كلماتٌ في العلْمِ وَأَدَبِ الطّلبِ والاتّباعِ وذَمِّ الابتدَاعِ وغير ذَلِكَ
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[09 - 07 - 08, 02:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلماتٌ في العلْمِ وَأَدَبِ الطّلبِ والاتّباعِ وذَمِّ الابتدَاعِ وغير ذَلِكَ
مستخرجةٌ من كلامِ الحافظِ الذّهَبِيّ
جمعها الشيخ جمَال عزُّون
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - خطر الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبوكر الصديق:" إياكم والكذب , فإنّ الكذبَ مجانب الإيمان ".
قال الحافظُ الذّهبيُّ معلِّقاً:
": قلتُ: صدقَ الصّدّيقُ , فإنّ الكذبَ رأسُ النِّفاق , وآيةُ المنافق , والمؤمنُ يطبعُ على المعاصي والذّنوب الشَّهوانيّة لا على الخِيانة والكذب , فما الظنُّ بالكذب على الصّادق الأمين صلواتُ الله عليه وسلامُه , وهو القائلُ: إنّ كذباً عَلَيّ ليس ككذبٍ على غيري , من يكذب عَلَيَّ بُني له بيتٌ في النّار , وقال: من يقُل عليَّ مالم أقُل ... الحديث. فهذا وعيدٌ لمن نقل عن نبيِّه مالم يقله مع غلبة الظّنِّ أنّه قاله , فكيف حالُ من تهجّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعمّد عليه الكذبَ , وقَوَّلَهُ ما لم يقُل , وقال عليه السّلامُ: من روى عنّي حديثاً يُرى أنّه كذبٌ فهو أحدُ الكاذبين. فإنّا لله وإنّا إليه راجعُون ماذِي إلاّ بليّةٌ عظيمةٌ وخطرٌ شديدٌ ممّن يَروي الأباطيلَ والأحاديثَ الساقطة , المُتّهمَ نقلتُها بالكذب , فحُقَّ على المُحدِّث أن يتورّع فيما يُؤدّيه , وأن يسأل أهلَ المعرفة والورع ليُعينُوه على إيضاح مرويّاتِه.
ولا سبيلَ إلى أن يصيرَ العارفُ الذي يُزكّي نقلةَ الأخبار ويُجرِّحُهم جِهْبِذاً إلاّ بإدمانِ الطّلب , والفَحصِ عن هذا الشّأن , وكثرةِ المُذاكرة ,والسَّهَرِ والتّيَقُّظِ والفَهْمِ , مع التّقوى والدّين المتين والإنصافِ , والتّردُّد إلى مجالس العُلماء ,والتَّحرِّي والإتقان , وإلاّ تفعل:
فدعْ عنك الكتابةَ لستَ منها ** ولو سوّدتَ وجهَك بالمِدادِ
قال اللهُ عزّوجلّ:" فَاسْألُوا أهلَ الذّكرِ إن كنتُم لا تَعلمُون "
فإن آنستَ ياهذاَ من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً , وإلاّ فلا تَتَعَنَّ , وإن غلبَ عليك الهوَى والعصبيّةُ لرأيٍ ولمذهبٍ فبالله لا تتعبْ , وإن عرفتَ أنّك مُخلِّطٌ مُخَبِّطٌ مُهمِلٌ لحدود الله فأرحنا منك , فبعد قليلٍ ينكشفُ البَهْرَجُ , ويَنكبُّ الزّغَلُ , و " لا يحيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلاَّ بِأهلهِ " , فقد نصحتُك , فعِلمُ الحديث صَلْفٌ , فأينَ علمُ الحديثِ؟ وأين أهلُه؟ كدتُّ أن لا أراهُم إلاَّ في كتاب , أو تحت تُراب " (تذكرة الحفّاظ 1/ 3 - 5).
2 - شكوك ووساوس لا تزول إلاّ بسؤال أهل العلم
" منْ مرض قلبُه بشكوكٍ ووساوسَ لا تزولُ إلاّ بسؤال أهل العلم فليتعلَّم من الحقِّ ما يدفعُ ذلك عنه , ولا يُمعِن , وأكبرُ أدويته الافتقار إلى الله والاستغاثةُ به , فليكرِّ هذا الدُّ عاء , وليُكثر منه:
اللّهُمّ ربَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل , منزل التّوراة والإنجيل , اهدني لما اختلف فيه من الحقِّ بإذنك , إنّك تهْدِي من تشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ.
وليُجدِّد التوبةَ والاستغفار , وليسأل الله تعالى اليقينَ والعافية , فإنّه – إن شاء الله – لا ينقضي عنه أيّامٌ إلاّ وقد عُوفي – إن شاء الله- من مرضه , وسَلِمَ له توحيدُه , واستراحَ مِن الدُّخول في علم الكلام الذي – والله العظيم – تعلُّمه لدرْءِ دائه مُولِّدٌ له أدواءَ عديدةً ربَّما قَتَلته! بل لا تقعُ كثرةَ الشُّكوك والشُّبه إلاّ لمن اشتغل بعلم الكلام والحكمة.
فدواءُ هذه: رميُ هذه الأشياء المُهلكة , والإعراضُ عنها بالكُليّة , والإقبالُ على كثرة التِّلاوة والصّلاة والدُّعاء والخَوْف , فأنا الزَّعيمُ له بأن يَخْلُصَ له توحيدُه , ويعافيه مَوْلاَهُ.
وإن لم يستعمل هذا الدّواء , وداوى الدَّاءَ بالدّاءِ , وغَرِقَ في أودية الآراء والعقُول , فقد يَسْلَمُ وقد يَهْلَكُ , وقد يتعلَّلُ إلى أن يمُوت " (مسائل في طلب العلم وأقسامه ص 202 - 203)
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[11 - 07 - 08, 02:12 ص]ـ
3 - -عزٌّ تامٌّ وعلمٌ غزيرٌ
¥