فالتكبر والتعاظم والغرور والعُجب من أقبح الصفات التي يتلبس بها طالب العلم؛ فيزدري هذا، ويترفع عن هذا، ويتبختر في مشيته، ويتشدّق في حديثه ... إلى غير ذلك من صفات العُجب التي نهى الله تعالى عنها: ((ولا تمش في الأرض مرحا ً .. إن الله لا يحب كل مختال فخور)).
قال في (تهذيب الإحياء): " من أعظم الآفات وأغلب الأدواء: الكبر بالعلم، وأبعدها عن قبول العلاج؛ ذلك لأن قدر العلم عظيم عند الله، عظيم عند الناس، وهو أعظم من قدر المال والجمال وغيرهما ".
فيجب على طالب العلم أن يعلم أن حجة الله على أهل العلم آكد، وأنه يحتمل من الجاهل ما لا يحتمل عُشرُه من العالم، فإن من عصى الله عن معرفة وعلم فجنايته أفحش؛ إذ لم يقض نعمة الله عليه في العلم.
ومن المعوقات في طريق العلم الشرعي: استعجال الثمر:
بعض الناس يظن أن العلم لقمة سائغة، أو جرعة عذبة، سرعان ما تظهر نتائجها، وتتبين فوائدها، فيأمل في قرارة نفسه أنه بعد مضي سنة - أو أكثر أو أقل - سيصبح عالما نحريرا لا يُشق غباره ولا يُدرك شأوه!
وهذه نظرة خاطئة وتصور فاسد وأمل كاسد، أضراره وخيمة، ومفاسده عظيمة؛ إذ يُفضي بما لا تحمد عقباه من القول على الله بغير علم، والثقة العمياء بالنفس، وحب العلو والتصدر، وغالبا ما ينتهي مطافه إلى هجر الانتساب للعلم وأهله، لأن العلم بعيد المرام لا يُصاد بالسهام ولا يرى في المنام ولا يدركه إلا من اعتضد الدفاتر وحمل المحابر وقطع القفار وواصل في الطلب الليل والنهار.
ومن العوائق في طلب العلم الشرعي: دنوُّ الهمّة:
من الطلاب من هو قليل البضاعة يكتفي بقليل من الأحاديث ولا يتعداها، وبضع آيات من القرآن لا يبرحها، بضاعته في العلم قليلة، قد قعدت به همّتُه فمحقت مواهبه، وأزالت بهاء نبوغه، يقنع بيسير من المعلومات ويأنف من القراءة والمطالعة، ويتشاغل عن الطلب والتحصيل،
قال الفراء – رحمه الله -: " لا أرحم أحدا كرحمتي لرجلين: رجل طلب العلم ولا فهم له، ورجل يفهم ولا يطلب! وإني لأعجب ممن في وسعه أن يطلب العلم ولا يتعلم "
فينبغي للعاقل ألا يبغي بالعلم بدلا، ومن أنس في نفسه النبوغ والذكاء لا يتشاغل بسواه أبدا، وإلا فما أشد خسارته! وما أعظم مصيبته!
على طالب العلم أن يتحلى بالصبر والجد والمثابرة، وبهذا السبيل يستطيع التحصيل، فمن طلب شيئا وجدّ وجد، ومن قرع الباب ولجّ ولج، وبقدر ما تتعنّى تنال ما تتمنى.
وبقدر الكد تكتسب المعالي = ومن طلب العلا سهر الليالي
تروم العز ثم تنام ليلا = يغوص البحر من طلب اللآلي
وقد قيل للشعبي: من أين لك هذا العلم كله؟ قال: " بنفي الاعتماد، والسير في البلاد، وصبر كصبر الجماد، وبكور كبكور الغراب ".
والمثابرة على طول طريق التعلم عنوان الهمة.
ومن عوائق طلب العلم الشرعي: التسويف والتمني:
قيل لبعض الحكماء: من أسوأ الناس حالا؟ قال: " من بَعُدت همته، واتسعت أمنيته، وقصرت آلته، وقلت مقدرته، فليدع الأماني الكاذبة، والخيالات الكاسدة وأحلام اليقظة التي تضيّع الوقت وتطيش في الميزان ". انتهى
منقوول
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[07 - 09 - 08, 07:55 م]ـ
جزاك الله خيرا و بارك فيك.
من فوائد الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه على الأصول الثلاثة:
قال الشيخ أن ترك العمل منه ما يكون كفرا، كترك العمل بالتوحيد، و منه ما يكون محرما، كفعل الزنا بعد العلم بحرمته، و منه ما يكون مكروها كترك العمل بالسنن، و منه ما يكون مباحا و هذا يندرج تحته المباحات و العادات مما لم نُخاطب بالاقتداء فيه كترك العمل بهيئة مشية النبي - صلى الله عليه و سلم -.