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم (247) قال: حدثنا علي بن حُجْر، قال: حدثنا شَرِيك، عن سِماك بن حرب، عن جابر بن سَمُرة، قال: جالستُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أكثر من مئة مرة وكان أصحابه يتناشدونَ الشِّعْرَ ويتذاكرون أشياءَ من أمر الجاهلية، وهو ساكتٌ وربما تَبَسَّمَ معهم.
فهذا حديثٌ حسنٌ لغيره؛ فإن شريك بن عبد الله ضعيفٌ عند التفرد بسبب سوء حفظه، لكن تابعه في هذا الحديث زهير أبو خيثمة فارتقى حديثه هذا من حيز الضعف إلى درجة الحسن
مظان الحديث الحسن:
كثيرٌ من كتب الحديث هي مظان الحديث الحسن، ومنها: سنن أبي داود وجامع الترمذي، وقد أكثر الترمذي من ذكره، وقد ظن بعضهم أنَّ كل حديثٍ سكت عنه أبو داود فهو حديثٌ حسن أو صحيح، وهذا خطأ وقد اعتمدوا في ذلك على ما نسبه بعضهم لأبي داود: ((وما سكت عنه فهو حسن)) وهذا لم يصح عن أبي داود إنما قال أبو داود: ((ذكرتُ في كتابي هذا الصحيح وما يشابهه وما يقاربه وما كان في كتابي من حديثٍ فيه وهنٌ شديدٌ فقد بينته، وما لم أذكر فيه شيئاً فهو
صالح)) وكلمة صالح تشمل صلاحية الاحتجاج وصلاحية الاعتبار، ويستفاد من قوله: ((وهن شديد)) أن ما كان وهناً يسيراً لا يبينه، ثم إنه يضعف راوياً فإذا تكرر في حديثٍ آخر يسكت عنه لسبقه الكلام عنه، ثم إنَّ روايات السنن مختلفة وفي بعضها من الكلام على الأحاديث والرواة ما لا يوجد في الأخرى، وأبو عبيد الآجري في سؤالاته ينقل تضعيف أبي داود لبعض الأحاديث، وهو قد سكت عنها في السنن.
وللفائدة انظر في الحسن:
معرفة أنواع علم الحديث: 99، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 137 – 152، والتقريب: 42 – 49، والاقتراح: 191، ورسوم التحديث: 61، والمنهل الروي: 35، والخلاصة: 38، والموقظة: 26، واختصار علوم الحديث: 1/ 129 وبتحقيقي: 96، والشذا الفياح 1/ 106، والمقنع 1/ 83، ومحاسن الاصطلاح: 33، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 149، وتنقيح الأنظار: 64، ونزهة النظر: 46، والمختصر: 73، وفتح المغيث 1/ 61، وألفية السيوطي: 15 – 19، والبحر الذي زخر 3/ 950، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 45، وفتح الباقي 1/ 142، وتوضيح الأفكار 1/ 154، وظفر الأماني: 174، وشرح شرح نخبة الفكر: 293، واليواقيت والدرر1/ 388، وقواعد التحديث: 105، ولمحات في أصول الحديث: 158.
ـ[ماهر]ــــــــ[05 - 08 - 04, 03:34 م]ـ
المحاضرة الرابعة الحديث الضعيف 7/جمادى الآخرة 1425
الحديث الضعيف: هو ما لم يجمع صفات القبول.
وصفات القبول: 1_ الاتصال. 2_ العدالة. 3_ الضبط. 4_ عدم الشذوذ.
5 ـ عدم العلّة. 6_ وجود العاضد إن احتيج إليه.
فكل حديث فقد شرطاً من هذه الشروط، أو أكثر فهو ضعيف، ويتفاوت الضعف، فكلما فُقدَتْ شروط أكثر كلما ازداد الحديث ضعفاً.
ويتنوع الضعيف إلى أنواع عدة، منها: المقلوب، والشاذ، والمعلّ، والمضطرب، والمرسل، و المنقطع، والمعضل، والمدلَّس، و المنكر، والمتروك، والمدرج، والمصحف، والمحرف.
متى يتقوى الحديث الضعيف؟
ليس كل حديث ضعيف يتقوى بالمتابعات والشواهد؛ فإنَّ بعض الأحاديث يتقوى بذلك، إذا كان الضعف يسيراً؛ مثل: الغفلة، وكثرة الغلط لمن كان حديثه كثيراً، وسوء الحفظ، والاختلاط، وغيرها من أسباب الضعف غير الشديدة.
¥