( ... وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله وأعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها وأئمتهم فقهاء فيها وأهل معرفة بمعانيها واتباعا لها تصديقا وعملا وحبا وموالاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها ... )
وقال أيضاً:
( ... وأما التعصبُ لأمرٍ من الامورِ بلا هدى من الله؛ فهو من عمل الجاهلية، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ... )
وقال أيضاً كلاماً رائعاً ـ رحمهُ الله ـ:
( ... وإذا كان الرجلُ متبعاً لأبى حنيفةَ أو مالكٍ أو الشافعي أو أحمدَ، ورأى فى بعض المسائل أن مذهبَ غيره أقوى؛ فاتبعه كان قد أحسن فى ذلك، ولم يقدح ذلك فى دينه ولا عدالته بلا نزاع.
بل هذا أولى بالحق، وأحب إلى الله ورسوله ممن يتعصب لواحد معين غير النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، كمن يتعصب لمالك أو الشافعي أو أحمد أو أبي حنيفة ويرى أن قول هذا المعين هو الصواب الذى ينبغى إتباعه دون قول الإمام الذى خالفه .. )!
وقال ـ رحمه الله ـ:
( .. ومن تعصب لواحد بعينه من الأئمة دون الباقين فهو بمنزلة من تعصب لواحد بعينه من الصحابة دون الباقين، كالرافضي الذى يتعصب لعلى دون الخلفاء الثلاثة وجمهور الصحابة وكالخارجي الذى يقدح فى عثمان وعلى رضى الله عنهما فهذه طرق اهل البدع والأهواء الذبن ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أنهم مذمومون خارجون عن الشريعة والمنهاج الذى بعث الله به رسوله فمن تعصب لواحد من الأئمة بعينه ففيه شبه من هؤلاء سواء تعصب لمالك أو الشافعى أو أبى حنيفة او أحمد أو غيرهم ثم غاية المتعصب لواحد منهم أن يكون جاهلا بقدره فى العلم والدين وبقدر الآخرين فيكون جاهلا ظالما والله يأمر بالعلم والعدل وينهى عن الجهل والظلم ...
قال شيخ الإسلام:
وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون. ا.هـ
قال شيخ الإسلام:
" فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله وسنة رسوله وما اتفقت عليه الأمة فهذه الثلاثة هي أصول معصومة وما تنازعت فيه الأمة ردوه إلى الله والرسول وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو الى طريقته ويوالي عليها ويعادي غير النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينصب لهم كلاماً يوالى عليه ويعادي غير كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً او كلاماً يفرقون به بين الأمة يوالون على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون. ا.هـ.4
أبي شامة المقدسي رحمه الله:
ومما يتعجَّب منه أيضا من هؤلاء أنَّهم يرون مصنَّفات الشَّيخ أبي إسحاق وغيره مشحونة بتخطئة المزنيِّ وغيره من الأكابر فيما خالفوا فيه مذهبهم، فلا تراهم ينكرون شيئا من هذا، فإن اتفق أنَّهم يسمعون أحدا يقول: " أخطأ الشيخ أبو إسحاق في كذا بدليل كذا وكذا " انزعجوا وغضبوا وأنكروا ورأوا أنه قد ارتكب كبيرا من الإثم، فإن كان الأمر كما ذكروا فالَّذي ارتكبه أبو إسحاق أعظم، فما لهم لا ينكرون ذلك ولا يغضبون منه، لولا قلَّة العلم وكثرة جهلهم بمراتب السَّلف رضي الله عنهم ... 5
ابن القيِّم رحمه الله تعالى:
قال رحمه الله، السبب الثالث:
أن يعزو المتأول تأويله وبدعته إلى جليل القدر نبيه الذكر من العقلاء أو من آل البيت النبوي أو من حل له في الأمة ثناء جميل ولسان صدق ليحليه بذلك في قلوب الأغمار والجهال فإن من شأن الناس تعظيم كلام من يعظم قدره في نفوسهم وأن يتلقوه بالقبول والميل إليه وكلما كان ذلك القائل أعظم في نفوسهم كان قبولهم لكلامه أتم حتى إنهم ليقدمونه على كلام الله ورسوله ويقولون هو أعلم بالله ورسوله منا
¥