تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بدأ المصنف، قال الأول طهور. هذا اسم النوع الأول، أو القسم الأول. اسمه طهور.

ما هو تعريفه؟ قال: {وهو الباقي على خلقته}

ضع رقم واحد عندها. واكتب عند خلقته حقيقة أو حكماً.

إذاً الماء الطهور، هو الذي بقي على خلقته ولم يتغير سواء كان هذا البقاء على الخلقة؛ يعني لم يفسد ويتغير أصلاً. أو حكماً؛ يعني أصابه تغير لكن هذا التغير لم نلتفت إليه، فهو في حكم غير المتغير.

ما معنى هذا الكلام؟

الباقي على خلقته إما أن يكون باقي حقيقة؛ يعني لم يصبه تغير أصلاً. حكماً؛ كمياه أصابها تغيرٌ وهذا التغير لم يسلبْ الماءَ الطهوريةَ؛ مثل الماء ؛ يعني الماء الذي تغير بطول المكث، هذا الماء الذي تغير بطول المكث هل هو طهور؟ الجواب نعم. وهل يصدق عليه تعريف الطهور؟؛ أنه باق على خلقته. الجواب فيه إشكال. إذا نظرنا إلى هذا الماء، ليس هو بباق على خلقته، تغير، تغير بطول المكث، بطول البقاء، بطول الزمن، فهل هذا التغير أخرجه عن كونه باق على خلقته من حيث الحقيقة؟ نعم، لكن من حيث الحكم؟ هو في حكم ما لم يتغير.

إذاً نقول: حقيقة وحكماً، الباقي على حقيقته معروف، وحكماً كل ماء تغير وحكمنا عليه بأنه طهور فإنه باق على خلقته حكماً لا حقيقة.

قال المصنف: {ومنه مكروه}

هذا النوع الثاني من الطهور

ما هو المكروه؟

الطهور نفسه أنواع. النوع الأول: قال: {هو الباقي على خلقته} يعني غير المكروه.

الثاني قال: {ومنه} يعني من الماء الطهور {مكروه}؛ يعني ماء طهور مكروه مثل ماذا؟

{كمتغير بغير ممازج} ما معنى هذا الكلام؟ معنى هذا الكلام، نقول إن الأشياء التي تغير الماء لها أحوال، وكل حال من هذه الأحوال له اسم.

إذا وضعنا جرماً أو جسماً بجوار الماء، كالميتة مثلاً، لها رائحة، أو غير الميتة، أي شيء له رائحة قوية، وضعناه بجوار الماء، فتغير الماء، تغيرت رائحة الماء بهذا الجسم الذي هو خارج الماء، بجوار الماء، يعني لم يلاصق الماء ولم يلامسه. هذا التغير ماذا نسميه؟ نقول هذا الماء تغير بمجاورة.

لكن هل الجسم إلتصق بالماء أو دخل في الماء؟ لا لم يلتمس بالماء ولم يختلط به، مجاورة. هذا التغير لا يؤثر في الماء.

المرحلة الثانية، لو أخذنا هذا الجسم ووضعناه داخل الماء، فدخل في الماء، هنا له احتمالان، إما أن يكون هذا الجسم مما يذوب في الماء. يمتزج بالماء، فنقول في هذه الحالة، إن هذا الماء تغير بماذا؟ بمجاور؟ لا ... بماذا إذن؟ بممازج. وهذا الممازج الذي يذوب في الماء ويمتزج به هل يسلبه الطهورية؟ الجواب نعم، يسلبه الطهورية.

بقيت الصورة الثالثة، هذا الجسم وقع في الماء لكنه لم يمتزج، لم يذب في الماء، وإنما بقي محافظ على جرمه، مثل ما لو وضعنا جذع شجرة في الماء، هل سيذوب؟ لا يذوب يبقى محافظ على جسمه، فهذا الجسم الذي لا يمتزج بالماء، لو أن الماء تغير به، تغير طعم الماء بهذا الجرم، فنقول إن الماء تغير بغير ممازج، يعني بشيء دخل في الماء لكن لم يذب فيه.

إذا التغيير إما أن يكون بمجاور، وهذا لا يسلب الطهورية. وإما أن يكون بممازج وهذا يسلب الطهورية، وإما أن يكون بغير ممازج، فهذا هل يسلب الطهورية أو لا يسلبها؟ هذا فيه الخلاف.

طبعاً أنا لا أذكر الخلاف الآن بقصد الخلاف، إنما أذكره لغرض آخر.

هذه المسألة فيها خلاف، وهي غير الممازج، وبسبب هذا الخلاف قال المصنف {ومنه مكروه، كمتغير بغير ممازج} الماء الذي تغير بشيء لا يمتزج فيه، ومثلنا بقطعة الخشب أو جذع شجرة وكذا لا يذوب في الماء، هذا غير الممازج إذا تغير الماء به، فإن الماء طهور.

لكن المصنف قال: {طهور مكروه}، لماذا قال بالكراهة؟ لوجوب الخلاف فيه، يعني بعض أهل العلم يقول أن هذا الماء ليس من الطهور، وإنما هو كالطاهر، فخروجاً من الخلاف قالوا بالكراهة.

ولنعرف ما هو دليل هذه المسألة.

بقي النوع الثالث من الطهور وهو المحرم وهذا نجزءه إلى الحلقة التي بعد هذا.

انتهى

قام بالتفريغ عمر بن إبراهيم بن محمد غفر الله له ولوالديه وعياله وأهله.

ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[10 - 05 - 08, 12:46 ص]ـ

شكر الله لك اخى الحبيب

ـ[أبوالبراء الحنبلى]ــــــــ[10 - 05 - 08, 02:51 ص]ـ

اللهم اجزى اخانا خيرا وزده بسطة فى العلم والعمل واعنه على اتمام التفريغ

اخى الحبيب اجمع ما تفرغه لكل شريط فى ملف وورد وارفعه

بورك فيك وسلمت يداك

ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[12 - 05 - 08, 10:19 ص]ـ

ما معنى هذا الكلام؟

الباقي على خلقته إما أن يكون باقي حقيقة؛ يعني لم يصبه تغير أصلاً. حكماً؛ كمياه أصابها تغيرٌ وهذا التغير لم يسلبْ الماءَ الطهوريةَ؛ مثل الماء ؛ يعني الماء الذي تغير بطول المكث، هذا الماء الذي تغير بطول المكث هل هو طهور؟ الجواب نعم. وهل يصدق عليه تعريف الطهور؟؛ أنه باق على خلقته. الجواب فيه إشكال. إذا نظرنا إلى هذا الماء، ليس هو بباق على خلقته، تغير، تغير بطول المكث، بطول البقاء، بطول الزمن، فهل هذا التغير أخرجه عن كونه باق على خلقته من حيث الحقيقة؟ نعم، لكن من حيث الحكم؟ هو في حكم ما لم يتغير.

إذاً نقول: حقيقة وحكماً، الباقي على حقيقته معروف، وحكماً كل ماء تغير وحكمنا عليه بأنه طهور فإنه باق على خلقته حكماً لا حقيقة.

.

بارك الله فيك , ورزقك الله الفردوس االأعلى!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير