ولا أسلم لكم أن التقوى والعلم متلازمان، وإلا لما وجدنا كثيرا من أهل البدع والخرافات -عصمنا الله وإياكم- قد بلغوا من العلم مبلغا، حتى في علم الحديث الذي منه تستمد السنة، بل لا تلازم بينهما، وإنما التقوى من ثمرات العلم لمن حسنت نيته، وهي تأتي بالتوكل على الله وإخلاص النية وسؤال الله الثبات.
ونحن نتعلم لنحصل التقوى
وكما أنه يوجد علماء غير أتقياء، يوجد أتقياء غير علماء
إخواني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما كتبت هذا الموضوع، فلم أكن أعلم أنه سيشكل على بعضكم.
فأرجوا التوقف عن المشاركة فيه، فكل قد أبدا رأيه وجزاكم الله خيرا،،،
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 07 - 08, 02:04 ص]ـ
إخواني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما كتبت هذا الموضوع، فلم أكن أعلم أنه سيشكل على بعضكم.
ولماذا لا تحمد الله عز وجل أنك كتبت هذا الموضوع حتى يبين لك الإخوة ما يشكل عليك أنت!
العلم والتقوى متلازمان، وأنت نفسك ذكرت الدليل على هذا في الكلام الذي نقلته عن ابن القيم.
ونحن قد نسلم لك أن الآية الأولى {واتقوا الله ويعلمكم الله} لا تفيد المدلول الشائع عند الخطباء.
ولكن هل ترى أن بطلان دلالة الدليل يدل على بطلان المدلول؟!!
الآية الأخرى تفيد المطلوب كما هو نص كلام ابن القيم الذي نقلتَه أنت بيدك!
وأما قولك إن أهل البدع منهم من بلغ في العلم مبلغا، فأقول لك:
أولا: ما يدريك أن لدى هؤلاء من التقوى والورع والحسنات الماحية ما يغطي على هذه البدع؟!!
ثانيا: قد يقال إن هؤلاء حفظة علم وليسوا بعلماء، كما جاء (رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)، و (إن الله يعز هذا الدين بالرجل الفاجر).
ثالثا: القرآن صريح في هذه المسألة {إنما يخشى الله من عباده العلماء} فحصر خشية الله في العلماء، وكفى بالمرء علما أن يخشى الله كما قال بعض السلف.
رابعا: الذي لا يعمل بعلمه يسمى جاهلا لا عالما، كما قال تعالى: {قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين}، فسمى من لا يعمل بعلمه جاهلا.
وجميع الوسائل المسلوكة لطلب العلم ينطبق عليها كلامك أيضا، فلو صح كلامك عن التقوى لصح أيضا على جميع الطرق المسلوكة.
لأنه ما من طريقة مسلوكة لطلب العلم إلا وترد عليها عوارض وآفات وموانع تمنعها من أن تكون سببا لتحصيل العلم، فكذلك التقوى.
ونحن لم نتهمك بأنك تقلل من شأن التقوى، بل هذا خروج منك عن الموضوع.
أنت كلامك في أن التقوى ليست وسيلة لتحصيل العلم مطلقا، وتستدل على ذلك بأن التقوى وحدها لا توصل إلى العلم.
وهذا استدلال فاسد جدا؛ لأن كل سبب من أسباب تحصيل العلم إذا نظرنا إليه وحده فربما نجده لا يوصل إلى العلم، فلا بد من اجتماع الأسباب الكافية حتى يتم التحصيل.
ولو كان كلامك صحيحا لكان الواحد منا الآن أعلم من الصحابة والتابعين، وهذا فاسد بالاتفاق.
ـ[سلطان القرني]ــــــــ[13 - 07 - 08, 02:26 ص]ـ
[/ quote]
- هذه ليست دعوة إلى ترك التقوى، بل الذي عنيته هنا أنها ليست طريقا مباشرا لتحصيل العلم وأنه لا يسوغ الاستشهاد بالآية على خلاف مرادها، والتقوى أمرها عظيم وليس هذا موضع البسط فيها.
وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح ورزقنا الإخلاص والتقوى.
أخي أبا مالك أنا لم يشكل علي الأمر ولله الحمد
أما ما ظننته، أني قلت "التقوى ليست طريقا للعلم مطلقا"، فهذا ما كتبته، بارك الله فيك
وحقيقة أرى أن الموضوع قد خرج عن مقصده
وجزاكم الله خيرا على إفاداتكم، فوالله إني على علم أنكم ما تريدون إلا الإصلاح
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[13 - 07 - 08, 02:40 ص]ـ
كم من المواضيع التي يندم عليها المرء .. !!!
ـ[أسيرة طلب العلم]ــــــــ[13 - 07 - 08, 02:43 ص]ـ
أعجز أحدكم أن يفهم مراد الأخ؟!
عموما بارك الله فيك أخي على هذه الفائدة
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[13 - 07 - 08, 02:43 ص]ـ
رفقاً .... أهل السنة .. بأهل السنة
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[13 - 07 - 08, 03:01 ص]ـ
أخبر سبحانه وتعالى أنه قد آتى عباده العلم كما في غير آية كقوله: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}
وقال: {آتيناه من لدينا علماً}
وقال: {وعلمك ما لم تكن تعلم}
وقال: {وعلمناه}
فكل هذه الآيات والدلالات لهي صريحة بأن العلم ما هو إلا من الله، ومواهب عظام من المولى سبحانه يهب العلم من يشاء ويصرفه عمن يشاء، فإذا كان ذلك كذلك فما هذا الفضل إلإ لمن رسخت في التقوى قدماه، وثبتت في الطاعة أركانه ..
ولبّ ذلك صلاح العبد ..
فكم من مسألة معضلة انحلت عقدها بفتح من الله سببها حسنات وطاعات ..
وكم من مسألة مشكلة تفكك إشكالها بسبب استغفار لهج به لسان العبد ..
وما الطاعات والإستغفار وترك الذنوب إلا لب لباب التقوى ..
فأعد النظر أخي المبارك في اعتقادك ..
فقولك بأن التقوى ليست وسيلة لتحصيل العلوم فيها محاذير كثيرة: منها:
1 - أن في هذا تزهيد لجانب الطاعة والبعد عن المعصية وهي المعبّر عنها بالتقوى، فبهذا يظن الظان أن العلم مجرد معلومات تُحشى في الذهن، فأنت بذلك الحبر البحر .. وإن كنت من كنت ذلك العبد الضعيف، ولا يلزم من هذا المحذور أنك تقوله، فلا أُلزمك بما لم تقل، لكن هذا لأول وهلة يبدو للناظر ذلك ..
2 - أن هذا مخالف للنصوص الصريحة بفوائد التقوى ومنها ما ذكره الإخوة بأنها محصلة للفرقان والنور والبصيرة.
3 - أن قولك أن هناك أتقياء غير علماء،،، فهذا ضعيف غاية الضعف، وهل المراد من العلم إلا تقوى الله وهل ثمرة العلم إلا معرفة الله، وكفى بالمتقي أن يعرف حلال الله فيفعله، ويعرف حرام الله فيدعه، فتنبه ...
4 - أن قولك هذا لم يسبقك فيه أحد .. ، وأعجب من استنباطك ..
وإن كنتُ أخي المبارك أعلم أنك قد تبرمت من مشاركتك هذا، وتفاجأت بما لم تكن تعلمه ..
ولا يلزم من تلك المحاذير أن تكون معتقداً لها أو أنك تقررها، لكنها لازم صنيعك ..
فأسأل الله أن يبصرنا وإياك لهداه وتقواه،، وأن يفتح علينا وعليك
¥