تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التي هي بالنسبة للإنسان ضرورية ولا مفر منها، أوقات قضاء الحاجة وأوقات الطعام.

بعضهم كان يقلل من وجبات الطعام وبعضهم من شدة حرصه على الوقت يختار الطعام الذي أكله يأخذ عليه اقل وقتاً ويترك الطعام الذي يأخذ عليه الوقت الأكثر.

يقول الفراهيدي: احد العلماء الذين هو مُنشئ علم العروض، يقول أثقل الساعات علي ساعة آكل فيها.

وهكذا كان النووي رحمه الله لا يأكل في اليوم إلا أكلة واحدة عند السحر ولا يشرب الا شربة واحدة ويجتنب أنواع من الفواكه لانها قال ترطب جسمي فتحملني على كثرة النوم. بعضهم يقلل من الطعام في تناوله حتى لا يحتاج الي كثرة الشرب فيحتاج إلي كثرة الدخول الي الحمام فيضيع عليه شيء من الوقت.

ابن عقيل الحنبلي يقول: يعني في معنى كلام له، واني لاختار سف الكعك وتحسيه بالماء على أكل الخبز لما بينهما من تفاوت النوع، كان يحبذ أن يأخذ الكعك ويفته فيصير مثل الدقيق ويبتلعه ابتلاعاً مع الماء ويترك أكل الخبز للفرق الذي بين الأكلتين، وهذا ليست مبالغة مثل ابن عقيل استطاع بهذا الحرص ان يؤلف كتاباً اسمه الفنون في ثمان مئة مجلد، يقول الذهبي لا يعرف في الإسلام أضخم من هذا الكتاب في ثمان مئة مجلد. جمع فيه العقيدة والفقه واللغة والأصول والتفسير والأشعار والمواعظ ونتائج الأفكار وغير ذلك، فالإسراع في الأكل والإسراع في المشي والإسراع في الكتابة مما كان معروفاً عند علمائنا، يقول السيوطي رحمه الله حدثنا شيخنا الكناني عن ابيه صاحب الخطابة، أسرع أخ العلم في ثلاثٍ الأكل والمشي والكتابة، جد واجتهاد في جميع أوقاتهم، يزهدون عن الطعام والشراب بسبب اُنسهم وانشغالهم في تحصيل هذا العلم النافع.

ابن سحنون الفقيه المالكي: كانت له مولاة له يعني آمة يقال لها أم مُدان، فشُغل في ليلة من الليالي بتأليف كتاب حتى طال عليها واعدت العشاء، فقالت يا سيدي العشاء جاهز، فقال أنا مشغولٌ عنك، فأرادت أن تنام وقد سهر كثيراً، فجعلت تلقمه الآكل تلقيماً وهو لا يشعر، فلما أذن المؤذن لصلاة الفجر، قال معذرة يا أم مُدان شُغلنا عنك الليلة هاتي الطعام، قالت والله قد ألقمته لك يا سيدي، قال والله ما شعرت، وهو يؤلف وهي تلقمه خرجت وراحت إلى فراشها ونامت، معذرة شُغلنا عنك الليلة يا أم مُدان، قال هاتي العشاء، قالت لقد ألقمته لك يا سيدي، قال والله ما شعرت.

الإمام مسلم صاحب الصحيح رحمه الله ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمته عن احمد ابن سلمة زميله صاحبه، قال عُقد للإمام مسلم مجلس للمذاكرة تعرفون كبار الحفاظ إذا صاروا مشهورين وأعلاماً تعُقد لهم مجالس، الحفاظ من أهل الحديث يذاكرون هذا الذي صار إماماً، فذُكر له حديث فلم يعرفه، يعني مثلاً يذكرون له الإسناد فيأتي بالمتن، قال يقولون له حديث الحبة السوداء، فيقول حدثني به فلان عن فلان عن كذا، فذُكر له حديث فلم يعرفه وهو إمام الدنيا في زمنه فرجع الي البيت وتعرفون من كان كذلك يأتيه شيء من الكآبة، هذا الحديث من محفوظاتي فكيف ما استحظرته، فرجع إلى البيت فجعل يفتش في كتبه عن هذا الحديث، وأُهديت له سلة تمر في تلك الليلة فجعل يأكل من التمر ويبحث عن الحديث حتى فنيا التمر ثم وجد الحديث سلة كاملة، قال غيرة فكان ذلك سبب موته، يعني سلة كاملة من التمر يأكلها في ليلة، قال غير احمد ابن سلمة فكان ذلك سبب موته، ما شعر هو يأكل التمر ويبحث عن الحديث حتى أتى على السلة كلها فمات من اثر ذلك رحمه الله تعالى، حتى في الأنفاس الأخيرة يجدون يجتهدون في تحصيل العلم النافع.

الإمام ابن جرير الطبري تُذكر له فائدة وهو على فراش الموت فيدعوا بالمحبرة والصحيفة، فيُقال له يا إمام في هذا الوقت، فيقول لا ينبغي لطالب العلم أن يدع اقتباس العلم حتى الممات. ابن مالك صاحب الألفية من شدة حرصه على العلم انه في يوم موته حفظ سبعة أبيات في يعني شواهد للنحو لقنه إياها ابنه.

ابن جرير رحمه الله تعالى يقول لتلاميذته أتنشطون لكتابة التفسير، قالوا كم يكون قدره، قال ثلاثون ألف ورقة، قالوا هذا مما تفنى الأعمار دون إتمامه، فاختصره في ثلاثة آلاف ورقة وجعل يمليه في سبع سنين وهذا هو التفسير الموجود بين أظهرنا تفسير ابن جرير الطبري، أتنشطون لكتابة تفسير قالوا كم يكون قدره، قال ثلاثون ألف ورقة، قالوا هذا مما تفنى الأعمار دون إتمامه، فاختصره في ثلاثة آلاف ورقة وأملاه في كم، في سبع سنين، قال لهم مرة أتنشطون في كتابة التاريخ من لدن ادم إلى وقتنا، قالوا كم يكون قدره، قال ثلاثون ألف ورقة، فقالوا المقولة السابقة، قال الله المستعان ماتت الهمم، فاختصره في نحو ما اختصر به التفسير.

يقول ابن القيم أيضاً حدثنا شيخُنا ابن تيمية انه أُصيب بمرض فقال له الطبيب إن مطالعتك وقرأتك تزيد في مرضك، قال لا استطيع، طلب منه ان يهدى ويأخذ إجازة أياماً، قال لا استطيع، حرص نحن نُسلي أنفسنا بهذه الحكايات القصص لعل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على أنفسنا،

منقول

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير