تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخطاءٌ في مَنهَجِ الطَّلَبِ [حلَقَاتٌ متَّصِلةٌ]

ـ[أبو قصي]ــــــــ[07 - 07 - 08, 03:10 م]ـ

http://www.ahlalloghah.com/images/up/db1531df03.jpg

إنَّ مِن أوَّلِ ما يُصادِفُ طالبَ العلمِ، الراغبَ في تحصيلِهِ = كثرةَ العلومِ، وتنوُّعَها، واختلافَ المناهجِ وتعدُّدَها، ثمَّ لكلِّ علمٍ كتبٌ لا يستطاعُ إلى حصرِها من سبيلٍ؛ فتَراهُ مضطرِبًا، حيرانَ، مقسَّمَ الهوى، دائمَ الفِكرةِ، يحملُ متاعَه على عاتقِهِ يطَّوَّفُ بينَ المذاهبِ، والسُّبُلِ؛ كلَّما وضعَ متاعَهُ، أعرضَ له من الرأيِ ما يَحملُه على الرَّحيلِ، ويُسِلمُه إلى مذاهبَ وسُبُلٍ أخرَى، وكلَّما أخذَ في طريقةٍ من طرائقِ الطلبِ، واستحسَنَها، ظهرَ له من بعدُ أنَّ غيرَها أحسنُ منها؛ فانقلبَ إلى أولِ الطريقِ بعد أن قطعَ كثيرًا منها. ولا يَزالُ على هذه الحالِ، كأنَّه ابنُ زُريقٍ:

ما آبَ من سفرٍ إلا وأزعَجَه ... رأيٌ إلى سفَرٍ بالعزمِ يُزمِعُهُ

ثمَّ ينقضي عمرُه ولم ينلْ منَ العلمِ شيئًا.

لذلكَ أحببتُ أن أباحثَ إخواني في هذا الحديثِ؛ لعلَّه ينفتحُ لنا من الرأيِ ما يكونُ بهِ خيرٌ لنا أجمعينَ.

وسأضعُ حديثي على حلَقاتٍ متصلةٍ - إن شاء الله -. وبالله أستعينُ.

أبو قصي

ـ[أبو قصي]ــــــــ[07 - 07 - 08, 06:02 م]ـ

(1)

[كم تقرأ من ساعةٍ؟]

يسألُك أحدُهم: كم يقرأ طالبُ العلمِ من ساعةٍ؟

وطالبُ العلمِ لا يكونَ محِقًّا في دعواه، صادقًا في عزمِهِ، حتى يُنفِقَ وقتَهُ كلَّه في العلمِ، لا يضَنُّ عليهِ بشيءٍ منهُ، إلا ما كانَ في طلبِ رزقٍ، أو حاجةِ أهلٍ، أو قضاءِ حقِّ؛ فربَّما صرفَ في اليومِ عشرَ ساعاتٍ أو أكثرَ في القراءةِ، وربَّما ساعةً أو ساعتينِ. كلُّ ذلكَ بحسَبِ ما يفضُلُ لهُ من الوقتِ بعدَ قضاءِ ما لا بُدَّ من قضائِهِ.

وليسَ لطالبِ العلمِ أن يلهوَ، أو يشتغلَ بالمباحِ من التَّرفِ، إلا شيئًا موزونًا، يجعلُه جمامًا لنفسِهِ، ومعونةً لها، وتشجيعًا على الطلبِ؛ قالَ أبو الدرداءِ http://www.ahlalloghah.com/images/up/626f0ad11c.jpg : ( إنَّي لأُجِمّ نفسي ببعضِ الباطلِ كراهةَ أن أحملَ عليها من الحقِّ ما يُمِلُّها) [الحيوان 3/ 7]. وكلُّ ذلكَ - إن كانَ - قليلٌ.

وإنَّما العجبُ من قومٍ ينتسبونَ إلى العلمِ يُمضونَ أوقاتَهم في ما إنْ برئَ صاحبُه من إثمٍ، لم يبرأ من مثلبةٍ تلحقُه في عرضِهِ، أو منقصَةٍ تأخذُ في عُمُرِهِ. فمن ذلكَ متابعةُ القنواتِ، والصُّحفِ، وكثرةُ الاجتماعاتِ؛ وخاصةً الاجتماعاتِ الثابتةَ إما أسبوعيًّا، أو شهريًّا، إنْ كانت مما لا يُجدِي على صاحبِها نفعًا، أو يزيدُه علمًا، أو يَكسبُه مروءَةً وَّشرفًا.

أبو قصي

ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 11:41 ص]ـ

السلام عليكم

مامعنى الباطل في كلام أبي الدرداء؟

ـ[أبو قصي]ــــــــ[11 - 07 - 08, 05:41 م]ـ

تصحيح:

لا يكونَ = لا يكونُ

---

الباطل في كلامِ أبي الدرداءِ: ما لا يستفيدُ منه صاحبُه أجرًا ولا مغنمًا محسوسًا من المباحاتِ. وإنما سمَّاهُ (باطلاً) لوجوهٍ، منها أن يكونَ من قبيلِ (عرضِ النسبةِ)، حينَ قرنَهُ بالحقِّ، أو يكونَ على أصلِ اشتقاقِهِ، لأنَّه يزولُ وينقطعُ؛ وعليهِ قولُ لبيدٍ:

ألا كلُّ شيءٍ ما خلا الله باطلُ

أبو قصي

ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[17 - 07 - 08, 06:25 ص]ـ

أكمل،،أحسنت بارك الله فيك .. والجيد أن الحلقات قصيرة،،فتقرأ بسرعة ..

ـ[مستور مختاري]ــــــــ[19 - 07 - 08, 07:24 م]ـ

نفع الله بك

ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[19 - 07 - 08, 10:24 م]ـ

أكمل، وفقك الله لما يحب ويرضى

ـ[عادل علي]ــــــــ[19 - 07 - 08, 11:55 م]ـ

أكمل

بارك الله فيك

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[19 - 07 - 08, 11:55 م]ـ

تابع

وفقت

ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[20 - 07 - 08, 12:01 ص]ـ

متابعون بشغف ....

ـ[أبو قصي]ــــــــ[22 - 07 - 08, 12:11 ص]ـ

أوسعَ لكم الله من فضلِهِ.

---

أرسلَ إليَّ بعضُ الإخوةِ رسالةً يلتمسُ فيها الحلَّ لِمن إذا أخذَ في القراءةِ دبَّ إليهِ النومُ؟ ويقولُ: أنَّى لهذا أن يقرأ في اليومِ عشرَ ساعاتٍ!

وسأذكرُ رأيي هنا لتعمَّ الفائدةُ، ثُمَّ مَن شاءَ أن يعقِّبَ عليهِ بشيءٍ، فهذا أحبُّ إليَّ.

--

فأقولُ:

إنَّ النفسَ تكرهُ الجِدَّ، وتحبُّ الراحةَ، والدعةَ. ولا يزالُ المرءُ في مِصاعٍ معها ونِزالٍ، فأيُّهما غلبَ، كانَ الرأيُ له. والقراءةُ من جُملةِ ما تكرهُه النفسُ، وتتجافَى عنه. ولن يفلحَ امرؤ، حتى يجعلَ نفسَه تابعةً لعقلِهِ، وحتى يروِّضَها على تركِ الملاذِّ، والشهواتِ، والأخذِ بالعملِ.

والذي يقرأ ثم تغلبُه عينُه عليهِ أن يراعيَ هذه الأمورَ:

1 - أن يأخذ من النومِ ما يكفيه.

2 - أن يعودِّ نفسَه، ويصبِّرَها على إطالةِ مدَّةِ القراءةِ:

** ولن تستطيعَ الحِلمَ حتى تحلَّما **

3 - أن تكونَ قراءتُه في موضعٍ ليس فيهِ ما يَشغلُه، أو يُلهيه.

4 - أن يجدِّدَ نشاطَه كلَّما أحسَّ فتورًا من نفسِهِ أو مَلالاً.

5 - لا بأسَ أن يستعينَ على ذلكَ بالمنبِّهاتِ، كالشايِ.

وسيجدُ بعدَ زمنٍ أن ذلكَ عليهِ يسيرٌ؛ ولكن - كما قال ابنُ المقفع -: (فإن لتركِ العادةِ مئونةً شديدةً، ورياضةً صعبةً).

أبو قصي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير