أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5

قول على الله تعالى بغير علم.

قال ابن بدران، [نعود إلى الطريقة، إذاً الطريقة الأولى يقول: اختيار كتاب مختصر. الخطوة الثانية في المنهج، طريقة الشرح] قال: ويجب عليه أن يشرح له المتن بلا زيادة ولا نقصان، بحيث يفهم ما اشتمل عليه ويأمره [يعني الشيخ يأمر الطالب] أن يصور مسائله في ذهنه ولا يشغله بما زاد على ذلك. [لأنه إذا أتقن هذا المتن المختصر الذي قد يظن الطالب لهمته العالية أو لاستعداده، وأحياناً العجلة تكون بباعث من الشيطان، ليست لمة ملك، لأن الشيطان قد يدفع الإنسان للاستعجال حتى يوصله إلى الانقطاع عن طلب العلم، لا يفرح الإنسان بالاستعجال هذا، فقد يكون هذا المتن المختصر الذي أتقنه الطالب على قلة ما فيه من مسائل في نظر هذا الطالب، لا شك أن اتقان هذا المتن المختصر هو كالأساس الذي يجعل الطالب يقف على رجليه بعد ذلك في هذا العلم وفي هذا الفن قال:] تجربة، [ذكر تجربة الشيخ ابن بدران، وأنا أنتقي من كلامه أشياء وأترك أكثره، قال:] ولما أخذت، [يقول وهو ينقل كلاماً عن بعض المشايخ يقول:] وكان يقول: كل كتاب يشتمل على مسائل ما دونه وزيادة. [يقول]: فحقق مسائل ما دونه لتوفر جهدك على فهم الزيادة. [معنى هذا الكلام ما هو؟ يقول إذا أخذت كتاباً فدرسته وفهمته ثم انتقلت إلى كتاب أوسع منه، الكتاب الثاني الأوسع، المتوسط لنقول مثلاً، يحتوي على أي شيء؟ يحتوي على هذا المتن المختصر وزيادة مسائل، فإذا كنت متقناً لهذا المختصر، فإذاً قراءتك الثانية ستكون سهلة وميسرة، لماذا؟ لأنه سيكون تركيزك وجهدك بهذه المسائل الزائدة، وهذا يجعلنني أنبه الآن وأذكر وأطلب منكم طلباً حثيثاً ومؤكداً وهو المراجعة المراجعة فإن قراءة العلوم لا تكفي، حضور الدروس لا يكفي، قراءة الكتب الكثيرة لا تكفي ما لم تكن هناك مراجعة. وأتمنى أن تكون المراجعة أضعاف الدروس، إذا كنت تحضر درس لمدة ساعة فراجع لمدة ساعتين أو ثلاث للدرس الواحد حتى يثبت هذا الدرس ويثبت هذا العلم، وأظن أن أكثرنا مرت عليه علوم كثيرة جداً، أكثرها أيضاً في المقابل نسي وتبخر، ما هو السبب؟ قلة المذاكرة وعدم المراجعة أو ضعف المراجعة. من حاز العلم وذاكره صلحت دنياه وآخرته ... فأدم للعلم مذاكرة فحياة العلم مذاكرته. يقول ابن بدران عليه رحمة الله، ذكر تجربة قال:] ولما أخذت نصيحته مأخذ القبول لم أحتج في القراءة على الأساتذة في العلوم والفنون إلى أكثر من ست سنين، فجزاه الله خيراً. [يعني يشكر شيخه ويدعو له الذي أوصاه بهذه الوصية، ثم ذكر بعد ذلك بقية المنهج، ويتلخص بأنه إذا انتهى من هذه الكتب المختصرة ينتقل إلى كتاب أكبر وهكذا ثم يتوسع في علوم أخرى إلى أن يصل إلى مرتبة عالية. وأوصيكم بالرجوع إلى هذا الكتاب والاستفادة منه وأختصر هذا لأني لا أريد أن يذهب الوقت في مثل هذا الموضوع.

إذا فكرة هذه الدورة ما هي وموضوعها؟ موضوعها شرح كتاب أخصر المختصرات في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل. مؤلف هذا الكتاب هو الإمام محمد بن بدر الدين بن عبد القادر بن بَلْبَان الخزرجي الصالحي الدمشقي الحنبلي. كان فقيهاً ومحدثاً وكان جاهزاً عليه رحمة الله من علماء الشام. ولد سنة ست بعد الألف، وتوفي سنة ثلاث وثمانين بعد الألف. كان عليه رحمة الله في حياته بعد أن تأهل وأصبح من أهل العلم الذين يشار إليه بالبنان، انتهت إليه في حياته رئاسة العلم بمنطقة يقال لها الصالحية قرب دمشق. هذا الكتاب وهو أخصر المختصرات له أصل، يعني هذا الكتاب هو مختصر من كتاب سابق لنفس المؤلف ابن بلبان عليه رحمة الله، الإمام ابن بلبان عليه رحمة الله ألف كتاباً سماه كافي المبتدي، هذا الكتاب في فقه الإمام أحمد، ثم اختصر كافي المبتدي في مثل حجمه، وهذا المختصر هو الذي بين أيديكم الآن وهو أخصر المختصرات. كافي المبتدي له شرح اسمه الروض الندي في شرح كافي المبتدي للإمام أحمد بن عبد الله البعلي الدمشقي الحنبلي المتوفى سنة 1189 للهجرة. إذاً ... له كافي المبتدي وله اختصار كافي المبتدي المسمى أخصر المختصرات الذي ندرسه الآن. هذا الكتاب الذي معنا له عدة شروح، من هذه الشروح كتاب كشف المخدرات وهو شرح لأخصر المختصرات، هذا الشرح للإمام عبد الرحمن بن عبد الله البعلي، المتوفى سنة 1192 للهجرة. وهناك شرح

¥