تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذا ضبطت المسائل رتبت المسائل إذا عندك قوة لفهم المسائل والردود والمناقشات أنا أنصحك أن لا تدخل في الخلافات، طلاب العلم المبتدئون لا يدخلون في الخلافات، وبعض طلاب العلم لا يشعر بنفسه إلا إذا كان الدرس فيه خلاف، وقالوا وقلنا وردود ومناقشات عنده يحس أنه تعلم لا أول شيء تأخذ الأساس، وتضبطه بدليله، وتأخذ على قول واحد، وتضبط بالدليل، اقرأ لكتاب شيخ الإسلام -رحمه الله- وهو يشرح العمدة حينما كان على مذهب الإمام أحمد -رحمه الله- مجتهدا في المذهب، واقرأ له في مجموع الفتاوى، تجد أنه قد أخذ العلم بالتدرج، ضبط أقوال الفقهاء وحرر مقاصدهم وأدلتهم ثم بعد ذلك خرج للأمة مجتهدا.

فطالب العلم الذي يدخل للخلافات والردود والمناقشات يتشتّت، ولذلك ينبغي على طالب العلم دائما حتى في المحاضرات لما تحضر لأحد احرص على أنك تكون مركّزا ولا تشغل من يحاضر لك بالاعتراضات بالمناقشات تضيع وقتك وتضيع على الطلاب الفائدة والعائدة، هذا يذهب الكثير من بركة العلم.

اترك الشيخ يشرح ويذكر مسألته بالدليل إذا ارتضى قولا للسلف بالدليل يقرر المسألة على ما ظهر له ويتبين له إن وجدت من هو أعلم منه وأردت أن تأخذ عنه فلا بأس لكن من حيث الأصل تتقيد ولا تتشتت. إذا تلخيص الدروس وهذا يكون ببيان صورة المسألة، أمثلة المسألة، حكم المسألة، دليل المسألة، ثم تضع عندك جدولا عن كتاب الصوم: ترتّب أبوابه، ترتّب مسائله، ثمّ تبدأ تراجع، هذا الملخص عند العلماء شيء لطالب العلم يعتبر أصلاً، فإذا بدأ بمتن مدعم بالدليل وأخذ يحفظ ويركز سيفتح الله عليه بعد ذلك، ويكون المنطلق يكون هو الأساس، وعلى هذا الأساس يبني، وعندها يكون كالذي جعل له أصلا وفرّع عليه، ما تلتبس عنده المسائل، يعرف أن هذه المسألة مشى عليها لدليل، وأنه خالفها لدليل، وعندها يفتح عليه في الفهم، ويفتح عليه، لكن معلومات مرتبة ومنظمة.

أما إذا دخل في المناقشات والردود ودون تأصيل ودون ترتيب فما مَثَل هذا إلا كشخص أعطي الدرر والجواهر والكنوز ولو جلس عند أعلم الناس ولا يرتّب أفكاره فسيضيّع عليه علمه، مثل الشخص الذي يأخذ الجواهر والدرر ويضعها في المستودع، إن وضعها مرتبة في أي وقت يحتاج إلى أي شيء يذهب إليه بسرعة ويعرف أين مكانه ولا يخطئ غالبا -بإذن الله-. والعكس إذا جاءت المعلومات هذه ردود ومناقشات وأقوال وأدلة إذا بها تدخل فإذا به يوما من الأيام يطلب منه شيء يذهب إلى غيره، ويعيا في وجود ما يريد، هذا كمثال والله ضرب لنا المثل، ولذلك حرص العلماء على القواعد والأصول والاختصار في البداية.

أنا أوصي بهذا طلاب العلم في كل الدورات والدروس إذا بدأ باختصار وتركيز فبإذن الله سيفتح الله عليه وأهم شيء الحرص على الوقت والمراجعة. والله -تعالى- أعلم.

ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[28 - 07 - 10, 05:44 م]ـ

بارك الله فيك أخي ابي عمر المغربي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير