تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رأيت أخي -رحمه الله - في منام ينظر إلي مكتبته ويقول أنا لست حزين علي فراق الدنيا و لكني حزين علي فراق الكتب

جاء في كتاب المشوق إلى القراءة وطلب العلم صـ 41 و 42 ــفحة:

* مع الكتب حتى في الجنَّة

ذكر ابنُ رجب في ((ذيل الطبقات)) [1] عن ابنِ الجوزي أنه قال عن الإمام أبي العلاء الهَمَذَاني الحافظ ت (569): ((بلغني أنه رُئيَ في المنام في مدينةٍ جميع جدرانها من الكتب، وحوله كتب لا تُحَدّ وهو مُشْتَغل بمطالعتها. فقيل له: ما هذه الكتب؟! قال: سألتُ الله أن يُشغلني بما كنتُ أشتغل به في الدنيا، فأعطاني)).

ومما يدلك على عظيم شَغَفه بالكتب، وبذله في تحصيلها كلَّ نفيس حتى داره التي يسكنها!! ما في كتاب ابن رجب عن الإمام طلحة العَلْثي قال: ((بِيْعت كتبُ ابنِ الجواليقي في بغداد، فحضرها الحافظُ أبو العلاْ الهَمَذَاني، فنادَوا على قطعةٍ منها: ستين دينارًا، فاشتراها الحافظ أبو العلاء بستين دينارًا، والإنظار من يوم الخميس إلى يوم الخميس.

فخرج الحافظ، واستقبل طريقَ هَمَذَان، فوصل، فنادى على دارٍ له، فبلغت ستين دينارًا.

فقال: بيعوا. قالوا: تبلغ أكثر من ذلك. قال: بيعوا. فباعوا الدار بستين دينارًا فقَبَضَها، ثم رجع إلى بغداد. فدخلها يوم الخميس، فوفَّى ثمنَ الكتب، ولم يشعر أحدٌ بحالِهِ إلا بعد مُدَّة)) اهـ.

ومما يُؤثر -أيضًا- في بيع العلماء بيوتهم من أجل شراء الكتب، ما ذكره ابن رجبٍ -أيضًا- في ((ذيل الطبقات)) [2] في ترجمة العلامة النحوي عبدالله بن أحمد المعروف بابن الخشَّاب ت (567) عن ابنِ النجار قال:

إنه لم يَمُت أحدٌ من أهل العلم وأصحاب الحديث، إلا وكان يشتري كتبه كلَّها، فحصلت أُصول المشايخ عنده.

وذَكَرَ عنه: أنه اشترى يومًا كتبًا بخمس مئة دينارٍ ولم يكن عنده شيءٌ، فاستمهلهم ثلاثة أيامٍ، ثم مضى ونادى على داره، فبلغت خمس مئة دينار، فَنَقَد صاحبَها وباعه بخمس مئة دينار، ووفَّى ثمن الكتب، وبقيت له (لصاحب الكتب) الدار [3].


[1] (1/ 328)، ووقع فيه: ((الهمداني)) بالدال المهملة، وهو خطأ.

[2] (1/ 319).

[3] إلا أنهم ذكروا في ترجمته أمورًا تُخِل بقاموس العلم.
* فذكر ياقوت في ((إرشاد الأريب)): (12/ 51): أنه كان إذا حَضَر سوق الكُتُبِ، وأراد شِراء كتابٍ، غَافَل الناسَ وقطعَ منه ورقةً، وقال: إنه مقطوع ليأخذَه بثمنٍ بخسٍ!.

وذكر ذلك الذهبي في ((السير)): (20/ 527)، قال: ولعلَّه تاب. وذكر منامًا!.
* وذكر ياقوت -أيضًا- أنه كان إذا استعار من أحدٍ كتابًا وطالبه به، قال: دَخَلَ بين الكُتُب فلا أقدر عليه!!.

* وأشار السمعاني إلى مجمل ذلك، فقال: ((وجمع الأصول الحِسَان من أيِّ وجهٍ اتفق له)) وزاد: وكان يضنّ بها!!.

إلا أن القِفْطي في ((إنباه الرواة)): (2/ 101) ذم مُقْتنيات ابن الخشَّاب من الكتب فقال: ((وكان لا يقتني من الكتب إلا أردأها صورة، وأرخصها ثمنًا))، وهذا مخالف لما سبق!.

أقول: فلهذه الأمور مجتمعةٍ= تحايله في تحصيل الكتب، وجحْده العارِيَّة، وضَنِّه بالكتب على أهلها= تفرَّقت بعدَه، وبِيعَ أكثرها، ولم يبق إلا عُشرها.

ووصفها القِفْطي بقوله: ((وكانت له دار عتيقة ... وله منها صُفَّة كبيرة منفردة، وبها بواري قَصَبٍ مفروشة، وفي صدرها ألواح من الخشب، مرصوص عليها كتب له، أقامت عِدَّة سنين ما أُزيل عنها الغُبار، وكانت تلك البواريّ قد استترت بما عليها من التراب، يقعد في جانب منها، والباقي على تلك الحالة. وقيل: إن الطيور عششت فوق الكتب وفي أثنائها)) اهـ. ((إنباه الرواة)): (2/ 100).

وما فعله ابنُ الخشَّاب، يُعد من مسوِّغات ذِكْرِه بما يكره، ولا يُعَدّ ذلك غيبة، بل هو نصيحة واجبة، كما نبّه عليه السخاوي في ((الإعلان بالتوبيخ)): (ص/ 88).

ـ[أبومحمد والبراء]ــــــــ[08 - 10 - 08, 03:20 م]ـ
وهذا كلام للشيخ عبدالكريم الخضير بخصوص هذا الموضوع

((وكم ندمنا على فوائد مرت بنا ولم" نحفظها" أو قال لم "نكتبها"

ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[09 - 10 - 08, 02:18 ص]ـ
وما فعله ابنُ الخشَّاب، يُعد من مسوِّغات ذِكْرِه بما يكره، ولا يُعَدّ ذلك غيبة، بل هو نصيحة واجبة، كما نبّه عليه السخاوي في ((الإعلان بالتوبيخ)): (ص/ 88).

أي نصيحة والرجال قد مات!!!! رحمه الله ..

والله هو أفضل من العرب الذين لايقرؤون!!؟؟؟ وان فعل مافعل ....

وأنا من ناحية كون كتبه دفنت بالتراب لاألومه،، فأنا عندي كتابين أتعب عند مسح كل واحد،،
الله المستعان،،

ربنا اغفر لنا وله ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير