- إن كان الراوي مختلفا فيه، فيستقصي الشيخ جميع الأقوال التي قيلت فيه، ثم يرجح القول الذي يختاره في حال هذا الراوي , ويبين أوجه الترجيح , وفي تضاعيف ذلك يذكر بعض الفوائد المتعلقة بمناهج علماء الجرح والتعديل , ويفسر معاني بعض عباراتهم , استنادا إلى استقراء كلامهم ونصوص العلماء في ذلك.
وفي جميع الحالات السابقة يُعْنَى الشيخ بذكر الأحاديث التي تستنكر على ذلك الراوي أيا كان حاله، باستثناء الرواة شديدي الضعف.
وإذا كان الحكم على الراوي مبنيا على قاعدة من قواعد الجرح والتعديل، فإن الشيخ يبسط القول في تلك القاعدة , ويفصل فيها، ويضرب لها الأمثلة، وستطبع هذه القواعد في كتاب مفرد إن شاء الله تعالى.
ويعنى الشيخ أيضا بذكر بعض اللطائف الحديثية التي تتعلق بالرجال , فيذكر مثلا أن رجال الكتب الستة ليس فيهم أحد اسمه قتيبة إلا قتيبة بن سعيد، ولعل الله أن ييسر لنا جمع هذه القواعد اللطيفة في جزء مستقل ليعم النفع بها إن شاء الله تعالى.
2_ ثم يقرأ الشيخ متن الحديث , ثم يحكم الشيخ بعد ذلك على إسناد الحديث في ضوء أحوال رواته , مع العناية بالتحقق من ثبوت لقيا كل راوٍ لشيخه، وعدم حصول تفرد قادح في صحة الحديث.
ويذكر الشيخ حكم الترمذي على الحديث ويبين وجهه , ويعتني بتحقيق صحة ما في النسخة المطبوعة من أحكام الترمذي , وذلك من خلال مراجعة بعض النسخ الخطية، والنسخ المطبوعة المختلفة، و «تحفة الأشراف» للمزي, وغيرها من المصادر التي تنقل أحكام الترمذي.
ثم يشرع الشيخ في ذكر المصادر التي شاركت الترمذي في تخريج الحديث، وأحكام العلماء على الحديث.
هذا في الأحاديث التي لم يقع في أسانيدها اختلاف , وأما الأحاديث التي حصل فيها اختلاف , فيشير الشيخ إليه باستقصاء وبسط , ويبين موقف أئمة العلل منه , ثم يرجح الوجه الذي يرى أنه الأصح , مع ذكر أوجه الترجيح.
ثم بعد ذلك إن كان للحديث شواهد فإن الشيخ يذكرها مع عزوها , والكلام على أسانيدها باختصار غالبا , وربما توسع في الكلام على بعض الشواهد.
3_ يشرع الشيخ بعد ذلك في الكلام على فقه الحديث , وفق الطريقة التالية:
يقسم الكلام على فقهه إلى مسائل , ثم يذكرها مسألة مسألة , فإن كانت مسألة خلافية ذكر الأقوال فيها , فيورد أقوال الصحابة والتابعين - مع العناية بالحكم على أسانيد الأقوال المروية عنهم - وأقوال فقهاء الإسلام المشهورين , وإن كان لأحد أئمة أهل الحديث - كالبخاري والدارمي وابن خزيمة وأبي عوانة الإسفرائيني - قولا ذكره، ويتبع ذلك بأقوال المحققين من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وأئمة الدعوة , وربما ذكر اختيار بعض العلماء المعاصرين كالشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ ابن سعدي والشيخ ابن باز والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ ابن عثيمين رحمهم الله جميعا.
ثم يذكر ما يمكن أن يستدل به لكل قول من الأقوال , مع الكلام على الأحاديث باختصار.
ثم يرجح ما يراه صوابا , مع الجواب عن أدلة أصحاب الأقوال الأخرى، وفي أثناء ذلك يذكر الشيخ بعض القواعد والفوائد الأصولية.
وأما المسائل التي لا خلاف فيها , فإنه يقررها , ثم إن كان لها أدلة أخرى ساقها أو بعضا منها.
4_ ثم يكمل الشيخ قراءة بقية كلام الترمذي , ويعلق عليه باختصار , وربما توسع في تخريج الأحاديث التي يشير إليها الترمذي بقوله: «وفي الباب عن فلان» , وربما اختصر ذلك.
وفي ضوء ما سبق يتبين أن هذا الدرس درس منهجي يتم فيه تعلم كيفية دراسة تراجم الرواة وتخريج الأحاديث، ودراسة فقه الأحاديث.
ولهذا بقي الشيخ فيه زمنا طويلا , ولم يكن هم الشيخ هو البلوغ إلى نهاية الكتاب , وإنما غايته ومقصوده – جزاه الله خيرا - تعليم الطلبة المنهجية التي يسيرون عليها في دراسة السنة النبوية، ولهذا يحصل فيه شيء من التكرار، لأجل تجدد الطلبة الذين يحضرون.
وبقريب من هذه الطريقة كان الشيخ يشرح سنن النسائي والمنتقى لابن الجارود وسنن أبي داود وغيرها من كتب السنة.
¥