تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التعصب لأهل العلم]

ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 09:12 ص]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما بعد:

هذا الذي أنقله إن شاء الله قول بعض أهل العلم في التعصب لأقوال الشيوخ, وجدتها مبعثرتا في أحد المنتديات, فارتأيت ان أجمعها و أنسق بينها و أنقلها للإخوة في مكان واحد. و مسألة التعصب لأقوال الشيوخ من الأمراض التي أصابة الأمة عامة و الصوفية خاصة ووصلة عدواه إلى صفوف بعض من ينتسبون إلى الدعوة السلفية -نسأل الله السلامة-. ,اسأل الله تعالى أن يجزي أخونا خالد بن عمر ,الذي طرح هذا الموضوع و أتى بأغلب أقوال اهل العلم فيه, خير الجزاء ووضعه في ميزان حسناته.

قال ابن رجب رحمه الله تعالى:

_ ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم وكل منهم يظهر أنه يبغض لله وقد يكون في نفس الأمر معذورا وقد لا يكون معذورا بل يكون متبعا لهواه مقصرا في البحث عن معرفة ما يبغض عليه

_ ٍفإن كثيرا من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق وهذا الظن خطأ قطعا وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه فهذا الظن قد يخطئ ويصيب

_ وقد يكون الحامل على الميل مجرد الهوى أو الإلف أو العادة، وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله

_ فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه ويتحرز في هذا غاية التحرز وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهى عنه من البغض المحرم

_ ** _ وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له وهو

أن كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه، موضوعا عنه خطؤه فيه، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله، بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والى من يوافقه ولا عادى من خالفه، ولا هو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه، وليس كذلك، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده، وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ، وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق فافهم هذا فإنه مهم عظيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. ا. هـ 1

الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

قال رحمه الله:

ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه وإن كان من أولياء الله المتقين

ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين:

وكلا هذين الطرفين فاسد

والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا

ومن سلك 1) طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه 2) وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه بل في بره وكونه من أهل الجنة بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه وأعطى الحق حقه فيعظم الحق ويرحم الخلق

ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات فيحمد ويذم ويثاب ويعاقب ويحب من وجه ويبغض من وجه

هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم وقد بسط هذا في موضعه.ا. هـ2

وقال رحمه الله:

وكثير من الناس فيهم من الغلو في شيوخهم من جنس ما في الشيعة من الغلو في الأئمة. ا.هـ2

و قال:

يمتنع مع العلم والعدل في كل اثنين أحدهما أكمل من الآخر في فن أنْ يُقَرَّ بِمَعْرِفَةِ ذلكَ الفَنِّ للمفضولِ دون الفاضلِ وقولنا مع العلمِ والعدلِ لأنَّ الظالمَ يفضلُ المفضولَ مع علمهِ بأنه مفضولٌ، والجاهلُ قد يعرفُ المفضولَ ولا يعرفُ الفاضلَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير