[ما أجمل هذا الكلام ...]
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[10 - 10 - 08, 04:23 ص]ـ
ذكر ابن رجب ٍ رحمه الله في كتابه الماتع الجامع .. جامع العلوم والحكم ...
علامات الزهد وأنها كلها من أعمال القلوب ِ لا من أعمال الجوارح ...
ولعلنا نختصر حتى نصل إلى الكلام المطلوب ...
نسخة شعيب /
ط/ مؤسسسة الرسالة
ص/ المجلد 2/ 180 - 183
فقال رحمه الله: ففسر الزهد في الدُّنيا بثلاثة أشياء كُلُّها من أعمال القلوب، لا من أعمال
الجوارح، ولهذا كان أبو سليمان يقول: لا تَشْهَدْ لأحدٍ بالزُّهد، فإنَّ الزُّهد في القلب.
أحدها: أنْ يكونَ العبدُ بما في يد الله أوثقَ منه بما في يد نفسه، وهذا ينشأ مِنْ صحَّة اليقين وقوَّته، فإنَّ الله ضَمِن أرزاقَ عباده، وتكفَّل بها، كما قال:
{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا} ..
إلى أن قال .. وروي عن ابن مسعود قال: إنَّ أرجى ما أكون للرزق إذا قالوا: ليس في البيت دقيق. وقال مسروقٌ: إنَّ أحسن ما أكون ظناً حين يقول الخادم: ليس في البيت قفيزٌ من قمحٍ ولا درهمٌ ... وقال الإمامُ أحمد: أسرُّ أيامي إليَّ يوم أُصْبِحُ وليس عندي شيء ...
والثاني: أنْ يكونَ العبدُ إذا أُصيبَ بمصيبةٍ في دُنياه مِنْ ذهابِ مالٍ، أو ولدٍ، أو غير ذلك، أرغبَ في ثواب ذلك ممَّا ذهبَ منه مِنَ الدُّنيا أنْ يبقي له، وهذا أيضاً ينشأُ مِنْ كمالِ اليقين.
كما قال عليٌّ - رضي الله عنه -: من زهد في الدُّنيا، هانت عليه المصيباتُ.
والثالث: أنْ يستوي عندَ العبد حامدُه وذامُّه في الحقِّ، وهذا من علامات الزُّهد في الدُّنيا، واحتقارها، وقلَّةِ الرَّغبة فيها، فإنَّ من عظُمتِ الدُّنيا عنده أحبَّ المدحَ وكرِهَ الذَّمَّ، فربما حمله ذلك على تركِ كثيرٍ مِنَ الحق خشيةَ الذَّمِّ، وعلى فعلِ كثيرٍ مِنَ الباطلِ رجاءَ المدح، فمن استوى عنده حامدُه وذامُّه في الحقِّ، دلَّ على سُقوط منزلة المخلوقين من قلبه، وامتلائه مِنْ محبَّة الحقِّ، وما فيه رضا مولاه، كما قال ابن مسعود: اليقين أنْ لا تُرضي النَّاسَ بسخط الله ...
وقد مدح الله الذين يُجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم.
ثم قال رحمه الله .. : ولهذا يقال: الزهد في الرِّياسة أشدُّ منه في الذهب والفضة، فمن أخرج مِنْ قلبه حبَّ الرياسة في الدُّنيا، والتَّرفُّع فيها على الناس، فهو الزاهد حقاً، وهذا هو الذي يستوي عنده حامدُه وذامُّه في الحقِّ، وكقول وهيب بن الورد: الزهد في الدُّنيا أنْ لا تأسى على ما فات منها، ولا تفرح بما آتاك منها، قال ابن السماك: هذا هو الزاهد المبرز في زهده.
وهذا يرجع إلى أنَّه يستوي عند العبد إدبارها وإقبالها وزيادتها ونقصُها، وهو مثلُ استواءِ المصيبة وعدمها كما سبق ...
وسئل بعضُهم - أظنُّه الإمام أحمد - عمَّن معه مالٌ: هل يكون زاهداً؟ قال: إنْ كان لا يفرح بزيادته ولا يحزن بنقصه، أو كما قال. .. " اهـ باختصار ٍ شديد "
اللهم أصلح أحوالنا ...
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[11 - 10 - 08, 02:31 ص]ـ
أشكرك على النقل الموفق.
جفظك الله
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[11 - 10 - 08, 10:35 ص]ـ
أشكرك على النقل الموفق.
جفظك الله
الأخ الموقر الموفق القحطاني وفقه الله ورعاه وزاده الله من فضله ووقاه ...
بارك الله فيك ..
ولعلك تبدل الجيم .. حاء .. "ابتسامه"
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[11 - 10 - 08, 11:52 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أنس الرشيد ...
ـ[النابلسي]ــــــــ[11 - 10 - 08, 02:11 م]ـ
وفقك ربي
نقل رائع سلمك ربي
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[11 - 10 - 08, 02:54 م]ـ
الأخ الموقر الموفق القحطاني وفقه الله ورعاه وزاده الله من فضله ووقاه ...
بارك الله فيك ..
ولعلك تبدل الجيم .. حاء .. "ابتسامه"
سبق كيبورد!
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[11 - 10 - 08, 11:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أنس الرشيد ...
الأخ الموقر الموفق الفاضل أبو عبد الرحمن المكي وفقه الله ورعاه وأحسن خاتمته وزاده في عبادته
ووقاه ...
وفيك بارك أخي الحبيب ...
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[11 - 10 - 08, 11:47 م]ـ
وفقك ربي
نقل رائع سلمك ربي
الأخ الفاضل العاقل النابلسي زداه الله من فضله ووفقه الله في دربه وشرح صدره ونور بصيرته
وبارك فيك أخي الغالي ..
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[12 - 10 - 08, 09:34 ص]ـ
سبق كيبورد!
أبو محمد ... وفقك الله ..
ـ[عادل علي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 12:36 م]ـ
جعلك الله من الزهاد العباد.
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 12:54 م]ـ
وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح وزادك من فضله،،،، آمين
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[12 - 10 - 08, 10:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
وجعلك الله رشيداً
كلام جميل وانتقاء جميل
رحم الله الحافظ ابن رجب
¥