تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[26 - 07 - 10, 03:56 م]ـ

فضيلة الشيخ: استفدنا كثيرا جزاك الله خيرا من هذه الدورة، ولكن ما الطريق والسبيل إلى ضبط هذه المسائل. وجزاك الله خيراً؟

الجواب:

بسم الله. الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

فضبط العلم وإتقان العلم أمر مهم لطالب العلم، وكل طالب العلم يأخذ الأحكام الشرعية مبنيّة على أدلّتها من الكتاب والسنّة وإجماع العلماء -رحمهم الله- والنّظر الصحيح، ويحسن ترتيبها وإتقانها ومراجعتها وفهمها لاشكّ أنه سيبارك له في العلم -بإذن الله تعالى-. فالذي أوصي به بعد الإخلاص لله -عزوجل- أن يحرص طالب العلم على وقته، وهذه الوصية كان العلماء -رحمهم الله- والأئمة يشدّدون فيها، فرأس مال طالب العلم في الدورات وفي الدروس العلميّة أن يحفظ وقته بعده، إذا وجدت طالب العلم يأخذ العلم ويرجع إلى بيته ينكبّ عليه يحسّ أن عنده أمانة وعنده مسؤولية وأنه مسؤول عن هذا العلم بورك له في وقته، وسيرى بركة ذلك، وسيرى كيف أن الله -عز وجل- سيخرجه للأمة بالعلم النافع وكيف سيضع له القبول وكيف يتولى الله أمره؛ لماذا؟ لأنه إذا قدم الجد والاجتهاد صدق مع الله -عزوجل-، ولا يكون ذلك إلا بفضل الله ثم معرفة قيمة هذه النصوص من الكتاب والسنة وكلام العلماء، فالفضل لله ثم لأئمة الإسلام ودواوين العلم -نسأل الله بعزته وجلاله أن ينور قبورهم وأن يرفع درجاتهم وأن يجزيهم عن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- خير الجزاء- لا تضع وقتك وطالب العلم يقوم من الدورات من الدروس العلمية لكي يأخذ الكتاب أو الورقة التي سجّل فيها الملاحظات فيرمي كتابه لكي يسهر مع هذا ويجلس مع هذا ويباسط هذا فليبكِ على نفسه، ووالله، ليمرن عليه يوم يبكي بكاء الندم والحرقة على التفريط في هذا العلم النافع، والله، لا أسعد منك ولا أعز منك وأنت تسمع كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس هناك أشرف من هذا العلم الذي بين يديك، ومن ظن أن هناك أعز منه في علمه فقد ازدرى نعمة الله -عزوجل- عليه.

اعرف قيمة هذا العلم واعلم أنه أعز ما تمضي فيه وقتك، الإمام ابن عقيل الحنبلي الإمام الذي كان آية يقال: إن كتابه الفنون كان أكثر من خمسمائة مجلد، هذا العالم لا يوجد فن إلا وخاض فيه من سعة علمه، يذكر عنه ابن الجوزي أنه قال: إني لا أحل لنفسي يعني أمر محرم على نفسه هذا من باب المبالغة على النفس لما شعر بالمسؤولية عن الأمة إني لا أحلّ لنفسي أن تذهب مني لحظة دون أن أكون في علم يعني بدون أن أستفيد منها في العلم، فلو ذهب سمعي فلو كَلّ سمعي وبصري ويدي عن كتابة العلم أشغلت فكري حتى أجد الفائدة يعني أشغلت فكري للتّفكر في العلم حتى أجد الفائدة فأدوّنها؛ نفعاً للأمة، وإني قد بلغت عشرة ثمانين يعني دخل في الثمانينات جاوز الثمانين، وأنا أشد طلبا للعلم وحبا له مني في العشرين، عمره فوق الثمانين والنشوة والقوة والحماس للعلم أكثر مما وجده وعمره في العشرين؛ لأن الله بارك له، لكن بالجد والاجتهاد طالب العلم الذي لا يراجع العلم هذا مسكين، يستكثر من حجج الله عليه يورد نفسه الموارد.

أخي الكريم رتّب وقتك، نظّم وقتك، واعلم أنّ هذا العلم يحفظ في الليل والنهار، ويراجع وتكرّس جهدك عليه.

المطلوب: أوّلا: أن تعرف المسائل، كل مسألة تكتبها، تضع لها عنوانها، ثم تضع معنى العبارة في المسألة، ثم حكمها، ثم الدليل، إن كانت خلافيّة قلت على الراجح حتى تفهم إذا خالفك أحد ما تنكر عليه، وتبيّن لك دليل، المهم أن يكون عندك حكم بالدليل حتى إذا وقفت بين يدي الله في هذا الفقه؛ لماذا تعمل وتقول؟ تقول: قلتها يارب في كتابك وقال نبيك -صلى الله عليه وسلم- تذكر حجة ودليلاً، مادام عندك الحجة والدليل مستنبطة من الكتاب والسنة فأنت على هدى وعلى نور.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير