[خلاصة قواعد تحصيل العلم الشرعي]
ـ[أبو الفاروق الأثري]ــــــــ[16 - 10 - 08, 07:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده و رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فبداية أود أن أعرفكم بأني ذو حظ عظيم أني أصبحت عضوا جديدا بينكم وكم أنا فرح بهذا
و أسأل الله الذي جمعني بكم في الدنيا في هذا الملتقى الطيب المبارك أن يجمعني بكم
في الآخرة في جنته و دار مقامته في الفردوس الأعلى، فأنتم أحبتي في الله وحبي لكم
عبادة أتقرب بها لربي، فأسأله أن يجمعني بكم في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. آمين
إخواني الفضلاء هذه مشاركة أبتدىء بها معكم وهي تأتيكم من عبد فقير، بضاعته مزجاة في
العلم، أسأل الله أن يعلمني و إياكم، وقد أحببت أن تكون هذه البداية تذكرة على طريق
طلب العلم، أذكر بها نفسي و إياكم من باب قوله تعالى: (و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)
أحبتي هذه البداية هي خلاصة استخلصتها من كلام سلفنا المبارك تؤصل كيفية التوجه السليم لتحصيل العلم الشرعي في صورة قواعد عامة وهي اثنتا عشرة قاعدة، أسأل الله أن ينفعنا بها، فالنبدأ الآن بعون الله وتوفيقه:
القاعدة الأولى: تقوى الله في السر و العلن: وهي أعظم قواعد تحصيل العلم الشرعي على الإطلاق، ولها في ذلك أعظم التأثير، يقول الله تعالى (الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) فالمتقون قد أتوا بالسبب الأكبر لحصول الهداية بالكتاب وهي التقوى، ويقول تعالى أيضا: (واتقوا الله ويعلمكم الله) و حقيقتها: اتقاء سخط الله وعقابه بفعل أوامره واجتناب نواهيه، فمن فعل ذلك فقد استضاء بنور العلم، وبورك له فيه.
القاعدة الثانية: إخلاص النية لله تعالى في الطلب: وهي ميزان قبول العمل عند الله، فلا يقبل الله عملا دخله شرك أو رياء، وطلب العلم عبادة يتقرب بها إلى الله فلا يجوز بحال أن يطلب لغير الله، فلو طلب لغير الله فقد حبط عمل صاحبه وإن حبط عمله محقت بركته وضاع قال تعالى: (فاعبد الله مخلصا له الدين) وقال: (ولقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) فمن طلب العلم رياء فقد خسره.
القاعدة الثالثة: الاستعانة بالصبر و الصلاة: وهذه قاعدة عامة في كل شيء لكنها تتأكد أكثر كلما عظم المستعان عليه، وهل هناك ما هو أعظم من العلم عن الله وعن رسوله؟، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) بل قال تعالى في شأن الوحي: (يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بقيام الليل ليستعين به على عظم ما سيلقى عليه من ربه، وقال في شأن الإمامة في الدين: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين.
القاعدة الرابعة: اتباع منهج السلف في العقائد والشرائع والأخلاق: فلا يرضى طالب العلم بغيره بديلا، فطريق السلف هو طريق العلم الموصل لله ولجنته، فكن أخي سلفيا على الجادة وإياك أن ترضى بغيره من التيارات المنحرفة الزائغة المتبعة لهواها بغير هدى من الله وفي هذا يقول الله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم وساءت مصيرا) وسبيل المؤمنين هو سبيل السلف الصالحين من الخلفاء الراشدين والصحب المطهرين والأئمة المهديين أهل السنة و أصحاب الحديث رضي الله عنهم أجمعين، واعلم أخي أن كل خير في اتباع السلف وكل شر في ابتداع من خلف، وأهل البدع أعيتهم السنن أن يحفظوها، فطريقهم للعلم مسدود، و عملهم عليهم مردود.
¥