تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مما يبين صعوبة الحفظ، ولكن الحفظ لا يأتي إلا بالمران، ومجاهدة النفس، قال الزهري ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000225&spid=35) رحمه الله: إن الرجل ليطلب وقلبه شعب من الشعاب -يطلب العلم وقلبه شعب صغير- ثم لا يلبث أن يصير وادياً لا يوضع فيه شيء إلا التهمه. أول الحفظ شديد يشق على الإنسان، فإذا اعتاده سهل عليه، وكان العلماء يقولون: كل وعاء أفرغت فيه شيئاً فإنه يضيق، إلا القلب فإنه كلما أُفرغ فيه اتسع. وقال بعض أهل العلم: كان الحفظ يثقل عليّ حين ابتدأت، ثم عودته نفسي إلى أن حفظت قصيدة رؤبة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1001788&spid=35):

وقاتم الأعماق خاوي المخترقن

قال: حفظتها في ليلة. وهي قريب من مائتي بيت، وكانت هذه انطلاقة .......

قال بعضهم: سمعت صائحاً يصيح: والأعمش ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000261&spid=35) عن أبي صالح ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000105&spid=35) عن أبي هريرة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000034&spid=35) ، والأعمش ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000261&spid=35) عن أبي صالح ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000105&spid=35) عن أبي هريرة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000034&spid=35) ، ساعة طويلة، فكنت أطلب الصوت إلى أن رأيت ابن زهير ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1001778&spid=35) وهو يدرس مع نفسه من حفظه حديث الأعمش ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000261&spid=35) . وعن معاذ بن معاذ ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1001796&spid=35) قال: كنا بباب ابن عون ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000552&spid=35) ، فخرج علينا شعبة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000365&spid=35) وعقد عقداً بيديه جميعاً، فكلمه بعضنا، فقال: لا تكلمني فإني قد حفظت عن ابن عون ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000552&spid=35) عشرة أحاديث أخاف أن أنساها، فهو لازال يعيد ويكرر حتى يحفظ. وكان أبو إسحاق الشيرازي ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000635&spid=35) يعيد الدرس مائة مرة، إذا أراد أن يحفظ درساً أعاده مائة مرة. وكان الكيا ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1001785&spid=35) من فقهاء الشافعية يعيده سبعين مرة. وكان الحسن بن أبي بكر النيسابوري ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1001783&spid=35) يقول: لا يحصل الحفظ لي حتى يُعاد خمسين مرة. لابد من الإعادة، لا تفكر -يا طالب العلم- بأن تأتي بوسيلة أخرى غير التكرار والإعادة مهما اجتهدت وصعدت ونزلت، وبحثت ونقبت، لا يمكن أن تأتي بوسيلة للحفظ غير الإعادة والتكرار، قد تختلف وسائل الإعادة والتكرار، لكن يبقى الأصل هو الإعادة والتكرار، ولما سُئل البخاري ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000038&spid=35) رحمه الله تعالى عن سبب حفظه، قال كلاماً معناه: لم أجد أنفع من مداومة النظر، الإعادة ومداومة النظر هما سبيل الحفظ. وحُكي أن فقيهاً أعاد الدرس في بيته مرات كثيرة، فقالت له عجوز في بيته: قد والله حفظته أنا، فقال: أعيديه، فأعادته، فلما كان بعد أيام، قال: يا عجوز! أعيدي ذلك الدرس، فقالت: ما أحفظه، قال: أنا أكرر الحفظ لئلا يصيبني ما أصابك. فلابد من تكرير الكلام مراراً وتكراراً، هذا هو سبب الحفظ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير