تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و كل منهما من فصيح الكلام، و جاء في أفصح الكلام - و هو القرآن - اللف و النشر المرتب و غير المرتب، قال الله تعالى: " فمنهم شقي و سعيد ..... فأما الذين شقوا ..... و أما الذين سعدوا " وهذا مرتب، و قال تعالى: " يوم تبيض وجوه و تسود وجوه، فأما الذين اسودت وجوههم ..... و أما الذين ابيضت وجوههم " و هذا غير مرتب.

- الْمُرْسَلُ:

المرسل: اسم مفعول من الإرسال: و هو المطلق من غير قيد، يقال: أرسله إذا أطلقه.

و اختلفوا في تعريفه اصطلاحا، و لكن الأكثر – و هو الذي استقر عليه الاصطلاح عند المتأخرين – أنه: ما رفعه التابعي إلى النبي صلى الله عليه و سلم.

و منهم من يُقيد التابعي: بالكبير، و منهم من يُطلقه بإزاء الانقطاع، من أي موضع كان.

قال الحافظ العراقي:

مرفوع تابع على المشهور **** مرسل أو قيده بالكبير

أو سقط راو منه ذو أقوال **** و الأول الأكثر في استعمال

- التابعي: لما رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه و سلم، يحتمل أن يكون قد حذف الصحابي فقط، لكن من يضمن هذا؟ لاحتمال أن يروبه عن تابعي آخر عن صحابي، فحذفه من الصحابي، أو عن تابعي عن تابعي عن صحابي، فيكون حذف اثنين من التابعين و الصحابي، و قد يكون رواه عن ثلاثة من التابعين، و قد يرويه عن أربعة من التابعين، و قد يرويه عن خمسة من التابعين عن الصحابي.

و من حيث الوجود: أكثر ما وُجد ستة من التابعين يروي بعضهم عن بعض، و هذا نادر، و ذلك في حديث يتعلق بفضل سورة الإخلاص، و هو عند النسائي و أحمد و غيرهم، " و هو أطول إسناد في الدنيا "، كما يقول النسائي رحمه الله.

فلا يُدرى من الساقط، أهو الصحابي فقط، أو الصحابي مع التابعي، و التابعون ليسوا كلهم عدول، بل فيهم العدل و فيهم غير العدل، بخلاف الصحابة فإنهم كلَّّهم عدولٌ.

و لهذا: الجمهور على رد المراسيل.

فائدة: في الصدر الأول كانت المراسيل مقبولة، و لذا ذكر ابن عبد البر، و قبله ابن جرير الطبري، أن التابعين بأسرهم يحتجون بالمراسيل، فقال: " التابعون بأسرهم يحتجون بالمراسيل، و لم يُعرف رد المرسايل إلى رأس المائتين " يعني: حتى جاء الإمام الشافعي رحمه الله فاشترط شروطا في قبوله، و منه أحمد يعده من الضعيف.

و يحتج بالمرسل: مالك و أبو حانفية و أتباعهما.

قال الحافظ العراقي:

و احتج مالك كذا النعمان **** و تابعموهما به و دانوا

و رده جماهر النقاد **** للجهل بالساقط في الإسناد

و صاحب التمهيد عنهم نقله **** و مسلم صدر الكتاب أصله

قال الإمام مسلم في (مقدمة الصحيح): [المرسل في قولنا و قول أهل العلم بالحديث مردود].

أما نقل الإجماع عن التابعين بأنهم يحتجون بالمرسل: فإنه رُوي عن سعيد بن المسيب أنه يرد المرسل، و لا يَقبله من التابعي حتى يسنده إلى الصحابي.

فهل نستدرك بـ: سعيد على الإمام الطبري؟ فنقول الإجماع الذي ذكره الطبري مخروم؟ لا، لأن ابن جرير يقصد بالإجماع: قول الأكثر.

و الشافعي يقبل المراسيل بشروط:

1 - أن يكون المرسِلُ من كبار التابعين.

2 - أن يكون ممن لا يسمي إذا سمى إلا ثقة.

3 - أن يكون هذا المرسِل، إذا شَرِكَ أحدا من الحفاظ لم يخالفه.

4 - أن يكون للخبر المرسَل شاهد يزكيه، من مسند أو مرسل آخر، يرويه غير رجال الأول، أو يفتي به عامة أهل العلم.

4 - الْمُسَلْسَلُ:

المسلسل: من التسلسل، و هو التتابع.

و المسلسل: اتفاق الرواة و تتابعهم على صفة قولية أو فعلية.

- مثال الصفة القولية: " يا معاذ إني أحبك ... "، ثم قالها معاذ للصنابحي، و قالها الصنابحي لللراوي عنه ... إلى يومنا هذا، مازالت السلسلة.

و من أشهر المسلسلات: الحديث المسلسل بالأولية: " الراحمون يرحمهم الرحمن ... "، فكل راو من الرواة – إلى يومنا هذا – يقول: " و هو أول حديث سمعته منه "، لكن انقطعت السلسلة عند سفيان، وذكره بعضهم بالتسلسل التام و لا يصح.

- مثال الصفة الفعلية: كالتبسم عند التحديث، و كقبض اللحية.

و قد يتسلسل بالأسماء: كأن يكون جميع الرواة محمدين.

و قد يتسلسل بصفات الرواة: كأن يكون جميع الرواة فقهاء.

و قد يتسلسل بصيغ الأداء: كأن يكون كل راو يقول: " سمعت فلانا يقول ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير