تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي.

قالت: فم يزل يبكي، حتى بل حِجرهُ!

قالت: وكان جالساً فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته!

قالت: ثم بكى حتى بل الأرض! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: " أفلا أكون عبداً شكورا؟! لقد أنزلت علي الليلة آية، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها! {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ …} الآية كلها [آل عمران / 190] " رواه ابن حبان (2/ 386) وغيره، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " (1468)، وفي " الصحيحة " (68).

عن أنس رضي الله عنه قال: شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر فرأيت عينيه تدمعان، فقال: هل فيكم من أحد لم يقارف الليلة؟ فقال أبو طلحة: أنا، قال: فانزل في قبرها، فنزل في قبرها فقبرها. رواه البخاري (1225).

وبكى شفقة على أمته.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني} الآية [إبراهيم / 36] وقال عيسى عليه السلام {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة / 118] فرفع يديه وقال - اللهم أمتي أمتي - وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال - وهو أعلم - فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك. رواه مسلم (202).

عن عبد الله بن عمرو بن العاص - أيضاً - قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكد يركع ثم ركع فلم يكد يرفع ثم رفع فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك ثم نفخ في آخر سجوده فقال: أف أف، ثم قال: رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم؟ ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون؟ ونحن نستغفرك، فلما صلى ركعتين انجلت الشمس فقام فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله تعالى. رواه أبو داود (1194) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود " (1055) لكن بذكر الركوع مرتين كما في الصحيحين.

بكاء الصحابة

عن أنس رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال: " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً "، فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين، وفي رواية: بلَغَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء فخطب فقال: " عرضت عليَّ الجنة والنار فلم أر كاليوم من الخير والشر ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً " فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين ". رواه البخاري (4345)، والرواية الثانية لمسلم (2359) والخنين: هو البكاء مع غنّة.

قال ابن حجر:

المراد بالعلم هنا: ما يتعلّق بعظمة الله وانتقامه ممّن يعصيه، والأهوال التي تقع عند النزع والموت وفي القبر ويوم القيامة.

وعن أبي سفيان عن أشياخه قال: قدم سعد على سلمان يعوده، قال: فبكى، فقال سعد: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض وترد عليه الحوض وتلقى أصحابك، فقال: ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهداً قال: " لتكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب " وحولي هذه الأساود قال وإنما حوله إجانة وجفنة ومطهرة فقال يا سعد اذكر الله عند همك إذا هممت وعند يديك إذا قسمت وعند حكمك إذا حكمت.

رواه الحاكم (4/ 353) وقال صحيح الإسناد – قال المنذري -: كذا قال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير