تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يدي ربه -جل وعلا- فقرأ الفاتحة ثم قرأ البقرة ثم قرأ النساء ثم آل عمران ثم ركع، يرتل -عليه الصلاة والسلام- يقرأ القرآن على الوجه المأمور به، ويردد ويسأل ويستعيذ ويتأمل ويتدبر فخمس أكثر من خمسة أجزاء تحتاج إلى كم من الوقت؟ وهل نقول إنه ما صلى إلا ركعة واحدة؟ صلى -عليه الصلاة والسلام- نعم لم يحفظ عنه أنه قام ليلة كاملة إلا ما ذكر في العشر الأواخر من رمضان أنه إذا دخلت العشر شد المئزر واعتزل أهله، وأحيا ليله، وأما ما عدا ذلك فهو يخلطه بقيام ونوم، لكن قراءة خمسة أجزاء على الوجه المأمور به لا تقل عن ساعتين، ثم ركع ركوعاً طويلاً نحواً من قيامه، ثم سجد سجوداً طويلاً نحواً من ركوعه وهكذا، يعني الصلاة على هذا الوجه، وعلى هذه الطريقة من يطيقها؟ من يطيقها؟ لا نقرن هذا بالبدن وقوة البدن أبداً، لا علاقة بين هذا الفعل وبين قوة البدن وضعفه، تجد الشاب في الثلاثين من عمره عنده استعداد أن يحمل مائتي كيلو ويجري بها، يعني بعض الناس عنده قدرة، وعنده قوة، لكن إذا صف خلف الإمام تجده يراوح بين قدميه، تتعب هذه ثم يرفعها ثم .. ، والإمام ماذا يقرأ؟ إذا قرأ عشر آيات قالوا: طول، فلا ارتباط للبدن مع تحمل هذه العبادات الطويلة، إنما العلاقة بين في هذه العبادات إنما هي للقلب فقط، القلب السليم هو الذي يحمل البدن، هو الذي يحمل البدن، والشيخ الكبير الذي جاوز المائة يصلي التهجد خلف إمام قراءته متوسطة؛ لأن بعض الأئمة يتشجع المأموم إذا صلى خلفه لحسن صوته، هذا قراءته متوسطة، والشيخ معتمد على عصاه جاز المائة، والإمام يقرأ في كل تسليمة جزء من القرآن، في كل تسليمة يقرأ جزء، وهؤلاء أدركناهم اللي يقرؤون في الجزء بالتسليمة، لكن الآن كثير من الأئمة ورقة واحدة، في التهجد ورقة، وأما بالنسبة للتراويح فأقل، بعضهم نصف وجه، ربع ورقة، سئلنا سؤال حقيقي ما هو بافتراضي، إمام يسأل عن آية الدين هل يجوز قسمها بين الركعتين؟ آية الدين، والله المستعان، هذا الشيخ الذي جاوز المائة يعتمد على عصاه ويصلي خلف إمام قائماً يقرأ في التسليمة جزء من القرآن وصوته لا يشجع لما خفف الإمام في التسليمة الأخيرة لأنه سمع مؤذناً؛ لأنه إذا سمع المؤذن معناه أن المسجد انتهى من صلاة التهجد هذا الأذان الأول، خفف، لما سلم استلمه هذا الشيخ الكبير يوبخه ويؤنبه، ويقول: لما جاء وقت اللزوم يعني بتعبيره فهو عامي أو شبه عامي، لما جاء وقت اللزوم يعني هذا أهم الأوقات خففت؟! والآن تجد المساجد التي عرف أئمتها بالتخفيف تمتلئ من الناس، نعم الناس كثير منهم بحاجة إلى ما يعنيهم، لكن ليس إلى هذا الحد، يتلاعب الناس بالقرآن، يسأل عن آية الدين هل تقسم وإلا ما تقسم؟ والإمام مطلوب بالتخفيف، مطلوب بمراعاة المأمومين، لكن مثل التهجد في العشر الأواخر من رمضان ظرف لا يعوض، والله المستعان.

شخص بالمقابل شخص كبير زاد على الثمانين يقولون: له أكثر من عشر سنوات أو قالوا: عشرين شككت، ما صلى قائماً، يصلي وهو جالس، لما جاء يوم العيد وجاءت العرضة أظن أكثر من ساعة وهو يعرض قائماً بيده السيف، قالوا: يا فلان أما تتقي الله تصلي جالس وهذا .. ؟ قال: والله ما أدري ما الذي حملني؟ {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [(4) سورة الليل] يعني هذه صورة وهذه صورة وكلها موجودة في المجتمع، فما الذي تختاره لنفسك؟ المخلص في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجوه من الثواب، ويهون عليه ترك المعاصي لما يخشى من سخط الله وعقابه ومع ذلك يعينه الله -جل وعلا- على تحقيق ما يريد من أمور الدين والدنيا.

التوحيد يخفف على العبد المصائب:

تحقيق التوحيد يخفف على العبد المكاره، ويهون عليه المصائب، فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان يتلقى هذه المصائب وهذه المكاره وهذه الآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة لماذا؟ لأنها كلما عظمت المصيبة وعظم الألم زاد الأجر، فإذا كان يرجو ثواب الله وثواب الله نصب عينيه، كما يفعل في تجارة الدنيا، تجده يتعب الليل والنهار من أجل أن يكثر الكسب، ويتحمل هذه المشاكل، وذكر أن بعض كبار التجار يسهرون في بعض البنوك أمام الشاشات الليل كله، ويلاحظون إذا طلعت وإذا نزلت، وهذه حبة سكر، وهذه حبة ضغط، وهذه ما أدري إيش؟ يناظر الشاشات إذا ارتفع كذا وإذا نزل انخفض كذا، يعني بالله هل هذا أسهل أو صلاة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير