[سلسلة طالب العلم (4) مظاهر الرياء عند طلبة العلم!!!]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 03 - 08, 05:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
سلسلة طالب العلم (4)
مظاهر الرياء عند طلبة العلم!!!
حسام الدين سليم الكيلاني
[email protected] ([email protected])
إنَّ الحمد لله، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونستهديهِ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
ثم أمَّا بعد:
فإنَّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمَّد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
بعد أن تحدثنا في اللقاء السابق عن الإخلاص وحول كيفية إخلاص النية في طلب العلم وأسسها وكيفيتها ومعوقاتها و .. و ... !.لا بد لنا اليوم في هذا اللقاء (اللقاء الرابع)، في سلسلة طالب العلم، أن نتحدث عن ضد الإخلاص ألا وهو الرياء والمراءاة ثم عن مظاهر الرياء عند طالب العلم والتي ينبغي عليه أن يحذرها ويتجنبها ..
* ورحم الله النَّاظم إذ يقول:
اعمل بعلمك، تغنم أيها الرجل ... لا ينفع العلم إن لم يحسن العمل
والعلم زين، وتقى الله زينته ... والمتقون لهم في علمهم شغل
وحجة الله يا ذا العلم بالغة ... لا المكر ينفع فيها لا ولا الحيل
تعلم العلم واعمل ما استطعت به ... لا يلهينك عنه اللهو والجدل
أولاً ــ مقدمة وتمهيد:
1 ـ الرياء وحدُّه:
الرياء مأخوذ من الرؤية والسمعة من السماع. وحدُّ الرِّياء المذمومِ إرادةُ الْعاملِ بِعِبادتهِ غيرَ وَجهِ اللَّهِ تَعالَى كأن يَقصِدَ اطلاعَ النَّاسِ على عبادته وكماله حتى يحصل له منهم نحو مال أو جاه أو ثناء.
إمَّا بِإظهار نحول وصفرة، ونحو تشعث شعر، وبذاذة هيئة، وخفض صوت، وغمض جفن إيهَامًا لشدَّة اجتهاده في الْعبادة وَحُزْنِهِ وَقِلَّةِ أَكله وعدم مبالاته بِأمر نفسه لاشتغاله عنها بِالأهمِّ، وتوالي صومه وسهره، وإعراضه عن الدُّنيا وأهلها، وما درى الْمخذول أنه حينئذ أقبحُ من أَرَاذِلِهِمْ كَالْمَكَّاسِينَ وَقُطَّاعِ السَّبِيلِ. وَأَمْثَالِهِمْ، لأنهم معترفون بِذنوبِهم لا غُرُورَ لهم في الدِّينِ بِخلاف ذلك المخذول الممقوت.
وإمَّا بِإِظهَار زيِّ الصَّالحين كإطراق الرَّأس في المشي والهدوءِ في الحركة، وإِبقَاءِ أَثَرِ السُّجُودِ عَلَى الوَجهِ ولبس الصوف وخشن الثياب وتقصيرها وغير ذلك إيهامًا أنَّه من العلماء والزهاد.
2ـ تحريم الرياء وأنه من الكبائر:
اعلم أن الرياء هو الشرك الأصغر وهو من الكبائر المحبطة للعمل، وقد شهد بتحريمه الكتاب والسنة، وانعقد عليه إجماع الأمة:
أ ـ الكتاب:
قال تعالى: ((الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ)) وَ قال تعالى: ((وَاَلَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَاب شَدِيدٌ)) قَالَ مُجَاهِدٌ: هُمْ أَهْلُ الرِّيَاءِ، وَ قال تعالى: ((وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا))
ب ـ السنة:
فَمِنْهَا مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ: ((إنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ الرِّيَاءُ يَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إذَا جَزَى النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا اُنْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً)). وَالطَّبَرَانِيُّ: ((إنَّ أَدْنَى الرِّيَاءِ وَأَحَبَّ الْعَبِيدِ إلَى اللَّهِ الْأَتْقِيَاءُ الْأَسْخِيَاءُ الْأَخْفِيَاءُ)) أَيْ الْمُبَالِغُونَ فِي سَتْرِ عِبَادَاتِهِمْ وَتَنْزِيهِهَا عَنْ شَوَائِبِ الْأَغْرَاضِ الْفَانِيَةِ وَالْأَخْلَاقِ الدَّنِيئَةِ ((الَّذِينَ إذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِذَا شَهِدُوا - أَيْ حَضَرُوا - لَمْ يُعْرَفُوا أُولَئِكَ أَئِمَّةُ الْهُدَى وَمَصَابِيحُ الدُّجَى)). وَالْحَاكِمُ: ((أَوَّلُ النَّاسِ يَدْخُلُ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةُ
¥