( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=798024#_ftn8)).
قال الخطيب البغدادي: (طاعة الله في طاعة رسوله، وطاعة رسوله في اتباع سننه، ولما كان ثابت السنن والآثار، وصحاح الأحاديث المنقولة والأخبار، ملجأ المسلمين في الأحوال، ومركز المؤمنين في الأعمال، إذ لا قوام للإسلام إلا باستعمالها، ولا ثبات للإيمان إلا بانتحالها، وجب الاجتهاد في علم أصولها، ولزم الحث على ما عاد بعمارة سبيلها، وقد اسْتَفْرغَت طائفة من أهل زماننا وُسْعَها في كتب الأحاديث والمثابرة على جمعها، من غير أن يسلكوا مسلك المتقدمين، وينظروا نظر السلف الماضين في حال الراوي والمرويّ، وتمييز سبيل المرذول والمرضيّ، واستنباط ما في السنن من الأحكام، وإثارة المستودع فيها من الفقه بالحلال والحرام، بل قنعوا من الحديث باسمه، واقتصروا على كتبه في الصحف ورسمه، فهم أغمار، وحملة أسفار، يحملون عمَّن لا تثبت عدالته، ويأخذون ممن لا تجوز أمانته، ويروون عمَّن لا يعرفون صحة حديثه، ولا يُتَيَقَّنُ ثبوت مسموعه، ويحتجون بمن لا يحسن قراءة صحيفته، ولا يقوم بشيء من شرائط الرواية، ولا يفرِّق بين السماع والإجازة، ولا يميز بين المسند والمرسل، والمقطوع والمتَّصل، ولا يحفظ اسم شيخه الذي حدثه حتى يستثبته من غيره، ويكتبون عن الفاسق في فعله، المذموم في مذهبه، وعن المبتدع في دينه، المقطوع على فساد اعتقاده، ويرون ذلك جائزًا، والعمل بروايته واجبًا، إذا كان السماع ثابتًا، والإسناد متقدمًا عاليًا، فجَرَّ هذا الفعل منهم الوقيعة في سلف العلماء، وسهل طريق الطعن عليهم لأهل البدع والأهواء، حتى ذَمَّ الحديث وأهله بعض من ارتسم بالفتوى في الدين، ورأى عند إعجابه بنفسه أنه أحد الأئمة المجتهدين، بصدوفه عن الآثار إلى الرأي المرذول، وتحكمه في الدين برأيه المعلول، وذلك منه غاية الجهل، ونهاية التقصير عن مرتبة الفضل، ولولا عناية أصحاب الحديث بضبط السنن وجمعها، واستنباطها من معادنها، والنظر في طرقها، لبطلت الشريعة وتعطلت أحكامها؛ إذ كانت مستخرجةً من الآثار المحفوظة، ومستفادة من السنن المنقولة) ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=798024#_ftn9)).
عُلِمَ مما تقدَّم أهمية هذا العلم الجليل؛ لأن في معرفته ضبطًا لصحة نسبة المرويّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم الكريم؛ لأن طاعة الله في طاعة رسوله، وطاعة رسوله في اتباع سننه الصحيحة، قال الله تعالى: ?وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ويَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ? ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=798024#_ftn10))، بدايةً من القرآن الكريم نهايةً إلى أيّ قول أو نقل في الأمَّة.
نتائج البحث:
1 - فضل علم مصطلح الحديث وفضل الاشتغال به.
2 - ضرورة إثبات صحة القول أو النقل سواء عن النبي صلى الله عليه وسلم خاصةً، أو صحابته والتابعين وغيرهم عامةً.
3 - علم مصطلح الحديث أحد أهم الأدوات التي يلزم الفقيه أن يأخذ بها ويعوّل عليها في بناء أحكامه واجتهاداته.
4 - اطِّراد علم الحديث في جميع فروع الشريعة المطهّرة.
5 - الفاقد لهذا العلم يُخشَى عليه من الزلل في الأحكام وتضييعها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=798024#_ftnref1) - المنهل الروي (ص29)
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=798024#_ftnref2) - التوبة:100
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=798024#_ftnref3) - المحدث الفاصل (ص160)
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=798024#_ftnref4) - النكت على مقدمة ابن الصلاح (1/ 8)
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=798024#_ftnref5) - الحجر: 9
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=798024#_ftnref6) - النجم: 4
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=798024#_ftnref7) - التوبة: 109
¥