تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نعم غلطنا فرجعنا فكان ماذا؟! (نماذج مشرقة)]

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 - 06 - 08, 11:39 م]ـ

قال أبو العباس المُبَرَّد: إن الذي يغلط ثم يرجع لا يعد ذلك خطأ لأنه قد خرج منه برجوعه عنه وإنما الخطأ البَيّن الذي يصر على خَطائه ولا يرجع عنه فذاك يعد كذاباً ملعوناً

&& حضر عند أبي زرعة محمد بن مسلم والفضل بن العباس المعروف بالصائغ فجرى بينهم مذاكرة فذكر محمد بن مسلم حديثا

فأنكر فضلٌ الصائغ فقال يا أبا عبد الله ليس هكذا هو

فقال كيف هو؟

فذكر رواية أخرى

فقال محمد بن مسلم بل الصحيح ما قلتُ والخطأ ما قلتَ

قال فضلٌ فأبو زرعة الحاكم بيننا

فقال محمد بن مسلم لأبي زرعة أيش (1) تقول أينا المخطئ؟

فسكت أبو زرعة ولم يجب فقال محمد بن مسلم: مالك سكتَّ تكلم

فجعل أبو زرعة يتغافل فألح عليه محمد بن مسلم وقال: لا أعرف لسكوتك معنى إن كنت أنا المخطئ فأخبر وإن كان هو المخطئ فأخبر

فقال هاتوا أبا القاسم ابن اخي فدعى به فقال اذهب وادخل بيت الكتب فدع القمطر الأول والقمطر الثاني والقطمر الثالث وعُد ستة عشر جزءا وائتني بالجزء السابع عشر

فذهب فجاء بالدفتر فدفعه إليه فأخذ أبو زرعة فتصفح الأوراق وأخرج الحديث ودفعه إلى محمد بن مسلم فقرأه محمد بن مسلم: فقال نعم غلطنا فكان ماذا؟!

مقدمة الجرح والتعديل ص337

فيها من الفوائد:

- قوة حفظ أبي زرعة وشدة استحضاره

- من أنفع طرق الحفظ الحفظ بالرسم وإدامة النظر فعلى الطالب الاعتناء بحفظ أماكن المعلومات ومظانها حتى إذا شك سهل عليه الرجوع والتأكد من حفظه

- التنبيه على آداب المذاكرة بين الأقران: تكنية القرين، نصبه حكما على نفسه وحفظه، عدم المسارعة بتخطئته، عدم الفخر بتخطئته والتعالي بذلك، بيان خطئه بطريقة لطيفة تكون أدعى لقبول الحق ألا ترى أبا زرعة أعرض وسكت أولا فلما ألح عليه جعله يقف على الخطأ بنفسه

- رجوع الراوي عن خطئه دليل على صدقه وتثبته وفضله


(1) تكلم بها العلماء والفضلاء وقيل حكيت عن العرب وقيل منحوتة فهي مقيسة لا مسموعة وعدها الجواليقي من لحن العامة

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 - 06 - 08, 11:44 م]ـ
&& قال العباس بن محمد الدُوري ثنا يحيى بن معين قال:
حضرت نُعيم بن حماد بمصر فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه قال فقرأ منه ساعة ثم قال ثنا ابن المبارك عن ابن عون فحدث عن بن المبارك عن بن عون أحاديث
قال يحيى فقلت له ليس هذا عن ابن المبارك فغضب وقال ترد علىّ
قال قلت إى والله أريد زينك
فأبى أن يرجع
قال فلما رأيته هكذا لا يرجع قلت لا والله ما سمعت أنت هذا عن ابن المبارك ولا سمعها ابن المبارك من ابن عون قط فغضب وغضب كل من كان عنده من أصحاب الحديث
وقام نعيم فدخل البيت فأخرج صحائف فجعل يقول وهى بيده:
أين الذين يزعمون أن يحيى بن معين ليس بأمير المؤمنين في الحديث نعم يا أبا زكريا غلطت وكانت صحائف فغلطت فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون وإنما روى هذه الأحاديث عن ابن عون غير ابن المبارك فرجع عنها.
الكفاية للخطيب ص146

فيها من الفوائد:
- بيان طريقة من طرق تعليل النقاد وهي حصر أحاديث الراوي مطلقا أو عن أحد شيوخه حتى إذا ظن أنه لم يفته شيئا حكم على ما لم يسمعه من حديث هذا الراوي بالخطأ وأنه لا يمكن أن يكون من حديثه ولا من حديث شيخه وفي نصوص المتقدمين أمثلة كثيرة على هذه الطريقة
- صرامة وشدة ابن معين في الحق و نقد السنن ولو مع أكابر علماء الحديث وناصري السنن
- فيه التنبيه على أسباب وقوع الخطأ في حديث الراوي وهو دخول حديث في حديث وخاصة إذا كان في صحيفة
- فيه بيان مكانة نعيم بن حماد من الحفظ والضبط فلم يكن هو من المبرزين في ذلك ألا تراه أخطأ وهو يحدث من كتاب فكيف إذا حدث من حفظه

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 - 06 - 08, 11:50 م]ـ
&& قال البَرْذَعي: ذكرت لأبي زرعة عن مسدد عن محمد بن حمران عن سَلْم بن عبد الرحمن عن سَوادة بن الربيع الخيل معقود في نواصيها فقال لي: راوي هذا كان ينبغي لك أن تكبر عليه ليس هذا من حديث مسدد كتبت عن مسدد أكثر من سبعة آلاف وأكثر من ثمانية آلاف وأكثر من تسعة آلاف ما سمعته قط ذكر محمد بن حمران.
قلتُ له: روى هذا الحديث يحيى بن عَبْدَك عن مسدد فقال: يحيى صدوق وليس هذا من حديث مسدد
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير