تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد وقفتُ على هذا الحديث في "مسنَد الشِّهابِ" برقم (1413)، من طريق أبي كُرَيْب، عن أبي بكر، عن أبي إسحاق، به، وقد وضح في رواية النَّسَائِيِّ عن أبي كُرَيْب المتقدِّمِ ذِكْرُها أن أبا بكر هو: ابن عَيَّاش، ولكن عُرَّف به في "مسند الشهاب" على أنه هو: أبو بكر بن أبي شَيْبَةَ، وأبو بكر بن أبي شَيْبَةَ لم يُدْرِكْ أبا إسحاقَ السَّبِيعِيَّ؛ إذ تُوُفِّيَ أبو إسحاق في سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل قبل ذلك، وقد وُلِدَ أبو بكر بن أبي شَيْبَةَ بعد ذلك بعقود، أما أبو بكر بن عَيَّاش فهو من المعروفين بالرواية عن أبي إسحاق؛ فقد مات ابن عيَّاش في سنة أربع وتسعين عن عمر يقارب المِائة، وما أدري هلِ الخطأ كان في أَصْلِ "مُسند الشِّهاب"، أم أنه من أحد النُّساخ المتأخرين، وهو أمر ينبغي أن يجد العناية التامَّة من طلاب العلم في التعرُّف على الرواة والتعريف بهم.

المثال السادس:

قال الإمام أحمد في "العِلل": حدثني أبو بكر بن أبي شَيْبَةَ، قال: سمعت ابن إدريس، يقول: كتبت حديث أبي الحَوْرَاءَ، فخِفْتُ أن أُصَحِّفَ فيه؛ أقول: أبو الجَوْزَاءِ، فكتبتُ أسفَلَهُ حُورٌ عِينٌ [48] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn48).

وقد ذكر هذا القولَ القاضي عياضٌ في "الإلماع"، وقال عَقِبَهُ: وأبو الحَوْرَاءِ؛ بالحاء والراء هو: رَبِيعَةُ بن شَيْبَانَ، وأما أبو الجَوْزَاءِ بالجيم والزَّايِ، فهو: أَوْسُ بنُ عبدالله الرَّبْعِيُّ، عنِ ابن عباس. وأبو الجَوْزَاءِ، مثله أيضًا: أحمد بن عثمان النَّوْفَلِيُّ؛ من شيوخ مسلم، والنَّسَائِيِّ [49] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn49). ا هـ.

هكذا كان يتعامل الحُذَّاق منَ السابقين مع الأسماء والألفاظ المشتَبِهَة بالدِّقَّة والحَذَر؛ خَشْيَةَ الخطأ، الذي هو أحد أهم أسباب عِلل الرواية، وفُروق النُّسخ.

المثال السابع:

وقع في نُسخة "مسنَد الحُمَيْديِّ" التي طبعتها دار عالم الكتب، والتي أشرف عليها الشيخ/ حبيب الرحمن الأَعْظَمِيُّ: حدثنا الحُمَيْدِيُّ، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا أبو المُحَيَّاةِ، عن أُمه، أنها قالت: لما قَتَل الحجَّاجُ بن يوسُفَ عبدَالله بن الزُّبَيْرِ، دخل الحجَّاجُ على أسماءَ بنتِ أبي بكر، فقال لها: يا أُمَّهْ إنَّ أمير المؤمنين أوصاني بِكِ، فهل لك من حاجة؟ قالت: ما لي من حاجة ... الحديث [50] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn50).

وعلق الأستاذ/ حبيب الرحمن الأعظمي على قوله: (عن أُمِّهِ) بما يلي: "كذا في الأصلين [51] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn51): عن أمه، وفي كتاب "الجرح والتعديل" في ترجمة يَعْلَى بن حَرْمَلَةَ: روى عن أسماء بنت أبي بكر، روى عنه [ابنه] [52] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn52) أبو المحياة [53] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn53)، وفي "مَجْمَعِ الزوائد": عن أبي المُحَيَّاةِ - يعني المختار- (كذا في المطبوعة) [54] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn54) - عن أبيه، قال: قَدِمْتُ مكة بعد ما صُلِبَ أو قُتِلَ ابن الزُّبَيْرِ بثلاثة أيام، فكلمتُ أُمُّهُ أسماءُ بنتُ أبي بكر الحجاجَ، ... فذكر كلامًا لها مع الحجاج، غير ما في الحديث. ثم قال الهَيْثَمِيُّ: وأبو المُحَيَّاةِ وأبوه لم أعْرِفْهُما.

قلت - والكلام للشيخ الأَعْظَمِيِّ -: "العَجَبُ منَ الهَيْثَمِيِّ، فإنه ذَكَرَهُمَا البخاريُّ، وابن أبي حاتم، والمِزِّيُّ".

ثم اعلم أنه ظَهَرَ لي أن ما في الأصلينِ خطأ وتحريف، لأن البخاريَّ قال في ترجمة يَعْلَى بن حَرْمَلَةَ: عن أسماء بنتِ أبي بكر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يخرج في ثَقِيفٍ كذابٌ ومبير)). قاله الحُمَيْدِيُّ، عن ابن عُيَيْنَةَ، عن أبي المُحَيَّاةِ - واسمه يحيى بن يَعْلَى - عن أبيه [55] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn55). فعلى هذا؛ الصواب: أبو المحياة، عن أبيه، أنه قال، لكني وجدتُ في (ظ) [56] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn56) أيضًا: عن أمه". ا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير