تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يامن غادر السفينة ... !!!]

ـ[أبو مشاري]ــــــــ[14 - 08 - 04, 02:23 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه مقطوعة شعرية أدبية أحببت أن أنقلها لأخواننا في ملتقى أهل الحديث، فلعل تكون فيها الفائدة

قصيدة: يا من غادر السفينة .. !!

كان بالأمس على الشطِّ يستنقذ الغرقى، فكيف أصبح بينهم يصارع الأمواج؟!! ..

صالح بن علي العمري

رضيت بالدونِ؟! أم أسلمت للنكدِ؟! ... أم السرابُ ابتلى عينيك بالرَّمد؟!

أم هل بلغت المنى .. والشمس ما وقفت ... والعمر متصلٌ و الدرب في مددِ؟!

أم هزّك البغي و الأيام دائرةٌ ... والحق يعلو على الأعداد والعُددِ؟!

هل نغصتك البلايا و هي زائلةٌ ... واستهلكت ما زها في القلب من جلدِ؟!

لاتحسبنّ الهوى ينجيك من كبدٍ ... فإنما خُلق الإنسان في كبد!! ..

و جنّة الخلد تنسي كل مسغبةٍ ... أنعم بذاك النعيم الناضر الأبدي

هل بات يلهيك ما يلهيك من مُتعٍ؟! ... فاذكر بربك ما تلقاه بعد غدِ

أم هل تغشّاك قُطاع الطريقِ ضحىً ... وحبلهم- يا أخي في الله- من مسدِ

أم هل غُررت بكْثر الساقطين هنا؟! ... فالحق لا يبتغى من كثرة العدد

دنيا تربّت على التنغيص فالتصقت ... بطبعها .. كالتصاق الروح بالجسد

محبوبة قوتها وجدان عاشقها ... أعوذُ بالله من نفاثّة العقدِ

تزينت لاصطياد القوم وابتسمت ... والسمُّ في ثغرها فوق اللهاة ندي

يا أنتَ: أين المُنى اللاتي شمخت بها ... فأعظم الذنب إزهاق المُنى بيدي

غشاوة الدرب في عينيكَ شاهدةٌ ... أنّ السقام اجتوى جنبيك من أمدِ ..

والنفس كالموج تستهوي الرياح به ... والذئب يغريه قاصي البهم بالرصدِ

والفقر بعد الغنى ذلٌّ و مسكنةٌ ... والغيُّ بعد الهدى عارٌ إلى الأبدِ

و كلُّ نفس أُهينت بعد عزّتها ... فليتها قبلُ لم تعزز و لم تسدِ

قد كان لي فيك آيات و موعظةٌ ... تزفُّ وبل الرضا بردا على كبدي

و كنتَ عند حدود الله ذا وجلٍ ... فما لك اليوم لا تلوي على أحدِ

أين التلاوة و العبرات مسبلةٌ ... أين الأحاديث ذات المتن والسند؟!

أين العلوم التي أسدتك رونقها ... وذقت ما ذقته من عيشها الرَّغِدِ؟!

ما لي أراك كسيف الطرف منهزما ... وكنتَ بالأمس ترياقا لكلِّ صدي

ماذا أُسطرُ و الآياتُ بيّنةٌ؟! ... و أنت تعلم ما يلتاع في خلدي

لكن تناجيك أشجاني .. و معذرتي ... أنّي محبٌ رماه الحزنُ بالفندِ

إن لم يكن في الفؤاد الحرِّ من قبسٍ ... فليس يجديك ما أعددتُ من عُددي ..

فخشية الله أطواق النجاة، وما ... يغني النفوس بهاءُ المالِ و الولدِ

لمّا سقطتَ أمامي وانجلى بصري ... عزّيتُ نفسي وثار الخوف في أودي

واحلولكت كلمات البشر في شفتي ... وأظلم الكون في عيني على عَمَدِ

ومهجتي وُترت .. فالنفسُ بائسةٌ ... كأنها قبلُ لم تبسمْ و لم تزدِ!!

أأنت من يشتري الدنيا بآخرةٍ؟! ... ويصطفي الزيف والبهتان بالرشدِ؟!

قد كنتَ بالأمس في درب التقى علما ... فلا تك اليوم تمثالا لكلِ ردي ..

عُرى العقيدة جلّت عن مساومةٍ ... ما قيمتي في الملا من غير معتقدي؟!

قد كنتُ أبقيك للخطب الجليل فمن ... لغيهب الغمِّ و البأساءِ و الكمد؟!!

إبليسُ يغرينِ و الأهواءُ عارمةٌ ... إني أعوذ بوجه الواحد الصمدِ

يا مالك الملك يا من عزّ عابدهُ ... يا من سمكت زواياها بلا عمدِ

ثبّت فؤادي .. وكفّر كلّ معصيةٍ ... مالي سوى ملجأي بالواحد الأحدِ

يا صنو نفسي: دروب الشكِّ شائكةٌ ... بلا ركوبٍ و لا زادٍ و لا مددِ

والله يفرح إن تاب المسيءُ له ... وباب رحماه مفتوحٌ إلى أمدِ

و للهداية هبّات مقدّرةٌ ... وفرصة العمر قد تمضي ولا تعدِ

إنّ اللآلي تبقى و هي غاليةٌ ... وإنما تعصف الأمواج بالزبدِ!! .. مجلّة البيان (154)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير