[ليكم اخوتي]
ـ[معاد الجزائري]ــــــــ[08 - 05 - 08, 05:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أضع بين أيديكم وصية الألبيري لأبنه ..
..
القصيدة:-
تفت فؤادك الأيام فتاوتنحت جسمك الساعات نحتا
وتدعوك المنون دعاء صدقألا يا صاح أنت أريد أنتا
أراك تحب عرسا ذات خدرأبتَّ طلاقها الأكياس بتا
تنام الدهر ويحك في غطيطبها حتى إذا مت انتبهتا
فكم ذا أنت مخدوع وحتىمتى لا ترعوي عنها وحتى
أبا بكر دعوتك لو أجبتاإلى ما فيه حظك لو عقلتا
إلى علم تكون به إمامامطاعاً إن نهيت وإن أمرتا
ويجلو ما بعينك من غشاهاويهديك الطرق إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجاويكسوك الجمال إذا عريتا
ينالك نفعه ما دمت حياويبقى ذكره لك إن ذهبتا
هو العضب المهند ليس ينبوتصيب به مقاتل من أردتا
وكنز لا تخاف عليه لصاخفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منهوينقص إن به كفا شددتا
فلو قد ذقت من حلواه طعمالآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌولا دنيا بزخرفها فُتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق روضٍولا دنيا بزينتها كلفتا
فقوت الروح أرواح المعانيوليس بأن طعمت ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجد فيهفإن أعطاكه الله انتفعتا
وإن أعطيت فيه طويل باعٍوقال الناس إنك قد علمتا
فلا تأمن سؤال الله عنهبتوبيخ: علمتَ فما عملتا
فرأس العلم تقوى الله حقاوليس بأن يقال لقد رأستا
وأفضل ثوبك الإحسان لكننرى ثوب الإساءة قد لبستا
إذا ما لم يفدك العلم خيرافخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍفليتك ثم ليتك ما فهمتا
ستجني من ثمار العجز جهلاوتصغر في العيون إذا كبرتا
وتُفقد إن جهلت وأنت باقوتوجد إن علمت ولو فُقدتا
وتذكر قولتي لك بعد حينإذا حقا بها يوما عملتا
وإن أهملتها ونبذت نصحاوملت إلى حطام قد جمعتا
فسوف تعض من ندم عليهاوما تغني الندامة إن ندمتا
إذا أبصرت صحبك في سماءقد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
فراجعها ودع عنك الهوينىفما بالبطء تدرك ما طلبتا
ولا تختَل بمالك والهُ عنهفليس المال إلا ما علمتا
وليس لجاهل في الناس مغنولو مُلك العراق له تأتا
سينطق عنك علمك في ملاءٍويكتب عنك يوما إن كتمتا
وما يغنيك تشييد المبانيإذا بالجهل نفسك قد هدمتا
جعلت المال فوق العلم جهلالعمرك في القضية ما عدلتا
وبينهما بنص الوحي بونستعلمه إذا طه قرأتا
لئن رفع الغني لواء ماللأنت لواء علمك قد رفعتا
لئن جلس الغني على الحشايالأنت على الكواكب قد جلستا
وإن ركب الجياد مسوماتلأنت مناهج التقوى ركبتا
ومهما افتض أبكار الغوانيفكم بكر من الحِكم افتضضتا
وليس يضرك الإقتار شيئاإذا ما أنت ربك قد عرفتا
فماذا عنده لك من جميلإذا بفناء طاعته أنختا
فقابل بالقبول لنصح قوليفإن أعرضت عنه فقد خسرتا
وإن راعيته قولا وفعلاوتاجرت الإله به ربحتا
فليست هذه الدنيا بشيءٍتسوؤك حقبة وتسر وقتا
وغايتها إذا فكرت فيهاكفيئك أو كحلمك إذ حلُمتا
سجنتَ بها وأنت لها محبفكيف تحب ما فيه سجنتا
وتطعمك الطعام وعن قريبستطعم منك ما فيها طعمتا
وتعرى إن لبست بها ثياباوتكسى إن ملابسها خلعتا
وتشهد كل يوم دفن خلكأنك لا تراد لما شهدتا
ولم تخلق لتعمرها ولكنلتعبرها فجد لما خلقتا
وإن هدمت فزدها أنت هدماوحصن أمر دينك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات منهاإذا ما أنت في أخراك فزتا
فليس بنافع ما نلت منهامن الفاني إذا الباقي حرمتا
ولا تضحك مع السفهاء يومافإنك سوف تبكي إن ضحكتا
ومن لك بالسرور وأنت رهنوما تدري أتُفدى أم غللتا
وسل من ربك التوفيق فيهاوأخلص في السؤال إذا سألتا
وناد إذا سجدت له اعترافابما نادا ذو النون ابن متى
ولازم بابه قرعا عساهسيفتح بابه لك إن قرعتا
وأكثر ذكره في الأرض دأبالتُذكر في السماء إذا ذكرتا
ولا تقل الصبا فيه امتهالونكر كم صغير قد دفنتا
وقل يا ناصحي بل أنت أولىبنصحك لو لفعلك قد نظرتا
تقطعني على التفريط لوماوبالتفريط دهرك قد قطعتا
وفي صغري تخوفني المناياوما تدري بحالك حيث شختا
وكنت مع الصبا أهدى سبيلافما لك بعد شيبك قد نكثتا
وها أنا لم أخض بحر الخطاياكما قد خضته حتى غرقتا
ولم أشرب حُميا أم دفرٍوأنت شربتها حتى سكرتا
ولم أنشأ بعصر فيه نفعوأنت نشأت فيه وما انتفعتا
ولم أحلل بواد فيه ظلموأنت حللت فيه وانتهكتا
لقد صاحبتَ أعلاما كباراولم أرك اقتديت بمن صحبتا
¥