[نقولات مختارة من كتاب: وصية أبي الوليد الباجي الأندلسي لولديه 403 هـ - 474 هـ]
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 08 - 08, 03:40 م]ـ
[نقولات مختارة من كتاب: وصية أبي الوليد الباجي الأندلسي لولديه 403 هـ - 474 هـ]
1 - والْعِلْمُ سبيل لا تفضي بصاحبها إِلاَّ إلى السعادة والسلامة، ولا يَقْصُرُ به عن درجة الرِّفْعَةِ والكرامة، قَلِيلُهُ ينفع، وَكَثِيرُهُ يُعْلَي ويَرْفَع، كَنْزٌ يَزْكُو على كل حال، ويكثر مع الإنفاق، ولا يغصبه غاصب، ولا يُخاف عليه سارق ولا محارب؛ فاجتهدا في طلبه، واستعذبا التعب في حفظه، والسهر في درسه، والنصب الطويل في جمعه، وواظبا على تقييده وروايته، ثم انتقلا إلى فهمه ودرايته.
وانظرا أي حالةٍ من أحوال طبقات الناس تختاران، ومنزلةَ أيِّ صنف منهم تؤثران، هل تريان أحداً أرفع حالاً من العلماء؟ وأفضل منزلة من الفقهاء؟ يحتاج إليهم الرئيس والمرؤوس، ويقتدي بهم الوضيع والنفيس، يُرجع إلى أقوالهم في أمور الدنيا وأحكامها، وصحة عقودها وتبعاتها، وغير ذلك من تصرفاتها، وإليهم يلجأ في أمور الدين، وما يلزم من صلاة وزكاة وصيام، وحلال وحرام، ثم مع ذلك من التبعات والحظوة عند جميع الطبقات. ص32
2 - والعلم ولاية لا يُعْزل عنها صاحبها، ولا يَعْرَى من جمال لابسها، وكل ذي ولاية - وإن جلت، وحرمت وإن عظمت - إذا خرج عن ولايته، أو زال عن بلدته، أصبح من جاهه عارياً، ومن حاله عاطلاً، غير صاحب العلم؛ فإن جاهه يصحبه حيث سار، ويتقدمه إلى جميع الآفاق والأقطار، ويبقى بعده في سائر الأعصار. ص33
3 - وإياكما وقراءة شيء من المنطق وكلام الفلاسفة؛ فإن ذلك مبني على الكفر والإلحاد، والبعد عن الشريعة والإبعاد.
وإنما أحذركما من قراءتها ما لم تقرآ من كلام العلماء ما تقويان به على فهم فساده، وضعف شبهه، وقلة تحقيقه؛ مخافة أن يسبق إلى قلب أحدكما من شبه تمويههم مالا يكون عنده من العلم ما يقوى به على رده. ص34
4 - وعليكما بالأمر بالمعروف وكونا من أهله، وانهيا عن المنكر واجتنبا فعله. ص35
5 - وعليكما بالصدق؛ فإنه زين، وإياكما والكذب؛ فإنه شين، ومن شهر بالصدق فهو ناطق محمود، ومن عرف بالكذب فهو ساكت مهجور مذموم، وأقل عقوبات الكذاب ألا يقبل صدقه ولا يتحقق حقه، وما وصف الله - تعالى - أحداً بالكذب إلا ذاماً له، ولا وصف الله - تعالى - أحداً بالصدق إلا مادحاً له، مرفِّعاً به. ص35
6 - وإياكما والعون على سفك دم بكلمة، أو المشاركة فيه بلفظة؛ فلا يزال الإنسان في فسحة من دينه ما لم يغمس يده أو لسانه في دم امرىء مسلم. ص36
7 - واجتناب الزنا من أخلاق الفضلاء، ومواقعته عار في الدنيا، وعذاب في الأخرى، قال الله - تعالى -[وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً] الإسراء 32.ص36
8 - وعليكما بطلب الحلال واجتناب الحرام، فإن عدمتما الحلال فالجآ إلى المتشابه. ص37
9 - وإياكما والظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، والظالم مذموم من الخالق مبغض إلى الخلائق. ص37
10 - وإياكما والنميمة؛ فإن أول من يمقت عليها من تنقل إليه، وقد روي عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال: "لا يدخل الجنة قتات".ص38
11 - وإياكما والحسد؛ فإنه داء يهلك صاحبه، ويعطب تابعه. ص38
12 - وإياكما والفواحش؛ فإن الله تعالى حرم منها ما ظهر وما بطن، والإثم والبغي بغير الحق. ص38
13 - وإياكما والغيبة؛ فإنها تحبط الحسنات، وتكثر السيئات، وتبعد من الخالق، وتبغض إلى المخلوق. ص38
14 - وإياكما والكبر؛ فإن صاحبه في مقت الله متقلب، وإلى سخطه منقلب. ص38
15 - وإياكما والبخل؛ فإنه لا داء أدوأ منه، لا تسلم عليه ديانة، ولا تتم معه سيادة. ص38
16 - وإياكما ومواقف الخزي، وكلما كرهتما أن يظهر عليكما فاجتنباه، وما علمتما أن الناس يعيبونه في الملأ فلا تأتياه في الخلاء. ص38
17 - وإياكما والرشوة؛ فإنها تعمي عين البصير، وتحط قدر الرفيع. ص39
18 - وإياكما والأغاني؛ فإن الغناء ينبت الفتنة في القلب، ويولد خواطر السوء في النفس. ص39
19 - وليلتزم أكبركما لأخيه الإشفاق عليه، والمسارعة إلى كل ما يحبه، والمعاضدة فيما يؤثره، والمسامحة بكل ما يرغبه. ص41
¥