تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بعض وقفات لأئمتنا و سلفنا في همتهم لطلب العلم]

ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 03:43 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم:

عكرمة رحمه الله تعالى:من كبار التابعين، يقول: كان ابن عباس يضع في رجلي الكبل، أي: القيد يعلمني القرآن والفرائض، تصوروا ابن عباس رضي الله عنهما ذلكم الرفيق الرحيم يضع الكبل في رجل عكرمة يعلمه القرآن والفرائض، فانتفع عكرمة بهذا الحرص من شيخه ابن عباس فصار علماً من أعلام الأمة في زمنه في زمن التابعين، وهكذا سائر علمائنا من التابعين ومن جاء بعدهم عرفوا قدر العلم فأنفقوا الأعمار النفيسة والأموال الطائلة وقضوا اللحظات في طاعة الله وفي تحصيل هذا العلم النافع، جهود عظيمة وبذل وتضحية من سلفنا الصالح، ما كانوا يعرفون حياة الكسل والبحث عن الفرص للتهرب من العلم، بل كانت أوقاتهم في الليل والنهار معمورة في تحصيل هذا العلم النافع.

المجد ابن تيمية صاحب المنتقى: كان إذا دخل الحمام يعطي لولده كتاباً يقول اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك، اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك وهو في بيت الخلاء، ونحن عندنا بيت الخلاء بيت ماذا؟ بيت الأفكار من أراد أن يعمل مشروعاً إذا دخل الحمام لابد أن يستحضر هذا المشروع، وماذا سيعمل وما هو الذي يحتاج إليه في ذلك اليوم وما هو الذي مضى، وهؤلاء يظنون بالوقت أن يذهب سُدى وهم في بيت الخلاء، إذا دخل الحمام أعطى ولده كتاباً وقال اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك.

الخطيب البغدادي: كان ما يمشي في طريق إلا وفي يده جزء يطالعه.

الإمام ثعلب: احد أئمة النحو والأدب، كان إذا دعاه رجل إلي وليمة يشترط على صاحب الوليمة أن يجعل له فراغا لوضع كتاب ليقرا فيه، أنا سأحضر لكن أعطني مجالاً، لعل بيوتهم كانت ضيقة فيحصل فيها ازدحام، يقول أنا اشترط أن أضع كتاب بين يدي اقرأ فيه، وكان سبب موته انه خرج يوم الجمعة بعد العصر من المسجد وكان في يده كتاب يقرا فيه فجاءت فرس فصدمته فسقط في هوة فاُخرج وهو يتأوه ويصيح فمات اليوم الثاني، ما كانوا يضيعون أوقاتهم، جد واجتهاد في الصباح والمساء.

ابن أبي حاتم رحمه الله: يقول كنت اقرأ على أبي وهو يقرأ، وهو يكتب، وهو يمشي، وهو يركب، وهو في بيت الخلاء. ابن أبي حاتم شيخ الإسلام ولد شيخ الإسلام، ابن أبي حاتم من كبار حفاظ الإسلام وأبوه أيضاً من كبار حفاظ الإسلام، قال كنت اقرأ على أبي وهو يقرأ وهو يكتب وهو يمشي وهو يركب وهو في بيت الخلاء.

ابن ابي حاتم رحمه الله يقول: كنا في مصر سبعة أشهر لم نذق مرقه، كان نهارنا نطوف على مجالس الشيوخ وفي الليل للمقابلة و النسف، قال فجئنا إلي شيخ فيقل له عليل مريض، قال فرجعنا فوجدنا في طريقنا سمكة تُباع فاشتريناها، قال فكنا ثلاثة فوصلنا إلي البيت وحضر وقت احد المجالس فذهبنا، قال فبقينا ثلاثة أيام لم نستطع أن ندفع هذه السمكة إلى من يشويها ثم أكلناها بعد ثلاثة أيام نيئة، ثم أكلناها بعد ثلاثة أيام نيئة، ثم ماذا قال؟، قال لا يُستطاع العلم براحة الجسد، وما أراد أن يمدح نفسه بهذا إنما أراد أن يشحذ الهمم، وإلا خواتيمهم تدل على صدقهم وإخلاصهم، ماتوا على السنة وعلى الخير ونفع الله بعلومهم البلاد والعباد، البخاري رحمه الله يقول احدهم كنت انظر إليه في الليلة الواحدة يقوم ما بين الخمسة عشر مرة إلي العشرين مرة يوقد السراج فيكتب الفائدة تمر بخاطره ثم يطفيء السراج ويرجع، في الليلة ما بين الخمسة عشر مرة إلي العشرين مرة وهو يستحضر الفائدة يوقد السراج يكتبها يطفيء السراج يرجع بعد لحظات استحضر فائدة أخرى يكتبها، احدهم يقول جاورت المنذري اثنتي عشرة سنة بيتي فوق بيته، قال فما استيقظت في وقت من الليل إلا وضوء السراج يعني مولع وهو يشتغل بالعلم، جد واجتهاد حتى وصلوا إلي هذا المستوى العظيم في العلم النافع والثروة العظيمة التي خلفوها لهذه الأمة، ابن أبي داوود احد بحور العلم يقول دخلت الكوفة ومعي درهم واحد فاشتريت به ثلاثين مد، مُداً من البقلّة وهو الفول باللهجة العراقية، قال فجعلت آكل من البقلّة واكتب عن أبي سعيد الأشد، فما انتهى البقلّة حتى كتبت عنه ثلاثين ألف حديث ما بين مقطوع ومرسل، ثلاثين مد من البقلّة وهو يكتب أمامه ثلاثين ألف حديث ما بين مقطوع ومرسل، يبخلون بالأوقات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير