تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم} [سورة النور: 22] قالها الله في أبي بكر لما اتهمت ابنته في عرضها، ومنْ المُتَّهَم؟ ومَنْ المُتَّهِمْ؟ رئيس المنافقين وتابعه على ذلك بعض المسلمين، والجزاء أيها الإخوة من جنس العمل، كما أخرج الشيخان في خبر ذلك التاجر الذي كان يداين الناس فإذا رأى معسراً قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه، فإذا عفوت عن الناس، وتجاوزت عن زلاتهم وأخطائهم فالله -عز وجل- يتجاوز عنك، بالإضافة إلى ذلك كسر العداوة التي في النفوس، وسد أبواب الشيطان {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [سورة فصلت: 34] يقول ابن عباس عن معنى الآية: الصبر عند الغضب، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوه عصمهم الله -عز وجل-، وخضع لهم عدوهم، وأضف إلى ذلك ما يحصل لك أنت من النعيم والسعادة، وانشراح الصدر والأنس، وإن الغل على اسمه يتعذب الإنسان به قبل غيره، وقد يكون الإنسان الآخر لا يدري عنك وأنت تعيش في أغلالك وأحقادك ترهقك، وتثقلك وتقعدك عن العمل، وعن طاعة الله -عز وجل- والأنس بعبادته، والسرور بمناجاته، فأقول: لذة العفو - كما قال بعضهم - أعذب من لذة التشفي، وأقبح فعال المقتدر الانتقام، فهذا خلق حسن من الأخلاق الإسلامية الطيبة، وهو دليل على سعة الصدر، وحسن الظن بالناس، والترفع عن الدنايا والسفاسف. أسأل الله -عز وجل- أن ينفعني وإياكم بما سمعنا، وإن يجعلنا وإياكم هداةً مهتدين، وأن يلهمنا وإياكم رشدنا، وأن يقينا شر أنفسنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

http://www.khaledalsabt.com/ref/media/54

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير