تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الذهبي رحمه الله (ورحل الإمام بقي بن مخلدٍ رحمه الله على قدميه من الأندلس إلى بغداد لأجل ملاقاة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وطلب العلم على يديه، قال بقيّ: فلما اقتربت من بغداد وصل إليّ خبر محنة الإمام أحمد وعلمت أنه ممنوع من الاجتماع بالناس وتدريسهم فاغتممت لذلك كثيراً فلما وصلت إلى بغداد وضعت متاعي في غرفةٍ ثم خرجت أبحث عن منزل أحمد بن حنبل فدُللت عليه فطرقت الباب ففتح لي الباب الإمام أحمد نفسه، فقلت: يا أبا عبد الله: رجل غريب الدار وطالبُ حديث ومقيد سُنة ولم تكن رحلتي إلا إليك، فقال لي ادخل ولا يراك أحد، فسألني وقال: أنا ممتحنٌ وممنوع من التدريس والتعليم، فقلت له: أنا رجلٌ غريب فإن أذنت لي آتيك كل يوم في لباس الفقراء والشحاذين وأقف عند دارك وأسأل الصدقة والمساعدة فتخرج إليّ وتحدثني ولو بحديث واحد، فقال بقي: فكنت آتي كل يوم فأقف على الباب وأقول: الأجر رحمكم الله، فكان أحمد يخرج إليّ ويُدخلني الممر ويحدثني بالحديثين والثلاثة وأكثر حتى اجتمع لي قُرابة ثلاث مئة حديث، ثم إن الله رفع الكربة عن الإمام أحمد وانتشر ذكره فكنت إذا أتيت الإمام أحمد بعد ذلك وهو في حلقته الكبيرة وحوله طلاب العلم كان يُفسح لي مكاناً ويقربني منه ويقول لأصحاب الحديث: هذا يقع عليه اسم طالب العلم) سير اعلام النبلاء للذهبي (13/ 292)

قال الفرّاء رحمه الله (لا أرحم أحداً كرحمتي لرجلين: رجل يطلب العلم ولا فهم له ورجل يفهم ولا يطلبه، وإنّي لأعجب ممّن في وسعه أن يطلب العلم ولا يتعلم) جامع بيان العلم لابن عبد البر (1/ 103)

خاتمة:

عشنا فيما سبق مع بعض الطرق للتحمس لطلب العلم الشرعي وها هي مئات الكتب الشرعية بين أيدينا تنادينا وها هي حلقات العلم ومجالس الذكر في المساجد وغيرها تدعونا إليها لنحضرها فلنبدأ رجالاً ونساءً بالسير في طريق طلب العلم الشرعي وعلينا بالاجتهاد والبذل والتضحية في سبيل تحصيل العلم الشرعي وعلينا بالمسابقة والمسارعة والتنافس كما فعل سلفنا الصالح رحمه الله.

وقبل الختام ..

أذكر لكم إحد الهمم في سبيل الحصول على طلب العلم موقف غاية في التأثير

قال هشام بن عمار رحمه الله: باع أبي بيتاً بعشرين ديناراً وجهزني للحج فلما وصلت المدينة أتيت مجلس الإمام مالك رحمه الله وهو جالس في مجلسه في هيئة الملوك والناس يسألونه وهو يجيبهم فلما حان دوري قلت له: حدثني فقال لا، بل اقرأ أنت فقلت لا بل حدثني، فلما راددته وجادلته غضب وقال: يا غلام تعال أذهب بهذا فاضربه خمسة عشر،

قال: فذهب بي فضربني ثم ردني إلى مالك

فقلت:قد ظلمتني فإن أبي باع منزله وأرسلني إليك أتشرف بالسماع منك وطلب العلم على يديك، فضربتني خمسة عشر دُرّة بغير جرم، لا أجعلك في حل،

فقال مالك، فما كفارة هذا الظلم؟

فقلت كفارته أن تُحدثني بخمسة عشر حديثاً،

فقال هشام: فحدثني مالك بخمسة عشر حديثاً فلما انتهى منها قلت له: زد في الضرب وزد في الحديث،

فضحك مالك وقال لي: اذهب وانصرف) من كتاب معرفة القراء الكبار للذهبي (1/ 196)

إذا رأيت شباب الحي قد نشؤوا

لا يحملون قلال الصبر والورقا

ولا تراهم لدى الأشياخ في حلق

يعون من صالح الأخبار ما اتسقا

فعد عنهم ودعهم إنهم .. قد بدلوا بعلو الهمة الحمقا

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ـ[سلطان القرني]ــــــــ[27 - 05 - 08, 03:37 م]ـ

أسأل الله أن ينفعني وجميع طلاب العلم بهذا الكلام النفيس

اختيار موفق

جزاكم الله خيرا،،،

ـ[ابوعمرالسلفي]ــــــــ[27 - 05 - 08, 07:56 م]ـ

واحسرتاه علي اناس قد عبد لهم طريق الطلب وهم مفرطون فاللهم اجعلنا مثلهم

ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[28 - 05 - 08, 10:50 م]ـ

يالله لقد صرنا في رغدٍ عن العلم


إن الطريق إلى الله واضحة مستقيمة، ما يتردد ولا يتلكأ فيها إلا الذي لا يعرفها، أو يعرفها ويتقي متاعبها، والطرق شتى، طريق الحق واحدة:

والسالكون طريق الحق أفذاذ.

فبادر وسر إلى الله بهمِّة الحازم، فإنما هو شبر بذارع، وذراع بباع، ومشي بهرولة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير