تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنما هذه قضية منتشرة تمشي و عامة الطلبة ممكن أنهم يدرسون هذا، لكن كثير من الطلاب يريدون كما يقال العلو في التلقي و الأخذ من المشايخ العلماء الكبار، فأقول هذه طرية أو تجربة مطبقة و مجربة أخرجت علماء و لازالت تخرج – نعم-، و أعظم سبب في ذلك أظن أنه الانقطاع للعلم،فالعلم إذا أعطيته كلك أعطاك بعضه و إذا أعطيته بعضك لم يعطك شيا هذه قضية أساسية، هؤلاء الناس تتعجب تسألهم لماذا تسكنون في الصحراء لماذا تصرون على البقاء في صحراء و هي صحراء قاحلة تماما، فالجواب أنهم يريدون الانصراف عن شواغل المدنية طبعا ما هي شواغل المدنية، المدينة العاصمة بكاملها هي أشبه بهجرة كما يقال عندنا في البادية، فأي شواغل عندهم، و مع ذلك يعتبرون هذا من الصوارف و الشواغل و أنه أمر يشوش الذهن هذا جانب، الجانب الثاني الحرص على أكل الحلال رأينا قوما يصلون الليل و يصومون النهار، و بعض علمائهم لا يشرب إلا حليب الإبل التي و رثها من أجداده، هذا العالم يقول كل من أدركت و كل من حفظت و كل من نعرف في نسبنا هم علماء، يدرسون بهذه الطريقة، فيتورعون غاية التورع في قضايا المكاسب المأكل المشرب فأين الذين لا يعرفون الورع اين الذين لا يحضرون إلا في منتصف العمل أو الدوام، أين الذين يخرجون قبل نهاية وقت العمل و إذا نوقشوا فلهم ألف حجة و تبرير، أين الورع عند طلبة العلم و هم أولى الناس به و الأمر الثالث، قلنا الانقطاع للعلم و الثاني أكل الحلال و الحرص عليه و الورع،و الأمر الثالث البعد عن الصوارف و الشواغل و الأمور التي تشغل. بمعنى لو أنك أتيت بصبي عمره ست سنوات أو خمس سنوات و وضعته في هاته التي يسمونها محبرة عند هذا العالم في هذه البادية أو في هذه التي يسمونها المدرسة و هي ليست مدرسة خيام و هذه خيمة هذا العالم يأتون و يقرؤون عليه، فلو وضعت صبيا متفتح الذهن يستطيع أن يحفظ يفهم متوسط الذكاء لا أقول شديد الذكاء، لو وضعته منذ السادسة بحيث أنه يسير سيرا صحيحا بإذن الله عز و جل أنه لا يصل السنة السابعة عشر من عمره إلا و قد حفظ مهمات العلم و أساسياته و المتون المتقدمة في كل فن من الفنون و عمره سبعة عشر سنة نعم، و أما طريقتهم في التعلم فهم فالشيخ لا يرد أحدا لا يقول له اقرأ هذا الكتاب إلا إذا استشاره،فإذا رأى أنه لا يصلح لهذا الكتاب نهاه يقول له لا تقرأ فيه لا يصلح لك، و يقتصرون على القليل يقرؤون بيت بيتين ثلاثة، الغالب أنهم لا يجمعون أكثر من فن في اليوم الواحد، في اليوم يقرأ نحو خلاص نحو فهو يقرأه في أو النهار ثم يراجع سائر النهار يراجع الأبيات و يكررها مئات المرات و يكرر شرحها الذي سمعه من الشيخ و هم لا يكادون يكتبون بحضرة الشيخ شيء، و إنما يكتبون بعدما يذهبون هناك و إذا خفي عليهم شيء أو نسوا شيا سألوا الطلبة الذين قبلهم يعني المتقدمين و هكذا، فهذه التجربة خرجت علماء و نحن للأسف الشديد نحن يشغلنا أشياء كثيرة جدا و نعطي العلم القليل من الأوقات فضول الأوقات و نجعل الأساس هو العمل و الوظيفة و أشغال الدنيا و الفراغ له العلم نعم، ثم نحن نجمع معه علوما أخرى، أحيانا ندرس في تخصصات بعيدة و نريد أن نتخرج علماء و طلبة علم متميزين هذا لا يمكن أن يكون نعم، و لذلك أقول نسأل الله عز و جل أن يبارك في الجهود و أن يرزقنا و إياكم العلم النافع و العمل الصالح و أن يهيأ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته و يذل فيه أهل معصيته و يأمر فيه بالمعروف و ينهى فيه عن المنكر فالأمة أحوج ما تكون اليوم إلى علماء ربانيين يقودونها و يرشدونها و يوجهونها نعم، هي أحوج إلى هؤلاء العلماء من الطعام و الشراب بل و النفس.

أسأل الله عز وجل أن ينفعنا و إياكم بما سمعنا و أن يجعلنا و إياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه و صلى الله و سلم على نبينا محمد و آله و صحبه.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

إنتهى.

******يمكنكم التحميل من المرفقات*****

ـ[محمد بن القاسم اليماني]ــــــــ[18 - 09 - 10, 05:43 م]ـ

بارك الله فيكم

ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:12 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير