تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من بر الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك بوالدته رحمها الله]

ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[22 - 09 - 04, 03:38 ص]ـ

الأخ الفاضل: إبراهيم، وفقه الله لكل خير؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد:

فأظن أن خبر وفاة والدة شيخنا عبد الرحمن بن ناصر البراك قد بلغك، فرحمها الله وغفر لها، وإني بهذه المناسبة أذكر طرفاً من برِ شيخنا بوالدته رحمها الله، وما ذاك إلاّ لأنه حفظه الله قد ضرب مثالاً عجيباً في البر في زماننا هذا، وسأذكر هذه القصص -لعلّك تنشرها في الساحة العربية – إن رأيت ذلك – في نقاط دون تفصيل:

1. الشيخ حفظه الله عُرف عنه قلة الحج، وما ذاك إلاّ لعدم موافقة والدته رحمها الله، وما بدأ يتابع الحج إلا بعد أن ضعفت ذاكرتها واختلطت بعض الشيء فأصبحت تسمح له بالحج.

2. ومن قبيل النوع السابق، وهو عدم السفر إلاّ بعد الاستئذان: حصل إشكالية بسيطة في بلدة الشيخ بالقصيم، وهي البكيرية، فطلب أهل البلد من الشيخ القدوم لحل الإشكال، وذلك لوجاهته عندهم حفظه الله، فوافق الشيخ بشرط موافقة أمه، فقام بعض محارمها بتكليمها في ذلك فوافقت على مضض، فلما خرج محارمها؛ قالت أم عبد الرحمن رحمها الله لولدها الشيخ عبد الرحمن: أنا وافقت لأنهم ألحوا علي، فاعتذر الشيخ عن الذهاب إلى القصيم، واكتفى بالاتصال لحل الإشكال.

3. الشيخ في سفره إلى مكة في الإجازة الصيفية لا يقطع الاتصال بوالدته يومياً، بل لا تقل اتصالاته عن الاتصالين يومياً، بل إنه ليقطع الدرس ونحن نقرأ عليه في الدور الثاني من الحرم فيتصل عليها ثم يعود لإكمال الدرس.

4. والدة الشيخ ليست مقيمة عنده بشكل دائم، وإنما تتنقل بين بيت الشيخ، وبين بيت أخيه، وعندما تكون رحمها الله عند الشيخ، فإنه يترك النوم مع زوجه، وينام مع أمه في غرفتها، ليلبي لها طلباتها.

5. ومن قبيل هذا النوع، وهو تلبيته مطالب والدته رحمها الله: أنه وفقه الله يقوم بمسك يديها، حيث إنها بطيئة المشي، فيقوم بإيصالها إلى الحمام، ووضعها على الكرسي الخاص بها، ثم ينتظر حتى تفرغ من حاجتها، ثم يعود بها إلى مكانها، مع وجود بنات الشيخ وزوجته.

6. كما أن من بر الشيخ حفظه الله لوالدته رحمها الله أنه لا يقطع لها عادة اعتادت عليها؛ ومن ذلك أني كنت أقرأ عليه في يومٍ جميل في ساحة المنزل عند باب الرجال - وكان الدرس لا ينتهي إلا مع أذان المغرب دائماً – وفي ذلك اليوم لاحظت أن الشيخ يستعجل علي في الخروج بأسلوب لطيف خفي ولما قرُب أذان المغرب أمرني الشيخ حفظه الله بالخروج من المنزل، ولم تكن هذه عادته وفقه الله، ولما كان بعد العشاء من ذلك اليوم فوجئت باتصال الشيخ وفقه الله علي في المنزل،ويعتذر عما بدا منه ذلك اليوم، ويخبر أنه فعل ذلك لأن والدته لها عادة أنها تتوضأ المغرب من حنفية كانت في حوض النخلة التي عند الباب، وأنه لا يريد قطع عادتها تلك.

7. ومن بره حفظه الله بوالدته رحمه الله أنه يراعي رغائبها، ومن ذلك أن من عادة الشيخ حفظه الله أن يجلس مع ضيوفه إلى أن يؤذن، ثم يخرجون إلى الصلاة، أما إذا كانت أمه موجودة فإنه حفظه الله يقوم قبل الأذان لأن هذه رغبة والدته الصالحة.

8. لما اشتد عليها المرض رحمه الله، كانت عند شيخنا حفظه الله، وكان يقوم بتطبيبها، وينوم معها ويقوم بإطعامها وسقيها، بل إن شيخنا حفظه الله كان إذا صلى الفجر خرج من المسجد وقام بإصلاح الشاهي، ثم يقوم بسقيها، وأحياناً يبرده لها، ويقوم بسقيها من خلال المصاص، كل هذا وهو أعمى وفقه الله، ثم يرجع بعد ذلك للمسجد ليلقي درس الفجر.

هذه بعض الصور من بر شيخنا بأمه رحمه الله، وهؤلاء هم العلماء الربانيون علمٌ وعملٌ.

اللهم احفظ علمائنا، واجعلهم حصناً ضد هجمات المفسدين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

نسأل الله لها المغفرة والرحمة ولجميع موتى المسلمين.

قال أبو محمد: نقلت هذا الموضوع بنصه من موقع الساحة , وذلك للفائدة ولأخذ الدروس من هذه المواقف , وأترك التعليق لكم , ففي الحقيقة أدهشني بر الشيخ بوالدته فعلاً أيما إدهاش.

ـ[ابوحمزة]ــــــــ[22 - 09 - 04, 11:36 م]ـ

جزاك الله خيرا يا اخي

لقد ازددت حبا له

سبحان هو اعمي ويبر امه اكثر منا

نسئل الله ان يعيننا وان يسامحنا ان قصرنا في حق والدينا

والسلام عليكم

ـ[أبو ثابت]ــــــــ[23 - 09 - 04, 02:11 ص]ـ

رزقنا الله البر بوالدينا،، وشكر الله سعي هذا الشيخ

ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[25 - 09 - 04, 12:35 م]ـ

حياكم الله , , ووالله إننا مقصرون جداً - نسأل الله السلامة والعافية

ـ[ابن مالك]ــــــــ[26 - 09 - 04, 05:47 م]ـ

هؤلاء هم العلماء الربانيون نسال الله أن يجمعنا بهم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم في دار رحمته

ومن ما ذكر عن علماءنا وفقهم الله في برهم بأمهاتهم ما ذكر عن الشيخ محمد المختار الشنقيطي العالم العابد نحسبه والله حسيبه يقول أحد الأخوة أنهم كانوا مرة عند الشيخ في المنزل وكان قد ضيفهم في الدور الثاني فلما أتى بالشاهي لهم خرج ثم دخل وخرج وتكرر ذلك منه كثيرا فساله أحد الأخوة عن ذلك فقال إن أمي كانت في الغرفة المجاورة للغرفة التي تحت غرفتكم فلما جلستم انتقلت الى الغرفة التي تحتكم يقول وأنا لاأجلس في غرفة تحتها أمي فنقل الشباب الى الغرفة الأخرى

سبحان الله ما أعظم برهم وأشد خوفهم وما أقل برنا وشدة أمننا ولكن عسى الله أن يرحمنا برحمته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير