[عادة الفقهاء عليهم رحمة الله وهذا الكلام مكرر لكثير منكم، عادة الفقهاء أنهم يقسمون كتب الفقه إلى أربعة أرباع. الربع الأول هو ربع العبادات، والربع الثاني هو ربع المعاملات؛ البيوع وغيرها، الربع الثالث النكاح والطلاق، والربع الرابع الجنايات والحدود والقضاء. هذه طريقتهم، فيبتدئون بالعبادات لأهميتها، لأن أهم شيء العبادة -“ {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ”- فاعتنوا بذلك ثم رتبوا كتب ربع العبادات، رتبوا الكتب التي داخل هذا الربع بترتيب خاص فقدموا كتاب الطهارة، لأي شيء قدموا كتاب الطهارة؟ لأن الطهارة شرط من شروط صحة الصلاة، والصلاة هي أهم العبادات وقدموا على الصلاة الطهارة. ما هي الطهارة؟ الطهارة لها تعريف، ومن المهم جداً أن تكتبوا هذا التعريف وأن تحفظوه. ما هي الطهارة؟ الطهارة هي رفع الحدث وزوال الخبث. وبعضهم يزيد رفع الحدث وما في معناه وزوال الخبث. إذاً الطهارة هي ثلاثة أشياء رفع الحدث وهذا الأول، وما في معناه، يعني ما في معنى رفع الحدث والثالث زوال الخبث. معنى رفع الحدث، وهذا ينبغي أن يكتب ويحفظ، الحدث وصف معنوي؛ يعني شيء لا يرى وليس شيئاً محسوساً يقوم بالبدن؛ يحصل في البدن، يمنع من صحة الصلاة ونحوها؛ أي الصلاة.
وصف معنوي: يعني أمر ليس محسوساً يحصل في البدن، إذا حصل هذا في البدن فإن الصلاة لا تصح وغير الصلاة لا تصح مما يشترط لها الطهارة؛ ولا الطواف بالبيت، لماذا؟ لأنها تشترط لها الطهارة.
إذاً عرفنا شيئان، ما هي الطهارة؟ الطهارة هي رفع الحدث، هذا الأول وما في معنى رفع الحدث، هذا الثاني. وزوال الخبث وهذا الثالث.
رفع الحدث بأي شيء يحصل؟ الحدث نوعان؛ إما أصغر وإما أكبر. فالحدث الأصغر رفعه يكون بالوضوء، والأكبر يكون رفعه بالاغتسال، هذا رفع الحدث.
ما في معنى رفع الحدث، هناك أشياء تعتبر طهارة، لكن لا يمكن أن نصنفها في رفع الحدث لأنه لا يرفع بها الحدث ولا يمكن تصنيفها في زوال الخبث، يعني في إزالة النجاسة لأنها ليست نجاسة تزال.
ما هي هذه الأشياء؟
إذا توضأ الإنسان، الوضوء يرفع الحدث، فالوضوء يصنف في رفع الحدث.
إذا توضأ الإنسان، غسل وجهه ثلاث مرات وهذا الأكمل، أي السنة ثلاث. فإذا غسل وجهه المرة الأولى ارتفع الحدث بالأولى، إذاً ... والثانية، هل ترفع الحدث؟ الثانية لا ترفع الحدث لأن الحدث ارتفع، والثالثة كذلك لا يرتفع بها الحدث. إذاً الغسلة الثانية والثالثة لا ترفع الحدث، لكن هل هي تزيل النجس؟ لا توجد نجاسة. أزيلت بهذه الغسلة. إذاً هاتان الغسلتان الثانية والثالثة ليستا من الطهارة؟ نقول: لا .. بل هي من الطهارة. من أي أنواع الطهارة؟ هي في معنى رفع الحدث.
إذاً من أمثلة ما في معنى رفع الحدث، ما يحصل من الغسلة الثانية والثالثة وتجديد الوضوء، إذا توضأ الإنسان وصلى، فهو متطهر الآن، إذا ذهب وتوضأ مرة ثانية ليصلي صلاة أخرى، هذا الوضوء هل هو رفع للحدث؟ لا طبعاً، لأن الحدث مرتفع، وليس هو إزالة نجس. إذاً ما هو؟ هو في معنى رفع الحدث.
كذلك ما يحصل بالتيمم، التيمم في المذهب لا يرفع الحدث، إذاً هو في معناه. كذلك غسل الميت، الميت إذا غسل ... هذا الغسل للميت هل يرفع حدث الميت؟ الجواب، لا، لا يرفع حدث الميت.
إذاً هو ليس من الطهارة؟
بلى هو من الطهارة. لكن من أي الطهارة؟ هو من طهارة في معنى رفع الحدث.
العنصر الثالث من عناصر الطهارة. زوال الخبث، يعني زوال النجاسات، غسل النجاسات، إزالة النجاسات هي من الطهارة.
هذه النجاسة التي تزال، قد تكون نجاسة على الثوب، قد تكون على البدن، أو تكون نجاسة على السبيل إذا خرج البول أو الغائط.
إذاً عرفنا الطهارة ما هي، وعرفنا الحدث ما هو؛ وصف يقوم بالبدن يمنع من صحة الصلاة.
قال المصنف رحمه الله: {المياه ثلاثة}
بدأ المصنف بالمياه. لماذا؟ لأن الطهارة لها وسائل، ومن أهم وسائل الطهارة، الماء، هو الذي يستعمل في رفع الحدث ويستعمل ما في معناه ويستعمل في إزالة الخبث. وهناك وسائل أخرى غير الماء، لكن أهمها هو الماء.
قال رحمه الله: {الأول، طهور}
أي الأول من أقسام المياه.
انتبهوا الآن في كل قسم ونوع من هذه الأقسام سيذكر اسم هذا النوع ثم سيذكر حكم هذا النوع.
¥