تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإخوة الأكارم /

جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.

وأشكر الأخ الحبيب / أبازارع المدني على إضافته ... وما بقي إلا أن يكمل الموضوع (ابتسامة).

ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 07 - 08, 07:26 م]ـ

القصة بحروفها - حسب الاستطاعة - من محاضرة (لاتزال كلماته في أذني):

السؤال:

هل حصل معك موقف مع أحد العلماء، ولاتزال تتذكر كلماته؟.

فقال الشيخ حفظه الله:

كان لي شيخ، درستُ عنده، وفي يوم من الأيام أردتُ أن أذهب في سفر، فتوقفتُ عن الدرس للسفر للدراسة في الجامعة في هذه المنطقة (قلت: الشرقية) ...

فقلت له: أوصني.

ففكر، ثم قال: أوصيك بكتاب الله؛ قراءة، وتدبرا، وتفسيرا، وحفظا.

وفي الحقيقة أنني وجدت في الدروس:

أن الاشتغال بكتاب الله تعالى ... أوجب ما يكون، وأن الإنسان قد يندم على أنواع من العلوم إلا في الاشتغال بكتاب الله - يعني في التفسير -، ولا نزال إلى ألآن في دروس الفجر؛ أكثر ما فيها تفسير، وأنا مطمئن ومنشرح إلى أن الاشتغال بالتفسير أولى من غيره.

وإذا أضفنا إليه شرح السنة من حديث النبي عليه الصلاة والسلام؛ فلا تكاد تحتاج بعدها إلى شيء.

فإذا عندك أشياء من علوم الآلة، يعني في اللغة، في الأصول، مقدمات في اللغة وأصول الفقه، بعدها: الكتاب والسنة، تفسير وشروح الأحاديث، ولا تكاد تجد ألذّ من ذلك، ولا أشهى، ولا أحسن، ولا أكثر تأثيرا، ولا أنفع من شرح القرآن وشرح السنة.

ولكنني أذكر من هذه المواقف:

ولو رجعت بذاكرتي فسألتُ نفسي: أنني درست في جامعة لا تدرس العلوم الشرعية، ولم تكن الدراسة في مجال من مجالات الشريعة، وعندما تخرجتُ كنت أتوقع أن تكون الخطوة التي بعدها في مصنع من المصانع، بحسب التخصص الذي درستُ فيه، والذي كان في الجامعة.

لكن يا إخوان: الواحد تمر فيه مواقف في الحياة ... عجيبة.

فلو قلت لنفسي:

ما الذي صرفني عن العمل بالشهادة التي درستها؟.

كان موقف واحد ...

الفضل فيه بعد الله لذلك الرجل الذي استفدت منه أسئلة وإجابات على مدى (15) عاما، وهو:

الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله.

أتيته على التخرج، أو بعد التخرج مباشرة، وكنت آتيه في الإجازات وأسأله بعض الأسئلة.

فقال لي: أين تدرس؟.

فقلت: في جامعة كذا وكذا.

فقال: وإيش اللي وداك هناك. (مالذي ذهب بك إلى هناك).

فقلت: هذا قدر الله، وكانت هذه رغبة الأهل، قُبلت في كذا جامعة، وكان أول قبول لي في هذه الجامعة.

فقال: يافلان ... - دعا الكاتب الذي عنده -، وقال: اكتب.

فقلت: ماذا يريد أن يكتب الشيخ؟!.

فقال رحمه الله: اكتب:

(من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى مدير إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المنطقة الشرقية: فلان الفلاني "الشيخ محمد المنجد" يتعاون معكم في إلقاء الكلمات والدروس المحاضرات في المنطقة).

قال الشيخ المنجد: أنا ما عمري ألقيت محاضرة، ولا .... خطبة.

خطاب ثاني: اكتب:

(من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى مدير إدارة الأوقاف والمساجد - فرع الوزارة في المنطقة الشرقية - لتسليمه مسجد مناسب للإمامة والخطابة).

قال الشيخ المنجد متبسما ومعلقا ومتعجبا: خطابة ... كيف؟!، خطابة إيش؟!، أنا ألحين رايح لمصنع في الجبيل أو ينبع .... خطابة؟!.

ثم قال: اكتب:

(إلى مدير الجامعة ليدرس فيها العلوم الشرعية) ...

فقلت: هذه صعبة!.

فقلتُ له: إيش هذا؟!.

فقال رحمه الله: خذ الخطابات، واستعن بالله، وعليك بالاخلاص.

دعوتين .... والشيخ انطلق بالسيارة، وتركني في الشارع .... مع الخطابات!:).

والله يا إخوان أني تعجبت، وقلت: إيش محاضرات؟!، وإيش خطب؟! ... وأين .. وكيف؟!.

ثم أخذت الخطابات وقلت: خلاص ... ما دام الشيخ أمرني بهذا (يعني يلزمني الطاعة).

فذهبت إلى مدير مركز الدعوة في ذلك الوقت، وقلت: هذا الخطاب ... فتح الخطاب ... ثم أمر من يقرأ عليه الخطاب - وكان ضريرا -، وإذا فيه: إلقاء المحاضرات والدروس في المساجد ... في المنطقة الشرقية.

فقال: أنت ... أين درست؟.

فقلت: في جامعة كذا.

فقال: وكيف الشيخ يكتب هذا؟!.

فقلت له: جئتك بالخطاب، وأنا مستغرب مثلك:).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير