تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عمل ترتفع به الجهالة عن البعض بهؤلاء العلماء و الأسياد الأفاضل، و المشايخ و الدّعاة الأكارم؛ من خلال التّعريف بهم و التّرجمة لهم ...

عمل يُبرز أقوال الأكابر في هؤلاء، جامعاً مِن أنوار الهدى، جاعلا منها سراجا ليأخذه طالب الحقّ بقوّة، شامخا غير مستحيي، و ليعود من زيّن له الشّيطان سوء عمله إلى جادّة الصّواب و حظيرته، قبل أن يكون حاله غدا كحال القائلين إذا عُرضت الأعمال و نُصبت الموازين: [[وَ قَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَىَ رِجَالاً كُنّا نَعُدّهُمْ مّنَ الأشْرَارِ () أتّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأبْصَرُ]] (2)! ...

عمل يُروي الغليل، و يشفي العليل، و يطمْئن الحيران؛ من خلال ردود هؤلاء و أجوبتهم عمّا قيل و كُتب فيهم و حولهم ...

عمل يمحي تلك الصّورة الزّائفة المزيّفة، القاتمة المُغيَّمة؛ المُشوِّهة لعلاقة هؤلاء الأفاضل بكبار العلماء الّتي قيل فيها و قيل ... ، فيرسم بدلها لوحة ربيعية الواقع، نسيمية الهواء، مُشرقة الأنوار، فوّاحة الأزهار، لتتجلّى حقيقة تلك العلاقة، الّتي مِلؤها الحبّ و الوفاء و التّوادد، و التّقدير و الاحترام و التّواصل ...

عمل يكشِف جانباً من هموم هؤلاء؛ الّتي يحملونها في الدّعوة إلى اللّه، و انشغالهم بها عن حظوظ أنفسهم، رغم ما أحيط عليها من تشكيكات و تشويهات ...

عمل يسلِّط الضّوء على المنهج الأصيل لهؤلاء الأفاضل، و يُجلّي عقيدتهم المُستمدّة مِن سلفهم الصّالح، و يبيِّن مدى تمسّكهم بالسنّة و استماتتهم في دفاعهم عنها، فيُبرّؤون ممّا نُسب إليهم ظلما، براءة الذّئب من دم يوسف عليه السّلام ...

عمل يزيدنا حماسا إليه و حِرصا عليه؛ آلامنا على واقع الأمّة المكسورة الجناح المثخَنة بالجراح، في سائر بلاد الإسلام الواسعة؛ أمّة قد اجتمع عليها الأعداء من كلّ حدب و صوب اجتماع الأكلة على القصعة ... ، أمّة عادت لإبليس فيها بضاعة الشّرك ليجد فيها سوقا و تسويقا؛ فدُعي غير اللّه، و ذُبح لغير اللّه، و نوزع اللّه في ربوبيته ... ، أمّة يُستنزف دمها و يُبقر بطنها بأيادي بعض الخارجين مِن رحمها، فضاقت دنياها بوسعها، و تزعزع الأمن في ديارها، حتّى أطلّ الخوف مِن أعين الرّجال ... ، و هل يُضمّد الجراح الدّامية، و يكسِر الرّماح المترامية، و يوحّد الأمّة على الأحزاب المتعالية؛ إلاّ العالِم العامل المُستنير المخلص؟؛ إنّه العالم الربّاني الّذي يذكّر أمّته بحقّ اللّه على العبيد، و يزيل ركام الجهل عنها إزالة الصّدأ عن الحديد، و ينفخ فيها روح العزّة من جديد ... ، فمن لهذه الأمّة بعد اللّه عزّ و جلّ إذا أفلت شمس العالم، و انطفأ سراجه، و سقط قدره، و ضعف شأنه؟، آلرّؤوس الجهّال و المتعالمون الضلاّل؟!!.

عمل ننتصر به للحقّ على الباطل في معركة من معارك الحرب بينهما ... ، مع علمنا الّذي لا يراوده شكّ أنّه ليس بالضّرورة أن يكون الوقوع في هذا الباطل مقصد للكثير من إخواننا أو سمة فيهم، و إن كانوا واقعين فيه جهلا منهم أو وهما، جهلٌ و وهمٌ لا يبقى معهما عذر بعد معرفة الحقّ و قيام الحجّة، و إنّما الخَطْب في ظهور الباطل و الشّأن كلّ الشّأن في ردّه، و ليس الشّأن في امتحان قلوب الواقعين فيه و معرفة مآربهم فهذا ينفرد به من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور سبحانه و تعالى.

عمل يدلّ إلى الخير على الخير، و ((مَن دلّ على خير كان له مِثل أجر فاعله)) (3) ...

عمل ننسج به حجابا من النّار، طامعين راجين اللّه عزّ و جلّ أن يعتقنا به منها؛ قال عليه الصّلاة و السّلام: ((من ردّ عن عِرض أخيه؛ كان له حجابا من النّار)) (4)، و قال: ((من ذبّ عن عِرض أخيه بالغيبة؛ كان حقّا على اللّه أن يُعتقه من النّار)) (5).

عمل نمضي به متأسّيين و قائلين؛ بما ذكره أحد كبار علماء أمّتنا الغالية الرّاحلين عنّا حديثا، فضيلة الشّيخ العلاّمة بكر بن عبد اللّه أبو زيد -رحمه اللّه- في مقدّمته على كتابه النّفيس (تصنيف النّاس بين الظنّ و اليقين) قال حفظه اللّه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير