[رساله في الكبر عند طلبة العلم وعلاجه]
ـ[أبو عبد الله الخضيري]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:49 ص]ـ
هذة مقالة لشيخنا الكريم حسام الكيلاني عن الكبر عند طلبة العلم و الشيخ له مقالات في سلسلة طلب العلم ولكني هذه أختص بها نفسي و أخواني لعل الله أن يقيل عثراتنا فهو ولي ذلك و مولاه
وهذة من الأفات التي أنتشرت عند طلاب العلم فأذكر نفسي و أخواني بها لعل الله أن يرزقنا التواضع و أن يرزقنا الأخلاص في الاقوال و الاعمال.
الحمد لله على إِحسانه، والشّكرُ له عَلى توفيقِه وامتنانه، وأشهَد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهَد أنّ نبيّنا محمّدًا عبدُه ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابه.
ثم أمّا بعد:
فبعد أن تحدثنا في اللقاء الخامس من سلسلة طالب العلم، عن ((التواضع من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف الصالح))!.لا بد لنا اليوم أن نتحدث عن نقيض التواضع ألا وهو الكبر، وهي صفةٌ تُعرف لتُجتنب، والنبي صلى الله عليه وسلم هو قدوة العلماء والأمة بأجمعها فأسسنا في اللقاء السابق حول التواضع أسساً ينبغي على طالب العلم التنبه لها، ويجب عليه التمثل بالنبي صلى الله عليه وسلم وأن يجتنب الكبر المذموم والذي هو مدار لقائنا لهذا اليوم وهو اللقاء السادس من سلسلة طالب العلم، أسأل الله العظيم أن يجعل فيها الخير والصلاح لي ولطلبة العلم الشريف إنه هو السميع العليم.
أولاً ــ تمهيد: * الكبر بطر الحق وهو التكبر عليه والامتناع من قبوله كبرا إذا خالف هواه ومن هنا قال بعض السلف التواضع أن تقبل الحق من كل من جاء به وإن كان صغيرا فمن قبل الحق ممن جاء به سواء كان صغيرا أو كبيرا وسواء كان يحبه أو لا يحبه فهو متواضع ومن أبى قبول الحق تعاظما عليه فهو متكبر وغمط الناس هو احتقارهم وازدراؤهم وذلك يحصل من النظر إلى النفس بعين الكمال وإلى غيره بعين النقص وفي الجملة فينبغي للمؤمن أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه فإن رأى في أخيه المسلم نقصا في دينه اجتهد في إصلاحه. [انظرجامع العلوم والحكم (الجزء: 1 الصفحة: 122)].
ثانياً ــ حقائق عن الكبر: 1ــ الكبر أول معصية عُصي الله بها:
أصل الأخلاقِ المذمومة كلِّها الكبر والاستعلاء, به اتَّصف إبليس فحسَد آدم واستكبر وامتنع من الانقياد لأمر ربه، ((وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)) [البقرة:34].
وبه تخلّف الإيمان عن اليهود الذين رأَوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم وعرفوا صحَّة نبوّته، وهو الذي منع ابنَ أبيّ بن سلول من صِدق التسليم، وبه تخلَّف إسلام أبي جهل، وبه استحبَّت قريشٌ العمى على الهدى، قال سبحانه: ((إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ)) [الصافات:35]. ودعا سليمانُ عليه السلام بَلقيس وقومَها إلى نبذِ الاستعلاء والإذعان: ((أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)) [النمل:31].
2 ــ الكبر سبب الفرقة والاختلاف والبغضاء:
الكبر سببٌ للفُرقة والنزاع والاختلافِ والبغضاء, قال جلّ وعلا: ((فَمَا اخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ)) [الجاثية:17]، وبسببِه تنوّعت شنائِع بني إسرائيل مع أنبيائِهم بين تكذيبٍ وتقتيل, ((أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُم اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ)) [البقرة:87]. وهو مِن أوصافِ أهلِ النّفاق، ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْاْ رُءوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ)) [المنافقون:5].
3 ــ الكبر سبب تعذيب الأمم السابقة:
¥