ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 04:38 م]ـ
وكان الجنيد يقول: عمل خفى بميزان وفى
وكان شيخ الاسلام ابن تيمية يخرج الى البراري ليلا مثمثلا بقول مجنون ليلى: وأخرج من بين البيوت متخفيا
لعلني أحدث عنك السر خاليا (هذا البيت قاصمة ظهر لأصحاب الوجد).
بل قاصمة الظهر للشعر والشعراء ولليلى ومجنونها لو سمعاه كما كتبتَه (نثراً) (ابتسامة)
والبيت هو:
وأخرج من بين البيوت لعلني ... أحدث عنك النفس بالليل خاليا.
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[20 - 03 - 08, 03:57 ص]ـ
بل قاصمة الظهر للشعر والشعراء ولليلى ومجنونها لو سمعاه كما كتبتَه (نثراً) (ابتسامة)
والبيت هو:
وأخرج من بين البيوت لعلني ... أحدث عنك النفس بالليل خاليا.
حياك الله أخي الشنقيطي (اشطاري قاع ياك الا لفوق الفوق)
**** (أستسمح الأخ الفاضل صاحب الموضوع والإخوة على هذه السطور اللتي هي في غير بابها لكن الشيء بالشيء يذكر) ****
*نعم أخي الشنقيطي: كان المجنون رقيق الحس مرهف الشعور ابتلي بداء العشق سلمنا الله وإياكم ومما زاد في شدة بلائه أنه كان عفيفا ووفيا وكان يكتم الأفعال وينفس عن روحه بتلك الأبيات, وكان يبكي زمانا كان الوصل فيه بليلى سهل, والتهمة بعيدة ألم تسمع إلى قوله:
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا ** إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم (آهٍ ما أفحله)
ولا إخالك تفقه معنى هذا البيت إلا إذا تجرعت معه كأسك الأول من الشاي
الأخضر وعلى غير العادة تناوله مرا حتى يتفاعل المزاج وتستوي الطبائع الأربع!
إنها لحظات الوصل والأنس لا يشوبها شيء من كدر النفس البشرية فكلها براءة
وأعين الناس بعيدة ولو رأتهما عند الصدور من الرعي لما اتهمت طفلين!
وقوله لم نكبر واضح , وأما قوله (لم تكبر البهم) فيه معان, أقلها تمنيه لو أن ذاك الزمن الحنون الكريم توقف عند تلك اللحظة فلم يعدها فيسلم من شر الفراق, ويسلم من شر التهم إذ غاية الأمر أنه وهي صغيران! وفيه من المعاني إظهار التشاغل بالرعي وأن لا غاية وراءه , وفيه وفيه ..
ولعل هذا قريبا من قول المرقش اليشكري
(وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري .. )
فقوله الأول واضح وأما ذكره للبعير والناقة ففيه تعريض للطاعنين بوصله وأنه
لعله ما التقاها ولا ظفر منها بما يدعيه, فرد عليهم بأنني لكثرة ترددي عليها ألف بعيري ناقتها وألفته.
*فلم يكن في خلد المجنون غيرها فربما جالس القوم وعقله في هوى ليلى سابح
وهو القائل
إني لأجلس في النادي أحدثهم ** فأستفيق وقد غالتني الغول
يهوي بقلبي حديث النفس نحوكم* * حتى يقول جليسي أنت مخبول
وضج قومها منه فارتحلو بليلى فجاء المجنون ولما علم بالخبر بقي يتمرغ في المحلة ويقول
أيا حجرات الحي حيث تحملوا ** بذي سلم لا جادن ربيع
وخيماتك اللاتي بمنعرج اللوى ** بلين بلى لم تبلهن ربوع
* وقيل إن قومه حجوا به لعله يدعو الله فيكشف ما به، حتى إذا كان بمنى سمع نداء: يا ليلى! فغشي عليه، وبكى أبوه ورق له! فأفاق وهو يقول:
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى * * فهيج أطراب الفؤاد ولم يدر
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما * * أطار بليلى طائرا كان في صدري
*وكان يصف حاله وجده ويخاف أن يهلك في مضلة فقال
أظن هواها تاركي بمضلة * * من الارض لا مال لدي ولا أهل
ولا أحد أقضي إليه وصيتي * * ولا وارث إلا المطية والرحل
محا حبها حب الالى كن قبلها* * وحلت مكانا لم يكن حل من قبل
فكان كما قال فقيل: إن أباه قيده، فبقي يأكل لحم ذراعيه، ويضرب بنفسه فأطلقه، فهام في الفلاة، فوجد ميتا، فاحتملوه إلى الحي وغسلوه ودفنوه.
ومات المجنون .. وجزعت ليلى لفراقه .. وبكاه ناس الحي
وبكته المخدرات في البيوت .. وذكرن وده ,ووفاءه, وعذابه, وعفته
ولم يبق من حديثه غير أبياته الشجية ......
لكن قد يخفف على العاشق على الرغم من عدم ظفره بشيء أو حتى طمعه بذلك, علمه أن معشوقه يبادله الشعور وهذا لعله الذي كان يسلي عن المجنون فقد كان على يقين من ود ليلى الذي دعتها الصوارف الى كتمه بخلاف ذاك المسكين (سبحان الله المجنون قيس ,وهذا المسكين ميمون بن قيس!) القائل
عُلقتها عرَضا, وعُلقت رجلا ** غيري, وعُلق أُخرى غيرَها الرجلُ
وعُلقتْه فتاةٌُ ما يحاولُها **** ومِن بني عمِّها ميِّت ٌ بها وهِلُ
وعُلِّقتني أُخيرَى ما تلائمني ... فاجتمع الحبُّ حُبًّا كلُّه خَبِلُ
فكلُّنا مغرمٌ يهذي بصاحبه ** ناءٍ ودانٍ ,ومخبولٌ ومختَبَلُ
.. ولله في خلقه شؤون .. (أرجو المعذرة على هذه الكلمات وأن لا أحاكم بجفاء الفقهاء!)