ويا ظالم نفسه؛ أتتوهم أنه يخفي علي وعلى من سلك طريق نصائح المسلمين وولاة الأمر وحماة الدين، أنا لا نعتقد صدق قول الله تعالى: (والْعَاقِبَةُ لِلمتقينَ) وقوله: (وَلا يَحيقُ الْمكر السيَّء إلا بِأُهلِهِ).وقوله تعالى: (والذين جَاهَدوا فينَا لَنهْديَنَّهُمْ سُبُلنَا) وقوله تعالى: (إنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصرُكُمْ وَيُثَبِِتْ أقْداَمكُم) وقوله تعالى (وكان حَقاًَ عَلينا نَصْرُ المؤمِنِيِن).وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم خذلان من خذلهم) والمراد بهذه الطائفة أهل العلم كذا قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وغيره من أولي النهى والفهم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ٍ (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) هذا فيمن كان في عون واحد من الناس، فكيف الظن بمن هو في عون المسلمين أجمعين؟ مع إعظام حرمات الشرع ونصحه السلطان وموالاته وبذل النفس في ذلك. وأعلم أني والله لا أتعرض لك بمكروه سوى أني أبغضك في الله تعالى، وما امتناعي عن التعرض لك بمكروه من عجز بل أخاف الله رب العالمين من إيذاء من هو من جملة الموحدين، وقد أخبرني من أثق به ويخبره وصلاحه وكراماته وفلاحه بأنك إن لم تبادر بالتوبة حل بك عقوبة عاجلة تكون بك آية لمن بعدك، لا يأثم بها أحد من الناس، بل هو عدل من الله تعالى يوقعه بك عبره لمن بعدك.
فان كنت ناظرا لنفسك، فبادر بالرجوع عن سيئ أفعالك، وتدارك ما أسلفته من قبيح مقالك، قبل أن يحل بك مالا تقال فيه عثرتك ولا تغتر بسلامتك وثروتك ووصلتك وفكر في قول القائل:
قد نادت الدنيا على نفسها ... لو كان في العالم من يسمع
كم واثق بالعلم واريته ... وجامع بددت ما تجمع
والسلام على من اتبع الهدى
والحمد لله رب العالمين [6]
[1] وحي القلم .. نقلا عن صلاح الأمة للعفاني.
[2] الجرح والتعديل.
[3] صلاح الأمة.
[4] سير أعلام النبلاء.
[5] طبقات الشافعية مختصرا على الشاهد.
[6] تحفة الطالبين.
ـ[عبد الحليم الأثري]ــــــــ[13 - 04 - 08, 03:44 م]ـ
بَارَك ربِّي في جُهْدِكم
حفِظ الله أهْل السُنَّة أجمعين
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - 07 - 08, 07:06 م]ـ
بَارَك ربِّي في جُهْدِكم
حفِظ الله أهْل السُنَّة أجمعين
وفيك بارك أخي الحبيب
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[03 - 08 - 08, 09:43 م]ـ
إي والله
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[26 - 10 - 08, 07:58 ص]ـ
الأخ الفاضل / محمد يحيى الأثري
حياك الله وجزاك خيرا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 01:05 ص]ـ
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: فصل حقيقة زهد العلماء
تأملت التحاسد بين العلماء، فرأيت منشأه من حب الدنيا، فإن علماء الآخرة يتوادون ولا يتحاسدون، كما قال عز وجل: " وَلاَ يَجدُون في صُدُورِهِمْ حَاجَة مِمَّا أُوتُوا ".
وقال تعالى: " والّذِيْنَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ: رَبَّنَا أغْفِرْ لَنَا ولإِخْوَانِنا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالاِْيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فيِ قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمنُوا ".
وقد كان أبو الدرداء: يدعو كل ليلة لجماعة من إخوانه.
وقال الإمام أحمد بن حنبل لولد الشافعي: أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر.
والأمر الفارق بين الفئتين: أن علماء الدنيا، ينظرون إلى الرياسة فيها، ويحبون كثرة الجمع والثناء.
وعلماء الآخرة، بمعزل من إيثار ذلك، وقد كانوا يتخوفونه، ويرحمون من بلي به.
وكان النخعي: لا يستند إلى سارية.
وقال علقمة: أكره أن يوطأ عقبي.
وكان بعضهم: إذا جلس إليه أكثر من أربعة، قام عنهم.
وكانوا يتدافعون الفتوى، ويحبون الخمول، مثل القوم، كمثل راكب البحر، وقد خب، فعنده إلى أن يوقن بالنجاة.
وإنما كان بعضهم يدعو لبعض، ويستفيد منه لأنهم ركب تصاحبوا فتوادوا، فالأيام والليالي مراحلهم إلى سفر الجنة. ا. هـ