تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[20 - 09 - 02, 04:50 ص]ـ

جزاك الله خيرا على التنبيه على هذه (البدعة المحدثة) والتي تبين مدى بعد أولئك الناس عن أوضح معالم الدين، و وقوعهم في الابتداع المَشين.

وقد كان سلاطين المسلمين يُرسلون إلى (العلماء) في زمن الحروب ليقرؤوا لهم صحيح البخاري.

فذكر (المؤرخ الجبرتي) أن (السلطان) في سنة 1202 للهجرة أرسل أموالاً لتُفرقَ على طلبة العلم في (الأزهر) ليقرؤوا له صحيح (البخاري) و يدعوا له بالنصر.

انظر تاريخ (عجائب الآثار) للجبرتي (2/ 53).

وذكر (الجبرتي) في تاريخه هذا: (أنه حين قدِمَ الفرنسيون إلى مصرَ، وقبل دخولهم القاهرة، كان (العلماء) يجتمعون بالأزهر كل يوم، ويقرؤون (البخاري) وغيره من الدعوات، وكذلك مشائخ (فقراء الأحمدية، والرفاعية، والبراهمة، والقادرية، والسعدية) وغيرهم من الطوائف و أرباب الأشاير، ويعملون لهم (مجالس بالأزهر) و كذلك أطفال المكاتب، ويذكرون الإسم اللطيف وغيره من الأسماء .... و خرجت (أرباب الأشاير والطبول و الزمور و الأعلام والكاسات) وهم يضجون و يصيحون ويذكرون بأذكار مختلفة، ويُذكر أيضا أن (العامة) لما التحم القتال ضجوا بالصياح و رفع الأصوات قائلين: يارب، يا لطيف، يا رجال الله، حتى حلت الهزيمة في (ثلاثة أرباع الساعة) ...

انظر تاريخ (عجائب الآثار) للجبرتي (2/ 185 - 186).

=========

فاحتل الفرنسيون (القاهرة) في أقل من ساعه، فانظروا إلى دور أولئك العلماء كيف اقتصر على بدعة (التوسل بصحيح البخاري) ولم يُفد ذلك شيئا، بل أسرعت إليهم الهزيمة. وكان الأولى بهم أن يقوموا بما افترضه الله عليهم من (نُصح الناس، وقيادة الأمة و توعيتها، وحثها على الجهاد و الإعداد) وبذل جميع أسباب النصر المشروعة، بدلا من (تجزيء صحيح البخاري وقراءته فيما بينهم.

وقد ظل علماء علماء (الأزهر) و شيوخه يحافظون على هذه (البدعة) كلما ألمَّت بالبلاد مصيبة، أو داهمتها كارثة، فبعد مرور ما يقارب (تسعين عاما) على مجيئ (الفرنسيين) إلى مصر قام الأسطول الإنجليزي يقصف مدينة ا لإسكندرية و تمكن من احتلالها.

يقول (القاياتي) وهو من شيوخ الأزهر:

((و عندما نشبت الحرب بين (الانكليز) و أهل الوطن العزيز، اجتهدوا غاية الاجتهاد في سبيل المدافعة و الجهاد بأخذ الأهبة و الاستعداد ..... وكانت (السادة العلماء الأعلام) و لا سيما أستاذنا شيخ الإسلام - يعني شيخ الأزهر - يقرؤون كتاب (البخاري) الشريف، في الجامع (الأزهر) ا لأنور المنيف)).

انظر كتاب (نفحة البشام في رحلة الشام) لمحمد القاياتي (ص 7).

=========

و قد كتب أحد الفضلاء (الأزهريين) في (جمادى الثانية سنة 1320 هـ) في ‘حدى (المجلات) مقالة بعنوان: (بماذا دفع العلماء نازلة الوباء) يقول فيها:

((دفعوها يوم الأحد الماضي في الجامع (الأزهر) بقراءة متن (البخاري) موزعا كراريس على (العلماء و كبار المترشحين للتدريس) في نحو (ساعة) جريا على (عادتهم) من إعداد هذا المتن أو ((السلاح الحبري)) لكشف الخطوب، وتفريج الكروب، فهو يقوم عندهم في (الحرب) مقام ((المدفع و الصارم، والأسل)) وفي الحريق مقام ((المضخة و الماء)) وفي الهيضة مقام ((الحيطة الصحية و عقاقير الأطباء)))) و في البيوت مقام ((الخفراء و الشرطة) وعلى كل حال فهو مستنزل الرحمات و مستقر البركات ........ فإنا نعلم أنه قُرئ (للعرابيين) في و اقعة (التل الكبير) فلم يلبثوا أن فشلوا، ومُزقوا شرَّ ممزق، ونعلم أنه يُقرأ في البيوت لتأمن من الحريق ... )).

انظر كتاب (إصلاح المساجد من البدع و العوائد) للعلامة القاسمي (ص 256).

========

و إليكم هذه (الحادثة) العجيبة، والتي تبين مدى تغلغ هذه (البدعة المنكرة) في بعض تلك الأزمان، وكيف أنها لم تجلب نعمة أو تنقذ من بلاء و نقمة.

ذكر الشيخ (محمد بن سليمان):

((أنه لما وقعت الحرب بي (مصر و الحبشة) وتوالت الهزائم على (مصر) ضاق صدر (الخديوي إسماعيل) فركب يوما مع (شريف باشا) وهو مُحرجٌ، فأراد أن يُفرَّجَ عن نفسه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير