- الأنواع الثلاثة: الغريب و العزيز و المشهور، فيها الصحيح و الضعيف و الحسن، لأنه قد يُروى الحديث من عدة طرق كلها ضعيفة شديدة الضعف، فلا ينجبر.
فائدة: الغالب أن المفردات و الغرائب يكثر فيها الضعف.
قوله " وحقك " هذا قسم، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ".
فَرِفْقًا بِمَقْطُوعِ الْوَسَائِلِ مَا لَهُ **** إِلَيْكَ سَبِيلٌ لَا وَ لَا عَنْكَ مَعْدِلُ
30 – الْمَقْطُوعُ:
المقطوع: هو ما يُضاف إلى التابعي فمن دونه، و هو غير المنقطع.
من المقطوع ما هو متصل السند و منه ما هو منقطع.
فهل يُقال عن خبر يُروى عن سعيد أو الحسن بسند متصل: مقطوع متصل؟
قال الحافظ العراقي:
........................ **** و لم يروا أن يدخل المقطوع
قالوا: للتنافر اللفظي بين الكلمتين، فكيف تقول: مقطوع و متصل!! فلم يروا إطلاق المتصل على المقطوع من هذه الحيثية، و إلا فإنه من انفكاك الجهة فيمكن، كأن تقول: رأيت الطويل القصير، و تقصد بالطويل: الطويل في عمره، و بالقصير: القصيره في قامته، لكن هؤلاء يقولون لا تقل: " الطويل القصير " للتنافر اللفظي.
كما قال تعالى: " فأنه يضله و يهديه " و الجهة منفكة.
فعلى هذا: لا مانع من أن تقول: مقطوع متصل، لانفكاك الجهة.
وَ لَا زِلْتَ فِي عِزٍّ مَنِيعٍ وَ رِفْعَةٍ **** وَ لَا زِلْتَ تَعْلُو بِالتَّجَنِّي فَأَنْزِلُ
31 – الْعَالِي وَ النَّازِلُ:
العلو: مرغوب فيه، عند أهل الحديث، و طلب العلو سنة عمن سلف.
و المراد بالعلو: ما قلَّ عدد رواته، و النازل: ما كثر عدد رواته.
و قيل ليحيى بن معين في مرض موته: " ما ذا تشتهي؟ "، قال: " بيت خالي، و إسناد عالي ".
أفضل العلو: القرب من النبي صلى الله عليه و سلم.
و من العلو: القرب من إمام من أئمة الحديث.
و من العلو: بالقرب من كتاب من كتب الحديث.
ومن العلو: بتقدم السماع.
و من العلو: بتقدم الوفاة.
و النزول: بضده.
- أعلى ما في الكتب الستة: الثلاثيات.
- في صحيح البخاري: من الثلاثيات 22 حديثا، جلها عن مكي بن إبراهيم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع، و أنزل ما فيه: التساعي، و هو حديث: " ويل للعرب ....... ".
- في صحيح مسلم: أعلى ما فيه الرباعيات، و ليس فيه أي حديث ثلاثي.
- في سنن أبي داود: حديث مختلف فيه أهو ثلاثي أم رباعي.
- في سنن ابن ماجه: يوجد فيه الأحاديث الثلاثية.
- في سنن الترمذي: فيه من الثلاثيات.
- في سنن النسائي: لا يوجد فيه حديث ثلاثي.
- اختلاف أهل العلم في الحديث عند أبي داود أهو ثلاثي أم رباعي، هذا نصه:
(4124) - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ أَبُو طَالُوتَ قَالَ: {شَهِدْتُ أَبَا بَرْزَةَ دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَحَدَّثَنِي فُلَانٌ سَمَّاهُ مُسْلِمٌ وَ كَانَ فِي السِّمَاطِ فَلَمَّا رَآهُ عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ إِنَّ مُحَمَّدِيَّكُمْ هَذَا الدَّحْدَاحُ فَفَهِمَهَا الشَّيْخُ فَقَالَ مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنِّي أَبْقَى فِي قَوْمٍ يُعَيِّرُونِي بِصُحْبَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ إِنَّ صُحْبَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَ زَيْنٌ غَيْرُ شَيْنٍ قَالَ إِنَّمَا بَعَثْتُ إِلَيْكَ لِأَسْأَلَكَ عَنْ الْحَوْضِ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَذْكُرُ فِيهِ شَيْئًا فَقَالَ لَهُ أَبُو بَرْزَةَ نَعَمْ لَا مَرَّةً وَ لَا ثِنْتَيْنِ وَ لَا ثَلَاثًا وَ لَا أَرْبَعًا وَ لَا خَمْسًا فَمَنْ كَذَّبَ بِهِ فَلَا سَقَاهُ اللَّهُ مِنْهُ ثُمَّ خَرَجَ مُغْضَبًا}.
فالخبر المرفوع الذي هو مقصود الحديث: رباعي، لأن فيه واسطةً، ففيه " فَحَدَّثَنِي فُلَانٌ سَمَّاهُ مُسْلِمٌ "، لكن القصة ثلاثية.
و على هذا فلا يوجد في سنن أبي داود حديث ثلاثي، لأن العبرة بالمرفوع.
- أنزل حديث في صحيح البخاري: تساعي.
- أنزل حديث في الكتب الستة: عند النسائي يُروى من طريق أحد عشر، في فضل سورة الإخلاص، و هو الذي فيه ستة من التابعين يروي بعضهم عن بعض.
فَخُذْ أَوَّلًا مِنْ آخِرٍ ثُمَّ أَوَّلًا **** مِنَ النِّصْفِ مِنْهُ فَهُوَ فِيهِ مُكَمَّلُ
1 - (فخذ أولا) أي من أول كلمة من آخر بيت.
2 - (ثم أولا من النصف منه) أي: خذ أول كلمة من الشطر الثاني من آخر بيت.
- الأول: (ابر)، و الثاني: (اهيم)، فيكون اسمه: (ابراهيم).
أَبَرُّ إِذَا أَقْسَمْتُ أَنِّي بِحُبِّهِ **** أَهِيمُ وَ قَلْبِي بِالصَّبَابَةِ مُشْعَلُ
هذه المنظومة ذكر فيها أسماء ما يقرب من نصف علوم الحديث، أكثر من 30 نوعا بقليل، بهذه الطريقة التي تعجب الأدباء، و لا تعجب العلماء.
تم بحمد الله ومنه شرح لامية ابن فرح الإشبيلي غفر الله له
بشرح العلامة الفقيه المحدث المتفنن عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله و نفع به
منقول للأمانة العلمية