يأتي الشخص إلى الشخص يقول له: والله، عندي كربة، فيجده يحقق معه فيقول له: ما هي كربتك؟ قال: والله، زوجتي مريضة. قال له: طيب لماذا والدك لا يعطيك؟ قال: والله، ظروف أبي كذا وكذا، قال له: طيب لماذا أخوك لا يعطيك؟ قال له: والله، ظروفه كذا وكذا، قال له: طيب لماذا لا تصرف من راتبك؟ قال له: والله ظروفي كذا وكذا، فأباح له سر أبيه وأمه وإخوته وأخوانه المسكين يظن أنه سيعطيه وإذا بالنهاية يقول له: لا أستطيع، ثم بعد ذلك يجر ذيله إلى نار جهنم، ويمشي إليها بقدميه، لكي يحدث أن فلانا أبوه لا يعطيه وأمه تفعل به وزوجته فيها كذا وكذا، ويمسي ويصبح الرجل وإذا بسِرّه قد فشا بين الناس، من المسؤول أمام الله؟!
إنها الألسن الخائنة والقلوب التي لا تعظم الحرمة.
إن من الناس من غيب في قلبه الأسرار وعاهد الله لو ضربت رقبته ما أفشى منها سرا.
وإن من الناس من إذا ائتمنته على السر كان كسرّه، وإذا أطلعته على العيب كان كعيبه، وإذا أخبرته بالعورة كانت كعورته، أولئك الأمناء الشرفاء الرفعاء، أولئك الذين يخافون الله ويرجون لقاءه سبحانه وتعالى.
فعلى المسلم أن يحذر من عيوب المسلمين، أنت في وظيفتك لما تجلس على مكتبك، وتأتيك أسرار المسلمين، قد يكون الشخص رجل هيئة، قد يكون في قضاء، قد يكون في فتوى.
وأذكر يوما من الأيام أن الوالد –رحمه الله- استوقفه رجل بعد أن خرج من المسجد في مسألة، وحصل بينهم شجار وأخذ وعطاء، حتى علت أصواتهم فجئت مع الوالد أكثر من مرة أحاول معه، وكنت أريد أن أتعلم وقلت له: يا أبتِ ماذا حصل؟ فيضغط على يدي، وعمري تسع سنوات وأنا معه، يقول: يا بني، أسرار المسلمين لا تكشف ولا تبحث عنها.
أسرار المسلمين الإنسان إذا استفتي تكون إمام مسجد وعندك عورات المسلمين يأتيك من يستفتيك ويسألك لو تضرب رقبتك لا تفشي سرا منها.
اتق الله عز وجل تكون قاضيا والناس يختصمون إليك، فتُذكر العورات والسوءات والله اليوم جاني فلان وفعل وقال، ويل لمن أفشى أسرار المسلمين ولم يتق الله في عوراتهم، على هؤلاء أن يتقوا الله عز وجل والأمر أعظم مما يتصوره الإنسان، لو أنه جلس مع أخيه فالتفت فعندها كانت الأمانة، فنسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يعيننا على أداء الأمانة، وأن يعيذنا من الخيانة، فإنها بئست البطانة. والله –تعالى- أعلم.
ـ[عادل علي]ــــــــ[06 - 06 - 08, 06:04 م]ـ
سبحان الله
كلام الشيخ دائما يدخل الى القلب
جزاك الله خير
ـ[أبو العباس الجنوبى]ــــــــ[06 - 06 - 08, 07:14 م]ـ
نسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يعيننا على أداء الأمانة، وأن يعيذنا من الخيانة، فإنها بئست البطانة.
.....
ـ[أم معين]ــــــــ[08 - 06 - 08, 01:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ورضي عنكم وأرضاكم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[08 - 06 - 08, 02:10 ص]ـ
فضيلة الشيخ: نريد من سماحتكم التوجه للنصيحة إلى بعض الذين ابتلوا بإفشاء أسرار الدين الذين طلبوا منهم الدَّين إن لم ينالوا منهم. وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
بسم الله. الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
نريد من سماحتكم ومن العلامة فلان –اتقوا الله يا إخوان- والإنسان يشفق على أخيه، وهذه الكلمة أنا أحبذ أن تكون للعلماء الكبار ممن لهم قدم راسخة في العلم، فيخص بها العلماء الأجلاء أفضل، وهذه والله أقولها من قلبي، لا يضرك الناس إن رفع الله قدرك، ولن يرفعك الناس إن وضع الله قدرك.
ما الجاه إلا الجاه عند الله الجاه عند الله خير جاه
.
كما عهدناه مربي والشي من معدنه غير مستغرب
الله يحفظه ويبارك فيه ويختم لنا وإياه بالصالحات
ـ[أبوخالد]ــــــــ[24 - 08 - 10, 02:57 م]ـ
ألا يوجد لها مقطع صوتي؟