تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلا تجد ـ ولا تكاد تجد أبداً ـ أحداً منهم أتم كتاباً من كتب الفقه أو العقيدة، وإنما هو باب الطهارة، وإن زاد فالصلاة، والصيام كل رمضان، والزكاة نادراً، والأقل من انتهى من المجلد الأول من فقه السنة، أما أكثر من ذلك فلا.

5) أصبح المشهور فقط فقه المسائل المشهورة ..

6) وأيضاً ـ ويا للأسف ـ التعصب الممقوت للمشايخ، وللآراء الموافقة للأهواء، والموالاة والمعادة عليها.

إن الذين نبذوا المذاهب فراراً من التعصب، وقعوا في التعصب ضد المذاهب، ولذلك لا تكاد تذكر المذاهب إلا بالعيب والنقص ..

وما سبق أن ذكرناه من الاحترازات عند التمذهب للتعلم ليس غريب على سلفنا.

خذ مثالاً واحداً فقط: في مسألة الوضوء من لحوم الإبل

أنقل قول أحد علماء المالكية وأحد علماء الشافعية ومذهبيهما بخلاف الحديث:

قال الإمام النووي: وهذا المذهب أقوى دليلاً، (يعني وجوب الوضوء من لحوم الإبل) وإن كان الجمهور على خلافه.، وقد أجاب الجمهور عن هذا الحديث بحديث جابر: " كان آخر الأمرين من رسول الله ترك الوضوء ممَّا مست النار" ولكن هذا الحديث عام، وحديث الوضوء من لحوم الإبل خاص، والخاص مقدم على العام.

وقال القاضي أبو بكر بن العربي: وحديث لحم الإبل صحيح مشهور، وليس يقوى عندي ترك الوضوء منه، وحاول بعضهم أن يتلمس حكمة لوجوب الوضوء من لحوم الإبل، ولسنا نذهب هذا المذهب، ولكن نقول كما قال الشافعي في الأم " إنما الوضوء والغسل تعبد".

هكذا كان العلماء يدورون مع الدليل حيث دار، وليس بحسن أن تُزَهَّد الأمة في المذاهب، وتشوه صورتها عند الخاصة والعامة، ويتعمد نشر أخطاء المذاهب، ونقل صورة المتأخرين من متعصبي المذاهب، فلا تكاد تسمع إلا أنه كان يصلى في المسجد الواحد أربع جماعات، كل مذهب يصلى أصحابه وحدهم مرة، أو مسائل الزواج بين الشافعية والحنفية، أو افتراضات المسائل التي لم تقع والجواب عنها.

كل هذه الأخطاء ـ وإن وقعت ـ لا تعني أن نهدم تراث هذه الأمة بجرة قلم، وإنما الإنصاف واجب وإن كان عزيزًا، فالتعصب نمقته ونجاهده ولا نقر به، ومعاذ الله أن نقول عن الخطأ صواباً، ولا عن الصواب خطأ.، فالتعصب حرام، ولكن سواء كان للمذهب أو للأشخاص.

وأما في افتراض المسائل التي لم تقع فهذه رياضات عقلية نافعة لمن تفرغ من العلماء، ولا عليك أن تشغل نفسك بهاـ إن شئت ـ وإن شئت فتعلمها فهي مما يفخر به الفقهاء، ولكن بعد الانتهاء من فروض الأعيان والاكتفاء من فروض الكفايات، وهذه المسائل نافعة في عصور ركود الفقه، وغياب الفقهاء من عصرنا.

فمثلاً: افترض فقهاء الحنفية مسائل كـ:

من صلى وعلى ظهره قربة فساء، هل تصح صلاته.؟ قد يضحك بعضنا ويقول: ولا يتصور أن تملأ قربة فساء. .

قلنا: وجدنا الصورة في عصرنا طبيب يحمل في جيبه عينة بول أو براز، ثمَّ ينسى ويصلى، وزجاجة العينة في جيبه هل تصح صلاته.؟ ورد الافتراض.

وكذلك مسألة الصلاة على الأرجوحة. من المسائل المفترضة قديماً، وهي أيضاً مضحكة للصغار فهل يتخيل مجنون يصلى على الأرجوحة.؟

وكان الافتراض منشؤه عدم السجود على الأرض، وكان جواب المسألة جواب من يسأل عن الصلاة في الطائرة في عصرنا.

أرأيت سعة أفق الفقهاء كيف نفع المتأخرين من أمثالنا!!، فهذا شيء لا يعاب، ولا يستحيا منه، إلا إذا تشوغل به عن مهمات هي أولى، وأقيمت عليه معارك.

ولذلك نقول: إنه لا داعي لتجريح أصحاب المذاهب، فإن شئت فتعلم عن طريق أحد المذاهب، وهو الأولى والأحرى والأصح، والطريق الموصل للعلم النافع الصحيح، والسبيل لتخريج الفقهاء والعلماء، وإلا فالسبيل واسعة ولا عليك ولكن احفظ لسانك، وكن كيفما شئت، وانتفع معي بهذه الضوابط الآتية ولا تتعجل في الحكم ولا في الرد.

ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[01 - 05 - 08, 03:41 م]ـ

أخي بارك الله فيك ليس إلى ما ذهبت إليه سبيل ,

... وما هكذا تورد الإبل يا سعد ...

ولعلي أمثل لك بما ورد عن الإمام الشافعي وما هي رودو الاتباع وتوجيهاتهم عن ما ورد عن إمامهم:

قال النووي رحمه الله تعالى في (المجموع شرح المهذب) (1/ 134 - 136)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير