تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا شك أن الأغبياء لا يصنعون التاريخ؛ ولكن الذكاء أمر نسبييختلف فيه الناس ويتفاوتون، وحكم الناس غالباً على الذكاء الظاهر، بينما هناكقدرات خفية خارقة لا يراها الناس؛بل قد لا يدركها صاحبها إلا صدفة، أو عندما يصرعلى تحقيق هدف ما؛ فسرعان ما تتفجر تلك المواهب مخلفة وراءها أعظمالانتصارات، الأمجاد. إن كل الناس يعيشون أحلام اليقظة، ولكن الفرق بين العظماءوغيرهم: أن أولئك العظماء لديهم القدرة، وقوة الإرادة والتصميم على تحويل تلكالأحلام إلى واقع ملموس، وحقيقة قائمة، وإبراز ما في العقل الباطن إلى شيء يراهالناس، ويتفيئون في ظلاله.

إن من أهم معوقات صناعة الحياة: الخوف من الفشل،وهذا بلاء يجب التخلص منه، حيث إن الفشل أمر طبيعي في حياة الأمم، والقادة، فهلرأيت دولة خاضت حروبها دون أي هزيمة تذكر؟!

وهل رأيت قائداً لم يهزم في معركةقط؟!

والشذوذ يؤكد القاعدة، ويؤصلها، ولا ينقضها.

إن من أعظم قادةالجيوش في تاريخ أمتنا – خالد بن الوليد – سيف الله المسلول، وقد خاض معارك هزمفيها في الجاهلية، والإسلام، ولم يمنعه ذلك من المضي قدماً في تحقيق أعظمالانتصارات، وأروعها.

ومن أعظم المخترعين في التاريخ الحديث؛مخترع الكهرباء) أديسون) وقد فشل في قرابة ألف محاولة؛ حتى توصل إلى اختراعه العظيم، الذي أكتبلكم هذه الكلمات في ضوء اختراعه الخالد.

وقد ذكر أحد الكتاب الغربيين؛ أنه لايمكن أن يحقق المرء نجاحاً باهراً حتى يتخطى عقبات كبرى في حياته.

إن الذينيخافون من الفشل النسبي، قد وقعوا في الفشل الكلي الذريع (أَلا فِي الْفِتْنَةِسَقَطُوا) (التوبة: من الآية49)

ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر

إن البيئة شديدة التأثير على أفرادها؛ حيث تصوغهم ولا يصوغونها (إِنَّاوَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى) (وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْمُقْتَدُونَ) (الزخرف: من الآية23)، ولذلك فهي من أهم الركائز في التقدم، أوالتخلف، والرجال الذين ملكوا ناصية القيادة والريادة؛لم يستسلموا للبيئة الفاسدةولم تمنعهم من نقل تلك البيئة إلى مجتمع يتسم بالمجد والرقي والتقدم؛ ولذلك أصبحالمجدد مجدداً؛ لأنه جدد لأمته ما اندرس من دينها وتاريخها وقد ختمت النبوة بنبينامحمد -صلى الله عليه وسلم - فلم يبق إلا المجددون والمصلحون؛ يخرجونها من الظلماتإلى النور فحري بك أن تكون أحد هؤلاء.

وأختم هذه المقالة بإشارات تفتح لكمغاليق الطريق:

1 - ذلك الكم الهائل من عمرك والذي يعد بعشرات السنين، قد تحققمن أنفاس متعاقبة وثوان متلاحقة، وآلاف الكيلو مترات التي قطعتها في حياتك؛ ليستإلا خطوات تراكمت فأصبحت شيئاً مذكوراً.

وكذلك الأهداف الكبرى؛ تتحقق رويداًرويدا، وخطوة خطوة، فعشرات المجلدات التي يكتبها عالم من العلماء، ليست إلامجموعة من الحروف ضم بعضها إلى بعض، حرفاً حرفاً؛ فأصبحت تراثاً خالداً على مرالدهور والأجيال. 2 - علو الهدف يحقق العجائب، فمن كافح ليكون ترتيبه الأول؛ يحزنإذا كان الثاني ومن كان همه دخول الدور الثاني؛ يفرح إذا لم يرسب إلا في نصفالمقررات والمواد.

وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام

منيهن يسهل عليه ما لجرح بميت إيلام

3 - الإبداع لا يستجلب بالقوة , وتوتر الأعصاب؛ وإنما بالهدوء , والسكينة وقوة الإيمان , والثقة بما وهبك الله منإمكانات، مع الصبر والتصميم , وقوة الإرادة والعزيمة؛ ولذلك فأكثر الطلاب تفوقاً؛ أكثرهم هدوءاً , وأقلهم اضطراباً عند الامتحان. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أشجع الناس، وأربطهم جأشاً، وأثبتهم جناناً، وأقواهم بأساً؛ يتقون به عند الفزعلا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً.

4 - التفكير السليم المنطقي يقود إلى النجاح،والتخطيط العلمي العملي طريق لا يضل سالكه.

وفشل كثير من المشروعات منشؤهالخطأ في طريقة التفكير، والمقدمات الخاطئة تقود إلى نتائج خاطئة.

5 - الواقعيةلا تتعارض مع تحقيق أعظم الانتصارات , والريادة في صناعة الحياة؛ بل هي ركن أساسمن أركانها، وركيزة يبنى عليها ما بعده، وعاصم من الفشل والإخفاق بإذن الله.

6 - كثير من المشكلات الأسرية , والشخصية , والاجتماعية؛ منشؤها توهم صعوبةحلها , أو استحالته. بينما قد يكون الحل قاب قوسين أو أدنى؛ ولكن الأمر يحتاج إلىعزيمة وتفكير، يبدأ من تحديد المشكلة ثم تفكيكها إلى أجزاء، ومن ثم المباشرة فيعلاج كل جزء بما يناسبه.

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين ُ) (الفاتحة:5) جماع الأمر، ومدار العمل، والقاعدة الصلبة التي بدونها تكون الحياةهباء منثوراً.أخذنا من وقتكم كثيراً، فهلموا إلى العمل والمجد والخلو.

بل استطيع مقال للشيخ ناصر العمر

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[09 - 07 - 08, 02:21 ص]ـ

للفائدة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير